د.ا12,77 د.ا6,39

& Advanced Shipping

يحاول هذا الكتاب أن يجيب على أسئلة طرحتها منذ عشرة سنوات وهي: كيف كانت المسيحية في القرن الأول والثاني والثالث؟ وهل ما أسمعه من علماء الاسلام صحيح عن تغيير وتحريف الديانة المسيحية؟ وإذا كان هناك تحريف لديانة المسيح عليه السلام فهل بقية شواهد على الديانة الصحيحة للمسيح عليه السلام؟ وكيف يمكننا تمييز الحقيقة عن الهرطقة؟ وبأية مرجعية؟

الواقع وفي تلكم اللحظة لم يكن لدي أدنى شك باعتباري مسلما بل ومسلما متدينا وحافظا للقرآن الكريم حول النظرية القرآنية، وفي النقل التاريخي للقرآن باعتباره كلمة الله. لكن سرعان ما تبين لي أن هذا المعتقد إن صح في مجال الايمان الدوغمائي فهو لا يصح في المجال العلمي الموضوعي. والسبب كما وضح توماس طمسن يرجع إلى “أن افتراض أن حكايات الكتاب هي روايات للماضي يؤكد وظيفة لنصوصنا تحتاج إلى إثبات عندما تتنافس مع وظائف أخرى أكثر وضوحا”(طمسن، 2006 صفحة 11). ومعنى هذا الكلام كون نصوص القرآن لم تعد بروايتها للأحداث التاريخية الدينية منفردة بطابعها الإيماني الصرف ولكنها بدأت تزاحم مجالات اخرى وحقولا معرفية أوسع. فصارت تتخذ لنفسها وظيفة أخرى، وبالتالي فعليها أن تخضع للإثبات التاريخي للتأكد العلمي الموضوعي والمادي من المعلومات التي تبوح لنا به

إني وعلى الرغم من دراستي للكتاب المقدس –منذ سنة 1992 إلى الآن-فإني لم أقتنع يوما بالرواية القانونية عن المسيح عليه السلام. وبما أن للمسيح عيسى بن مريم مكانة خاصة في قلبي باعتباره شخصا ضحى في سبيل قضيته إلى أقصى حد وهو من أولي العزم من الرسل في الإسلام. ونظرا لكون الأسئلة تحتاج إلى أجوبة، فطبيعي أن نبحث عنها في بطون التاريخ. لا أقول التاريخ الاسلامي ولكن التاريخ المسيحي نفسه. فهو على تحيزه للمعتقد القانوني الذي اعتُمد في اوائل القرن الرابع الميلادي باعتباره تدوين المنتصرين ضد المنهزمين، فقد أبقى على شوارد واشارات أحيانا تكون قوية على الحالة اللاهوتية والليتورجية للعالم المسيحي خلال القرون الثلاثة قبله

ومن الجدير بالذكر أن قانون الايمان النيقاوي، كان ثمرة الفكر اللاهوتي الخاص بكنيسة معينة، لم تستطع حيازة الجماعة المسيحية الأولىالمتصارعة. وقد حاول الآباء الذين كتبوا باليونانية شرح وتدقيق التعابير والنقاط الحاسمة في الإنجيل، والتي قد تكون تعرضت للتحريف والفهم  تحت تأثير الفكر الهلليني واليهودية المتهلنة. وفي هذا الصدد كان الوضع المركزي ليسوع المسيح”الابنالمتجسد” في ايمان الكنيسة، يتطلب الاجابة بوضوح على السؤال: عما إذا كان هو إلها أو أنه مجرد مخلوق متوسط بين الله والإنسان كسائر الأنبياء؟ واين هو الخط الفاصل بين الله والخليقة؟ وبين الله والآب ويسوع المسيح؟ أو بين يسوع المسيح ابن الله المتجسد وبين العالم؟ والظاهر من التاريخ وماجريات الصراع الطائفي الذي ألقى بظلاله على مجمع نيقية والتدخل السياسي لقسطنطين لصالح طائفة على حساب أخرى، مع ما صاحبه من الانتقائية في دعوة الأساقفة المخالفين، كلها أسئلة ألقت بظلالها على البحث التاريخي لهذه القضية، ومدى المصداقية التي اكتسبتها قرارات هذا المجمع 

لقد صار للكنيسة قانونها الخاص،المستفتى عليه ديمقراطيا. وصار واضحا للكنيسة في القرن الرابع أنه فقط عن طريق فهم الإنجيل على أساس عقيدة الثالوث المقدس، نستطيع أن ندرك تعاليم إنجيل العهد الجديد المنقح عن المسيح والروح القدس. حيث كان مركز الاعتراف بالإيمان يدور حول اعلان الواحدية في ذات الجوهر بين المسيح والله لأن الله في الإنجيل قد أعلن ذاته كآب وابن وروح قدس

لقد لاقى هذا المعتقد الصاعد والذي بدى كأنه نهاية الجدل حول لاهوت المسيح والله قبولا واسعا! لكن التاريخ يقول غير ذلك. فقد اعترضت جل الطوائف المسيحية الأولى في العالم المسيحي على هذه القرارات. خصوصا طائفة آريوس وأصحابه الذين طالما اعتبروا ألوهية المسيح المساوي للآب في الجوهر والثالوث المقدس ضربا من ضروب الأساطير والعقائد الشعبية الوثنية المنتشرة في العالمالروماني آنذاك. وكانوا دائمي التشبيه لعقيدة الثالوث بالعقيدة المثرائية والهلنستية المؤلهة للبشر والرافعة للقديسين إلى مستوى الآلهة المعبودة. وقد خاضوا مع دعاة مجمع نيقية مجادلات عميقة حول لاهوت المسيح وعلاقته بالله الآب

1-أهمية موضوع الدراسة

وكما بينت آنفا، فهذا البحث ينصب على دراسة الأنماط العقائدية واللاهوتية التي سبقت ميلاد الديانة المسيحية الرسمية. وهذا أمر مهم جدا في تصوري، داخل مجال النقد الديني واللاهوتي للأديان. لأنني ومن خلال تتبعي لتاريخ الأديان عموما وتاريخ المسيحية على الخصوص، سنؤكد أو نعترض على مدى علمية وموضوعية القرآن الذي هو مرجعية أكثر من مليار وسبعمائة مليون مسلم. وكلهم يعتقدون ضياع ديانة المسيح كما نزلتمن الله. وهذا اعتقاد خطير لأنه يؤدي الى ابطال خلاص الملايين من البشر إن صحت هذه الأطروحة!! وهذا من جهة. ومن جهة ثانية: خدمة الحقيقة التاريخية، ومحاولة استكشاف اللاهوت السري للطوائف القريبة العهد من المسيح أو من تلاميذه. خصوصا وان هذه الطوائف لم تزل تشهد حملة من الاضطهاد الداخلي، وهو امتداد للعلاقة المتوترة التي كانت بين الحواريين أنفسهم حول سوء التعليم الذي قدمه بعضهم ما اعتبره البعض الآخر خروجا عن تعاليم الإنجيل

ردمك 978-9957-12-755-8 التصنيفات: الوسوم: ,
Guaranteed Safe Checkout

يحاول هذا الكتاب أن يجيب على أسئلة طرحتها منذ عشرة سنوات وهي: كيف كانت المسيحية في القرن الأول والثاني والثالث؟ وهل ما أسمعه من علماء الاسلام صحيح عن تغيير وتحريف الديانة المسيحية؟ وإذا كان هناك تحريف لديانة المسيح عليه السلام فهل بقية شواهد على الديانة الصحيحة للمسيح عليه السلام؟ وكيف يمكننا تمييز الحقيقة عن الهرطقة؟ وبأية مرجعية؟

الواقع وفي تلكم اللحظة لم يكن لدي أدنى شك باعتباري مسلما بل ومسلما متدينا وحافظا للقرآن الكريم حول النظرية القرآنية، وفي النقل التاريخي للقرآن باعتباره كلمة الله. لكن سرعان ما تبين لي أن هذا المعتقد إن صح في مجال الايمان الدوغمائي فهو لا يصح في المجال العلمي الموضوعي. والسبب كما وضح توماس طمسن يرجع إلى “أن افتراض أن حكايات الكتاب هي روايات للماضي يؤكد وظيفة لنصوصنا تحتاج إلى إثبات عندما تتنافس مع وظائف أخرى أكثر وضوحا”(طمسن، 2006 صفحة 11). ومعنى هذا الكلام كون نصوص القرآن لم تعد بروايتها للأحداث التاريخية الدينية منفردة بطابعها الإيماني الصرف ولكنها بدأت تزاحم مجالات اخرى وحقولا معرفية أوسع. فصارت تتخذ لنفسها وظيفة أخرى، وبالتالي فعليها أن تخضع للإثبات التاريخي للتأكد العلمي الموضوعي والمادي من المعلومات التي تبوح لنا به

إني وعلى الرغم من دراستي للكتاب المقدس –منذ سنة 1992 إلى الآن-فإني لم أقتنع يوما بالرواية القانونية عن المسيح عليه السلام. وبما أن للمسيح عيسى بن مريم مكانة خاصة في قلبي باعتباره شخصا ضحى في سبيل قضيته إلى أقصى حد وهو من أولي العزم من الرسل في الإسلام. ونظرا لكون الأسئلة تحتاج إلى أجوبة، فطبيعي أن نبحث عنها في بطون التاريخ. لا أقول التاريخ الاسلامي ولكن التاريخ المسيحي نفسه. فهو على تحيزه للمعتقد القانوني الذي اعتُمد في اوائل القرن الرابع الميلادي باعتباره تدوين المنتصرين ضد المنهزمين، فقد أبقى على شوارد واشارات أحيانا تكون قوية على الحالة اللاهوتية والليتورجية للعالم المسيحي خلال القرون الثلاثة قبله

ومن الجدير بالذكر أن قانون الايمان النيقاوي، كان ثمرة الفكر اللاهوتي الخاص بكنيسة معينة، لم تستطع حيازة الجماعة المسيحية الأولىالمتصارعة. وقد حاول الآباء الذين كتبوا باليونانية شرح وتدقيق التعابير والنقاط الحاسمة في الإنجيل، والتي قد تكون تعرضت للتحريف والفهم  تحت تأثير الفكر الهلليني واليهودية المتهلنة. وفي هذا الصدد كان الوضع المركزي ليسوع المسيح”الابنالمتجسد” في ايمان الكنيسة، يتطلب الاجابة بوضوح على السؤال: عما إذا كان هو إلها أو أنه مجرد مخلوق متوسط بين الله والإنسان كسائر الأنبياء؟ واين هو الخط الفاصل بين الله والخليقة؟ وبين الله والآب ويسوع المسيح؟ أو بين يسوع المسيح ابن الله المتجسد وبين العالم؟ والظاهر من التاريخ وماجريات الصراع الطائفي الذي ألقى بظلاله على مجمع نيقية والتدخل السياسي لقسطنطين لصالح طائفة على حساب أخرى، مع ما صاحبه من الانتقائية في دعوة الأساقفة المخالفين، كلها أسئلة ألقت بظلالها على البحث التاريخي لهذه القضية، ومدى المصداقية التي اكتسبتها قرارات هذا المجمع 

لقد صار للكنيسة قانونها الخاص،المستفتى عليه ديمقراطيا. وصار واضحا للكنيسة في القرن الرابع أنه فقط عن طريق فهم الإنجيل على أساس عقيدة الثالوث المقدس، نستطيع أن ندرك تعاليم إنجيل العهد الجديد المنقح عن المسيح والروح القدس. حيث كان مركز الاعتراف بالإيمان يدور حول اعلان الواحدية في ذات الجوهر بين المسيح والله لأن الله في الإنجيل قد أعلن ذاته كآب وابن وروح قدس

لقد لاقى هذا المعتقد الصاعد والذي بدى كأنه نهاية الجدل حول لاهوت المسيح والله قبولا واسعا! لكن التاريخ يقول غير ذلك. فقد اعترضت جل الطوائف المسيحية الأولى في العالم المسيحي على هذه القرارات. خصوصا طائفة آريوس وأصحابه الذين طالما اعتبروا ألوهية المسيح المساوي للآب في الجوهر والثالوث المقدس ضربا من ضروب الأساطير والعقائد الشعبية الوثنية المنتشرة في العالمالروماني آنذاك. وكانوا دائمي التشبيه لعقيدة الثالوث بالعقيدة المثرائية والهلنستية المؤلهة للبشر والرافعة للقديسين إلى مستوى الآلهة المعبودة. وقد خاضوا مع دعاة مجمع نيقية مجادلات عميقة حول لاهوت المسيح وعلاقته بالله الآب

1-أهمية موضوع الدراسة

وكما بينت آنفا، فهذا البحث ينصب على دراسة الأنماط العقائدية واللاهوتية التي سبقت ميلاد الديانة المسيحية الرسمية. وهذا أمر مهم جدا في تصوري، داخل مجال النقد الديني واللاهوتي للأديان. لأنني ومن خلال تتبعي لتاريخ الأديان عموما وتاريخ المسيحية على الخصوص، سنؤكد أو نعترض على مدى علمية وموضوعية القرآن الذي هو مرجعية أكثر من مليار وسبعمائة مليون مسلم. وكلهم يعتقدون ضياع ديانة المسيح كما نزلتمن الله. وهذا اعتقاد خطير لأنه يؤدي الى ابطال خلاص الملايين من البشر إن صحت هذه الأطروحة!! وهذا من جهة. ومن جهة ثانية: خدمة الحقيقة التاريخية، ومحاولة استكشاف اللاهوت السري للطوائف القريبة العهد من المسيح أو من تلاميذه. خصوصا وان هذه الطوائف لم تزل تشهد حملة من الاضطهاد الداخلي، وهو امتداد للعلاقة المتوترة التي كانت بين الحواريين أنفسهم حول سوء التعليم الذي قدمه بعضهم ما اعتبره البعض الآخر خروجا عن تعاليم الإنجيل

ومن جهة ثالثة: إزالة اللبس على ما اعتبر تاريخيا منتميا إلى طائفة الموحدين المسيحيين وليس منهم. وأقصد هنا القديس آريوس الذي جعله بعض المسلمين رمزا للتوحيد ولم يكن كذلك. وقد لوى بعض الباحثين أعناق الأدلة لإثباث وجود الاعتقاد القرآني لدى الطوائف الأولى في المسيحية فوقع اختيارهم على الرجل الخطأ

ومن جهة رابعة: البحث يفتح نوافذ على مصادر عزيزة من التاريخ المسيحي. ويناقش ما كتبه الآباء الأولون من كتبهم الأصيلة في التعليم الديني. هذا يعطي للحقيقة التاريخية معنى آخر من المصداقية والوثوقية لأنها صادرة عن اصحاب الشأن

ومن جهة خامسة واخيرة: فالبحث وفي خضم النقد التاريخي للمسيحية يحاول ابداء الآراء الأكثر تداولا في هذا المجال. وقد سار نحو وضع مقارني بين المسيحية التاريخية والمسيحية القرآنية. وهذا مهم جدا لكي يخلص القارئ للوضع الطبيعي للاعتقاد، ولكي يبلور قناعة حول مواضيع البحث دون الرجوع الى مصادر أخرى

ب- الدراسات السابقة

قبل أن أسرد عليك أخي القارئ بعض الدراسات التي سبقت دراساتنا، والتي استفدت منها الشيء الكثير. أنبه على أن موضع بحثنا ليس عن الهرطقات المسيحية. لأن الهرطقات لم تظهر إلا بعد تحديد الايمان القانوني أو الرسمي حتى صار ما عداه هرطقة. وإن كانت الطوائف المتصارعة منذ القرن الأول الميلادي يبدع بعضها البعض. لكنه تبديع غير ذي جدوى علميا لأن قانون الايمان المرجعي  لم يحدد بعد. ولأن المنافسة على رأس الكنيسة يدفع عادة الفرق إلى التطاحن والتقليل من الآخر حتى يتسنى لها الفوز والتربع على عرش كنيسة المسيح. اذن فدراستنا ليس عن الأرطقات ولم يكن همنا استقصاؤها، وكل المراجع والدراسات التي اعتمدناهاعن الهرطقات الأولى ليست داخلة في موضوع الدراسة كليا، بل هي مصادر للمادة العلمية لعقائد المسيحية المختلفة التي من أجلها كتب هذا الكتاب، قصد تحليلها ومحاولة اكتشاف الصلة بينها وبين بيئتها التي نشأت فيها والكشف على أصولها وعلاقتها بشخصية السيد المسيح عليه السلام

من الدراسات التي استفدت منها

  1. كتاب الهرطقة في المسيحية لـ ج.ويلتر، ترجمة: جمال سالم، دار التنوير للطباعة والنشر، 2007.
  2. كتاب الأرطقات مع دحضها للقديس الكاثوليكي ألفونسو دي ليكوري، ترجمة: الخوري يوسف الياس الدبس، مطبعة الرهبة اللبنانية في دير سيدة طاميش في مقاطعة كسروان، 1864ميلادية
  3. كتاب الشهادة لألوهية المسيح-ضد الآريوسيين- للقديس اثناسيوس الرسولي، عربها عن اليونانية: صموئيل كامل عبد السيد، و نصحي عبد الشهيد، مركز دراسات الاباء-بيت التكريس-القاهرة
  4. كتاب التاريخ المجموع على التحقيق والتصديق، للبطريرك افتيشيوس الكنى بسعيد بن بطريق، مطبعة الآباء اليسوعيين، بيروت، 1905
  5. كتاب الايمان بالثالوث: الفكر اللاهوتي الكتابي للكنيسة الجامعةفي القرون الأولى، لتوماس ف . تورانس، ترجمة: دكتور عماد موريس اسكندر ودكتور جوزيف موريس فلتس، مكتبة بناريون، 2007
  6. كتاب تاريخ الفكر المسيحي عند آباء الكنيسة، للمطران كيرلس سليم سترس والأب حنا فاخوري، والأب جوزيف البولسي، منشورات المكتبة البولسية، 2001
  7. كتاب تاريخ قانون العهد الجديد، للأستاذ الروسي يوحنا كرافيذوبولوس، ترجمة: عامر خميس، جديدة عرطوز، 2004

وأغلب هذه الدراسات على أهميتها التاريخية، والمواد العلمية التي توفره للباحث من أجل التحليل والمناقشة، تنطلق من منطلقات مدرسية دوغمائية. أي أنها بحوث تفترض القضية ثم تبحث لها على شواهد وأدلة من التاريخ. وهذه هي المشكلة لدى الباحثين في مجال الأديان المسلمين وغير المسلمين. مع أن المعلوم والمقطوع به استحالة الموضوعية الكاملة في مثل هذه المواضيع، فإن لم تؤطر الباحث خلفيته العقائدية فستؤطره خلفيته الأيديولوجية والفلسفية. وهذا لا يؤثر سلبا على العمل العلمي، اللهم إذا عارضنا الحقائق وسرنا متبنين الطرق الملتوية لتفادي مواجهتها. وهذا للأسف هو السائد في هذا المجال اللهم دراسات قليلة تكون أكثر موضوعية

ومن أهم تلكم الدراسات الموضوعية التي استفدنا منها

  1. كتاب أسطورة تجسد الاله في السيد المسيح، وهو عمل لجماعي لبعض من كبار علماء اللاهوت المتحررين في العالم، تحت إشراف اللاهوتي والهرمينوطيقي الشهير البروفيسور جون هك، تعريب: نبيل صبحي، دار القلم، الكويت، 1985
  2. كتاب الأصول الوثنية للمسيحية، لأندريه نايتون وإدغار ويند، ترجمة: سميرة عزمي الزين، المعهد الدولي للدراسات الانسانية
  3. كتاب تاريخ الحضارة الهلينية لـ أرنولد توينبي، ترجمة: رمزي جرجس، مكتبة الأسرة، 2003

ت-المنهجية المتبعة

اعتمدت في هذا البحث على المستوى المنهجي التقني، المنهج الوصفي التحليلي:وهو “وصف للحقائق، ولميزان مجموعة معينة أو ميدان من ميادين المعرفة المهمة بطريقة موضوعية وصحيحة”(الخطيب، 1985 صفحة 62؛ خليل). اذ قمت بجمع المواد الموضوعية وتسجيلها كما وردت في مظانها، ثم بعد ذلك قمت بتحليل مضامينها وتتبع مختلف أفكارها في سياق نقدي تكويني. وقد سعينا إلى تضمين البحث أهم القضايا التي نعتقد تفكيكها وتفصيلها سيحدث فرقا في الموضوع، وسيساهم في تقريب وجهات النظر المختلفة، يقول ارنسون”إن إلزام الباحث بأن يُضمِّن بحثه كل شيء، بحيث لا يغادر صغيرة أو كبيرة ألا ويذكرها، لا يبرهن على أنه توصل إلى معلومات لا حصر لها، بل يبرهن على أن الباحث افتقر إلى تمييز الفروق بين الأشياء”. وهذا المعنى المهم هو بالضبط ما ذهب إليه جون ويسليJohn Wesley Pewell فمن كلماته الشهيرة في هذا الصدد:”إن الرجل الغبي هو الذي يجمع الحقائق، أما الحكيم فهو من يختار المناسب من بينها”( روبرت. ا. داي، ، وآخرون، 2008 صفحة 106). كما اعتمدت المنهج التاريخي والتاريخ النقدي للنصوص والآثار الدينية الموروثة. وركزت على ملاحظات وتدوينات الباحثين الذين ترجموا المخطوطات المكتشفة

كما اعتمدت التحليل التاريخي للأحداث التاريخية، معتمدا المنهج الموضوعي قدر استطاعتي وهو منهج يربط الأسباب بمسبباتها بعيدا عن أي كرستولوجيا أو ميتافيزيقا دوغمائية معينة في تناول الموضوعات. لأن الأمور الإيمانية الغيبية أمور غير علمية، وهي خاصة بين المؤمن وربه

وقد يظهر لك أخي القارئ مذهبي ورأيي الخاص في مواضيع البحث في ثنايا التحليل والمناقشة دون التصريح بذلك في الغالب

وأعتذر منك أخي القارئ المسيحي في تقديسي لبعض الشخصيات الدينية غير الأرثوذكسية، لأنني وكما بينت من قبل لا أعترف بالمذهب الألوهي كمذهب قانوني في فترة ما قبل مجمع نيقية سنة 325 ميلادية. لعدم وجود قانون للإيمان موحد بين جميع الكنائس آنذاك. فالكل عندي له احترامه باعتباره زعيما دينيا له جماعته التي يكرز فيها بالإنجيل الموروث عن الرسل. لا فرق بينهم حتى زمن مجمع  نيقية حيث سيتضح القانوني من الهرطوقي

لعلك أخي القارئ، ستلاحظ أيضا  طغيان ضمير المتكلم للجمع”نحن” في البحث  بدل ضمير المتكلم المفرد “أنا”التي أستخدمه الآن في هذه المقدمة. وقد يفهم خطأ أن الضمير الجمع المستخدم في البحث، قد يكون علامة على خيلاء أو استعلاء غير مبرر. لكن الأمر قارئي العزيز غير ذلك. يقول الدكتور امبرتو ايكو  في كتابه: كفية تعد رسالة دكتوراه ” الأمر ليس كذلك: ذلك أن استخدام “نحن” يعني أن ما يتم تأكيده في الرسالة قد يشارك فيه قراء آخرون. الكتاب عمل اجتماعي: فأنا أكتب وأقصد أن تقرأ لي وأن تقبل ذلك الذي أطرحه عليه من آراء…”(ايكو، 2002 صفحة 169)

اما عن سبب استخدامي لضمير المتكلم المفرد في المقدمة، فلأنها عمل شخصي بحت. أشرح فيها دوافعي الخاصة للبحث في هذا الموضوع وأهميته، وقد لا يكون لقارئي الكريم حاجة في مشاركتي هذه الدوافع الشخصية جداا

ج-طريقة توثيق البحث

استخدمت في توثيق البحث نظام APA المبرمج في وورد 2010. ومع ما يتمتع به هذا النظام من ديناميكية وسهولة في الاستخدام، لكن عليه مؤاخذات أهمها أنه لا يظهر عنوان البحث ويكتفي بذكر اسم الكاتب. فما عليك قارئي العزيز سوى مراجعة المعلومات عن المرجع أو المصدر المعتمد ضمن لائحة المصادر والمرجع نهاية البحث

أما عن التعليقات وبعض التراجم التي لابد منها، فقد ضمنتها في تعليق احالي نهاية الصفحة حتى تكون متابعا لماجريات الموضوع عن كثب ودون رجوع إلى آخر البحث

فيما يخص النصوص الدينية سواء من الكتاب المقدس أو من القرآن أو من الكتب الدينية المرجعية، فإني أحيل على مكانها في صلب البحث عقب النص مباشرة. وكذلك الأمر في ما أوردته من بعض الأحاديث النبوية الاسلامية التي بينت مصدرها ودرجة صحتها عند المحدثين –إن وجد- 

ح-شرح خطة البحث

جاء البحث مكونا من مقدمة وأربعة فصول وخاتمة

وكل فصل يتضمن جملة من النقاط الفرعية والتي بدورها تتضمن جملة من النقاط المتفرعة عنها. وقد يكون من المفيد للقارئ الكريم أن أقدم له الآن فكرة موجزة عن مضمون فصول هذا الكتاب الذي بين يديه

يتناول الفصل الأولالمسيحية النيقاوية ومخاضات التشكل: حيث دأبت على اعطاء تصور عام عن الوضع العقائدي بعيد وفاة المسيح أي في زمن الحواريين. وكيف بدأ الشقاق وسط الكنيسة بعد دخول بولس في المجموعة الرسولية، والسجالات واللاهوتية التي دارت بينه وبين أتباع المسيح على راسهم القديس برنابا والقديس بطرس وأخو يسوع المسيح القديس يعقوب رأس الكنيسة وقائد المسيحيين الأورشليميين. بينت أن الرسل الاثنا عشر لم يختلفوا عن ممارسة الناموس اليهودي في شيء اللهم في بعض الإصلاحات التشريعية التي جاء بها المسيح وأكثرها ذات مغزى أخلاقي وروحي أكثر منه مادي طقوسي. بينما أراد القديس بولس توسيع دائرة الكرازة المسيحية لتشمل الوثنيين بعد أن كانت مقصورة على اليهود خراف بيت اسرائيل الضالة. أراد أكثر الرسل ابقائها دعوة  حصرية على اليهود، وقد تبع بولس بعض الحواريين لأنهم اعتقدوا فيه نفعا للخدمة. فقد كان بولس رجلا يهوديا مثقفا بارعا في اليونانية والعبرية والفريجية ومطلعا اطلاعا واسعا على فلسفة الاسكندرية والمدراس الفلسفية والقانونية الرومانية السائدة في زمانه

دعوة الأمميين –الوثنيين-الى شريعة تدعوا الى الختان والى تطبيق الناموس اليهودي دعوة محكوم عليها بالفشل من أول وهلة. لأن اليهود لم يكونوا مرحب بهم في المجتمع الهلليني، وقد كانوا يعتبرون من الهمج الرعاع، نظرا لتكبرهم على ما يسمونهم الجوئيم أي الأمميين، وانغلاقهم الشديد، ومعاداتهم للأمم. فكان رد فعل المجتمع الروماني الوثني تجاههم الاقصاء والانكار والاحتكار وفي كثير من الأحيان الاضطهاد والقهر بقوة السلاح والدم(انظر كتاب حروب اليهود للمؤرخ اليهودي يوسيفيوس). فأسقط بولس في سبيل  المسيحيين الجدد من اصل وثني كل الناموس الموسوي وأصر على أن الخلاص بالإيمان بيسوع المسيح ابن الله والكلمة المتجسدة فقط

لقد تطور الخلاف اللاهوتي بين الحواريين من أتباع بولس وأتباع يعقوب أخو المسيح اليهوديين، أججه تعميد بولس للوثنيين الذين تمسحوا دون التخلي على الفكر الألوهي الوثني. فمزجوه بتعاليم المسيحية، فأعطى تعاليم جديدة سادت العالم المسيحي في صراع وتناحر حتى القرن الرابع الميلادي. بحيث ستتدخل الرؤية السياسية للإمبراطور قسطنطين من أجل عقد مجمع للأساقفة بنيقية سنة 325ميلادية

لم يدع للحضور كل اساقفة العالم المسيحي بل تمت عملية انتقاء ممهنجة لتأكيد عملية التصويت لصالح الألوهيين البولسيين ضد مذهب القديس آريوس الذي كان ينكر مساواة الابن للآب في الجوهر

لقد كان آريوس موحدا لكن بتوحيد غير كامل. فمع اعتباره المسيح مخلوقا لله فقد جعله قديما مساويا لله في القدم. وأيا كان الأمر فقد كانت الآريوسية تنتشر انتشار النار في الهشيم، وهي أقرب الى المعتقد اليهودي من عقيدة تأليه المسيح التي كانت عقيدة هللينية محضة مغلفة بغلاف مسيحي. وبتحالف مع القوى السياسية تم حرمان آريوس واقرار السلطة الزمنية للكنيسة القائمة على عبادة المسيح باعتباره الله المولود والمتجسد في ابنالإنسان يسوع المسيح

كما ناقشت في هذا الفصل قضية الخلاف الذي دار بين المسيحيين الأوائل في تقرير الموقف الكاثوليكي الأرثوذكسي حول الحواري يهوذا الأسخريوطي. إن الاختفاء المفاجئ لهذه الشخصية من المشهد بعد أن كان فاعلا فيه، بدأ يفتح المجال للتكهنات. فاختلف الحواريون فيه وتبعهم في ذلك العالم المسيحي بين المخون له وهو الموقف الأرثوذكسي التي عليه غالبية الكنائس اليوم وبين المادح له وهو ما عليه أكثر الكنائس بداية المسيحية. وقد كانت الآريوسية الشهيرة في القرن الرابع من الطوائف المقدرة بشدة لدوره في عملية الخلاص. وبين هذه التجاذبات المسيحية ما على الباحث إلا الاقرار بعدم شهودية الرسل على اعتبار أن الاناجيل هي امتداد لتعاليمهم. وإلا فكتاب الأناجيل لم يكل لهم أي علاقة بالقريب والبعيد بزمن المسيح والرسل. فقد كانوا يستقون المعلومات من الروايات الشفهية المنتشرة في الثقافة الشعبية دون الاطلاع على الحقيقة اللاهوتية والتاريخية التي كرز بها الرسل في الآفاق.–وهو ما عليه جمع كبير من اللاهوتيين اليوم-

وفي الفصل الثاني:نتحدث عن الأرطقات المسيحية باعتبارها النسخ الأولى لمخاض العقل الديني المسيحي. خصوصا مشكلة الغنوصية، هي تيارات دينية وثنية ظهرت قبل المسيحية لكنها تيارات نسكية صوفية تعتني بالروح وتهمل الجسد وتضاد العالم المادي وتُعنىبالعوالم المثالية. وهي فلسفات متأثرة بالأفلاطونية الحديثة. بعد كرازة بولس في الوثنيين فتح المجال أمام الغنوصيين للتعميد. وقد جاؤوا بمذهبهم وأدمجوه في المسيحية

وقد عادى الغنوصيون اليهودَ وشريعتهم واستعاضوها بالممارسات الطقسية الوثنية. كيف لا وقد ألغى لهم الرسول بولس الخلاص بالناموس والطقوس والختان. وفي هذه الفترة –أي قبل مجمع نيقية- كان  العالم المسيحي غاصا بالتيارات المسيحية الغنوصية. وكل تيار له من الكتابات الكثيرة التي تشرعن أساطيره وتقوي نظريتهم للمسيح والله والوجود والعالم. فقد كان منهم عبدة الحية كالحشتائيين وعبدة الأيونات-كيانات الهية ثانوية- وعبدة المسيح الكلمة المتجسدة- وعبدة المبدأين: اله الخير واله الشر-القديس بطليموس على سبيل المثال- وعبدة مريم أم المسيح وعبدة الشمس على اعتبار أن جسد المسيح كان هناك! …الخ

كما تحدثت في هذا الفصل عن الوثيقة الموراتورية باعتبارها أقدم وثيقة بين أيدينا تتحدث عن قانون العهد الجديد. مع ما تضيفه للكتاب المقدس من رؤيا بطرس التي تنكر صلب المسيح وأن المصلوب هو الشبيه لا المسيح نفسه. ومتضمنة ايضا سفر راعي هرماس وهو سفر منكر لألوهية المسيح وينص على بشريته. تساءلت لماذا تم حذفهما من الكتاب المقدس وقد كانا موجودين فيه على الأقل سنة 170 ميلادية؟

وفي النقطة الرابعة والخامسة تحدثت بشيء من الاسهاب على محتوى رؤيا بطرس وكتاب الراعي لهرماس وما ينطقان به من نفي ألوهية المسيح ونفي الصلب عنه. وقلت أنه قد يكون دليل ومؤشر على نمط اللاهوت في الكنيسة الأولى الذي لم يكن وبالتأكيد على ما هو عليه الآن

وفي الفصل الثالثتحدثت فيه على المذهب الآريوسي ومشكل انكار اللاهوت في المسيحية. وفيه أثرت جدل المصادر المسيحية وهي تفصيل للنقطة الثالثة الخاصة بالوثيقة الموراتورية.   وقد تتبعت فيه نماذج من الكتب المقدسة لدى الآباء الرسوليين ابتداء من القرن الأول إلى القرن الرابع. كما ناقشت مشكلة الألوهية لدى الطوائف المسيحية الأولى وقد كان تأنيس المسيح هو أصل اللاهوت ثم طرأ عليه التأليه

وفي النقطة الثالثة ناقشت مكانة الآريوسية في العالم المسيحي وقد بينا من المصادر المسيحية انتشار الآريوسية ما شكل تهديدا للمذهب التأليهي خصوصا في المناطق الجديدة التي فتحتها الآريوسية ما لم تطأها المسحية المؤلهة

لقد ادعى بعض العلماء من المسلمين قديما وسايرهم بعض المعاصرين ومنهم اللواء أحمد عبد الوهاب والمهندس فاضل سليمان وغيرهما، في كون الآريوسية مذهب توحيدي وفقا للرؤية الاسلامية. وبالمقارنة مع المرجعية الإسلامية، فالآريوسية وإن كانت قريبة من الاسلام لكنها بناء على الأصول الاسلامية تعد كفرا وشركا لأنها تزعم قدم المسيح مع الآب وأنه خالق العالم. كما كانت تقول بنسبية الحقيقة الدينية..

وفيالفصل الرابعبينت فيه الرؤية القرآنية للمسيحية التي جاء بها عيسى بن مريم. وفي خضم هذا الزخم التاريخي، ادعى كثير من الباحثين الغربيين ابتداء من القرن العشرين عدم تاريخية المسيح. وقد جرى جدل كبير حول وجوده التاريخي. وتساءلت من سيشهد للمسيح بعد تتنامي حملة إنكاره في الدراسات الغربية الحديثة؟ إنه القرآن والمسلمون. فقد أعطى القرآن للمسيح وأمه مريم بنت عمران أهمية كبيرة من خلال الحكاية المقدسة، والمعبرة لهذه العائلة العظيمة. ولولا هذا الكتاب الكريم لاندثر ذكر المسيح بن مريم من تاريخ البشرية بعد أن أثبت عدم تاريخيته علميا. وأيضا لتنامي اللاإيمان وفقدان المعنى في العالم المسيحي اليوم، وانكماش الكنيسة على نفسها

كما شهد القرآن والمسلمون تبع له بطهارة مريم العذراء وابنها المسيح، ورد على افتراءات اليهود في اتهامهم للمسيحيين باتباعهم لنبي مزيف ولد من علاقة زنى مع جندي روماني، كما يؤرخ بذلك التلمود الفريسي. إنها المعجزة الخالدة. فلماذا لم يقم اليهود بإنزال عقوبة الزنا على مريم؟ ولماذا أبقوا على المسيح في اليهودية معززا مكرما؟ وهو يتتلمذ مع باقي ابناء اليهود الأرثوذكسيين المحافظين؟ إنه اللغز الذي لم يزل يحير المسيحيين واليهود معا حتى جاء القرآن فأظهر المستور وذكربالمنسي

 وبتكريم القرآن للمسيح وأمه وأتباعه الذين يسميهم بالحواريين، فإنه قد ابقى على سيرته العطرة في قلوب مليار وسبعمائة مليون مسلم، والذين لا يصح خلاصهم بحسب المعتقد الاسلامي إلا بالإيمان به وبميلاده المعجز وببتولية أمه مريم بنت عمران التي أحصنت فرجها. وبسائر الأنبياء والمرسلين. والمسلمون في تزايد مستمر على اعتبار الاسلام أسرع ديانة انتشارا في العالم.  وهو الديانة الأولى عالميا كما شهدت بذلك الفاتيكان سنة 2011. وبعلو الاسلام تعلو معه روح المسيح. وشهادة القرآن الكريم ومحمد صلى الله عليه وسلم والمسلمين ستعطي لهذه الشخصية الخلود في عالم الانسان الحي.ثم وصفتُبعد ذلك ديانة المسيح واشكالية طبيعته وعلاقته بالآب والعالم من خلال الرؤية القرآنية لتكتمل نظرة القارئ عن هذه الشخصية العظيمة التي غيرت العالم باسم الآب وزرعت فيه المحبة والأمن والسلام

لعل أهم رسالة نلتقطها من التناول القرآني للمسيحية والسيد المسيح وعائلته المطهرة وهي: اتركوا الأمور على طبيعتها. فالإنسان بانفعالاته وأوهامه وقصر علمه يفسد الأشياء البريئة. ويغير من طبيعتها. ويعطيها لبوسا غير التي هي عليه. لقد تطورت النصرانية كما يقول القرآن من الفطرية السمحة السهلة إلى تعقيدات الفلسفات الشرقية واللاهوت الوثني الأسطوريفي صورة اللوغوس والأيونات والتثليث …الخ وهذا بقدر ما أريد منه تقنين الديانة وتحصينها،وتدعيم اللاهوت الدفاعي فيها، بقدر ما أدخل فيها ما ليس منها، فصار كيانا جديدا مختلفا عن ديانة المسيح اليهودي الصالح والمصلح. فعسى أن نكون قد وعينا هذه الرسالة التي على بساطتها فهي تحمل خلفية عميقة عمق التاريخ نفسه. والله الموفق

-الأرثوذكسي أو الأرثوذكسية بمعنى المستقيم وغير ذي عوج. وليس المقصود المذهب الأرثوذكسي الذي في مقابل المذاهب المسيحية الأخرة كالكاثوليكية والبروتستانتية

الوزن 0,82 كيلوجرام
الأبعاد 17 × 24 سنتيميتر

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يقيم “استكشاف المسيحية الاولى”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

سلة المشتريات
استكشاف المسيحية الاولى
د.ا12,77 د.ا6,39
Scroll to Top