د.ا10,64 د.ا5,32

& Advanced Shipping

لديمقراطية مفهوم قديم حديث، ظهر قبل آلاف السنين في اليونان، واكتسب زخماً في العصر الحديث نتيجة لسعي الشعوب المختلفة لإيجاد نظم حكم تُخلصها من بطش الحكم الفردي واستبداد الحُكم الديني. ومع أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت أول الدول التي تـتبنى نظاماً ديمقراطياً قام على انتخاب الحُكام وتحديد السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية وفصلها عن بعضها، إلا أن النظام الأمريكي لم يَنجح في تحقيق العديد من أهدافه. كما أن ما مـرَّ به هذا النظام من أزمات منذ بداية القرن الحادي والعشرين يشير إلى أنه لم يعـد بإمكانه قيادة المجتمع نحو تحقيق أهدافه في الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص.

أما النظم الديمقراطية التي ظهرت في مختلف الدول الأوروبية، فيشير تاريخها إلى أنها خدمت شعوب أوروبا بشكلٍ أفضل من النظام الأمريكي بكثير، إلا أن شعبيتها ومشاركة الجماهير في مداولاتها أخذت تـتراجع منذ عقود، ما جعلها أقلّ قدرة على تحقيق أهدافها كما كان عليه الحال في الماضي القريب. وهذا يضع أمام العرب تجربتين في الديمقراطية، تـتفقان من حيث الروح والأهداف، لكنهما تختلفان من حيث هياكل الحكم وممارساتُـه وإنجازاتُـه

ردمك 978-9957-79-109-4 التصنيفات: الوسوم: ,
Guaranteed Safe Checkout

الديمقراطية مفهوم قديم حديث، ظهر قبل آلاف السنين في اليونان، واكتسب زخماً في العصر الحديث نتيجة لسعي الشعوب المختلفة لإيجاد نظم حكم تُخلصها من بطش الحكم الفردي واستبداد الحُكم الديني. ومع أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت أول الدول التي تـتبنى نظاماً ديمقراطياً قام على انتخاب الحُكام وتحديد السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية وفصلها عن بعضها، إلا أن النظام الأمريكي لم يَنجح في تحقيق العديد من أهدافه. كما أن ما مـرَّ به هذا النظام من أزمات منذ بداية القرن الحادي والعشرين يشير إلى أنه لم يعـد بإمكانه قيادة المجتمع نحو تحقيق أهدافه في الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص.

أما النظم الديمقراطية التي ظهرت في مختلف الدول الأوروبية، فيشير تاريخها إلى أنها خدمت شعوب أوروبا بشكلٍ أفضل من النظام الأمريكي بكثير، إلا أن شعبيتها ومشاركة الجماهير في مداولاتها أخذت تـتراجع منذ عقود، ما جعلها أقلّ قدرة على تحقيق أهدافها كما كان عليه الحال في الماضي القريب. وهذا يضع أمام العرب تجربتين في الديمقراطية، تـتفقان من حيث الروح والأهداف، لكنهما تختلفان من حيث هياكل الحكم وممارساتُـه وإنجازاتُـه.

 مع ذلك، يمكن القول: إن أهم إنجازات العملية الديمقراطية هي التحول من نظام حكم سياسي فحسب إلى قيمة ثقافية اجتماعية، وتعـبّر هذه القيمة عن نفسها على شكل موقف الفرد الديمقراطي من غيره من أفراد المجتمع يقوم على المساواة والاحترام المتبادل.

يحاول هذا الكتاب المتواضع شرحَ الفكرة الديمقراطية وتاريخها، وكيفية ممارسة النظام الديمقراطي للحكم، وتحديد الشروط المطلوبة لقيام نظام حكم ديمقراطي في المجتمع، كما يحاول تحليل تلك الشروط، وما مرت به من تحولات بدءاً من منتصف القرن العشرين. وهذا يفرض التعرُّض لدور المال في العملية الانتخابية التي تُعتبر لُبَّ العملية الديمقراطية، ودور الإعلام في الحياة العامة والحياة السياسية… فالإعلام يشكل السلطة الرابعة التي تقوم بدور مهمّ في حياة المجتمع الديمقراطي وغير الديمقراطي، وهذه سلطة تملك إمكانات مالية وفنية كبيرة تمكّنها من تشكيل الرأي العام والمشاركة في توجيه الحكم. ولما كانت العولمة والانترنت ومواقعُ التواصل الاجتماعي قد أسهمت في تكامل اقتصادات العالم، وتسبّبت في حدوث تفاعل ثقافي غير مسبوق بين مختلف المجتمعات الإنسانية، فإنها أدّت إلى تغيـير الهياكل الاجتماعية والاقتصادية لكل المجتمعات القديمة. إذ فيما كانت المجتمعات التي شهدت ميلاد النظم الديمقراطية تـنقسم إلى طبقات اجتماعية اقتصادية على طول خطوط رأسية، فإن كلّ المجتمعات اتجهت منذ نهاية الثمانينات من القرن العشرين إلى الانقسام إلى فئات ثقافية اجتماعية على طول خطوطٍ أفقية.

الوزن 0,65 كيلوجرام
الأبعاد 17 × 24 سنتيميتر

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يقيم “تأملات في الإشكالية الثقافية الثقافة والديمقراطية”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

سلة المشتريات
تأملات في الإشكالية الثقافية الثقافة والديمقراطية
د.ا10,64 د.ا5,32
Scroll to Top