
الصحافة المحلية وديمقراطية الاتصال
15 د.ا 3 د.ا
والملفت أن هذا الشكل من الإعلام لم يعد مقتصرا على الدول الديمقراطية التي تتبنى اللامركزية في إدارة شؤون المجتمع، بل أصبح يتوسع ليشمل الدول التي تنشد التنمية والتحديث عبر التنوير؛ حيث تشكلت قناعة بعدم جدوى فكرة الدولة الراعية التي تتجه نحو التلاشي. وفي ظل هذا التحول في الذهنيات، وجد الإعلام المحلي مكانا له رغم الزخم الشديد في وسائل الاتصال
وهكذا حلت قناعات جديدة إيجابية محAل أخرى قديمة سلبية في النظر إلى الصحافة المحلية كأداة أساسية لتبديد الشعور بالتهميش والعزلة والمساعدة على تشكيل رأي عام محلي ضروري كعامل حاسم للتحفيز على اتخاذ القرارات المحلية الصائبة، وهو ما يساعد المجتمع على بناء قدراته الذاتية واستغلال طاقته الكامنة والمعطلة
إن هذا الكتاب فريد من نوعه في التصدي لكل هذه الإشكالات بالتوضيح أحيانا وبالنقد للممارسات كما هي أحيانا أخرى. وهو ثمرة لعملية رصد لتطور المشهد الإعلامي دامت سنوات، وهو مشهد بات يترنح بين الارتزاق من موائد السلطة أو الجنوح وإدارة الظهر لرسالة التنوير والاندفاع نحو الإثارة، كما أنه عمل أكاديمي أصيل يلبي نداء الحاجة في ميدانه الذي يعاني النقص الفادح
وعليه، فهو جهد يستحق التثمين وأنا على يقين أنه سيكون موردا مهما للطلبة الذين اختاروا السير في طريق الإعلام ولعله يسعفهم في تصحيح المسار بتجاوز أخطاء الماضي والحاضر
ليس من السهل التأليف في الإعلام المحلي في العالم العربي، ولعل الباحثين المختصين وحدهم من يدرك حجم العقبات على هذا الطريق. إذ هناك قلة استثمار في هذا النوع من الإعلام وندرة في الدراسات، ولم يشفع اتساع الرقعة والحاجة إلى تمكين المواطن من الحق في الاتصال والتواصل. ولعل الشح في الدراسات في هذا النوع من الإعلام يعود لهذه الأسباب
لقد استفادت وسائل الإعلام في العالم العربي مما تقدمه التكنولوجيات الجديدة من مرونة وانخفاض في التكلفة، إلا أن أجندات السلطة والرهانات على الإثارة هيمنت على المضمون بالدرجة الأساس ولهذا بات العجز جليا عن أداء أكثر الوظائف حيوية في مقدمتها التنوير وتشكيل الرأي العام لحشد الطاقة وصبها في خدمة التنمية. وتعد في دول هذه المنطقة سلبية الأفراد وتواكلهم ظاهرة متفشية لغياب إعلام تنويري يحفز على الانخراط والمشاركة في مشاريع التنمية
وللحكومات العربية نصيب من المسؤولية في رسوخ صور نمطية سلبية حول شكل الإعلام المرغوب. وتحولت هذه الصور النمطية السلبية مع بناء الدولة الوطنية إلى قواعد دائمة ومنهج للعمل
والمؤسف أن بعض الباحثين والإعلاميين أصبحوا يحملون هذه الفكرة ويؤمنون بجدوى الدفاع عنها، إذ ينظرون بنوع من الدونية إلى الإعلام الذي ينتج خارج العواصم، مستندين في ذلك إلى الظواهر التي رافقت البدايات الأولى لظهور الصحافة في أوروبا؛ حيث كانت وسائل حضرية في المقام الأول. غير أن هذه الظواهر بدأت في الاختفاء مع نهاية الحرب العالمية الثانية وما رافقها من متغيرات؛ حيث تسارع التطور وامتد إلى كل المناطق. وهكذا تقلصت الهوة التاريخية بين المدينة والقرية في الدول المتطورة على عكس ما حدث في الدول المتخلفة التي ازدادت فيها هذه الهوة اتساعا عما كانت عليه
إن التوزيع الجغرافي الحالي لمؤسسات وسائل الإعلام في البلاد العربية لا يشبع حاجات الأفراد إلى إعلام تنويري محلي، وهو ما يجعلهم يشعرون بالغبن والحرمان والإقصاء إزاء الحق في الاتصال لاسيما في الدول الكبيرة نسبيا من حيث المساحة والتي يوجد فيها شكل من التعدد العرقي والثقافي كالجزائر والسودان والعراق والمغرب وسوريا
والإعلام العربي في معظم تجلياته إعلام رأسي خطي يقوم على احتكار الحقيقة والتعالي على الجميع، وهي فكرة متجاوزة اعتنقها المثقفون في مرحلة ما من التطور عندما كانوا يبشرون بما كان يعرف بـ “القضايا الكبرى” كالحرية والعدالة والمصير؛ حيث كانوا يترفعون عن النزول إلى النظر في الهموم اليومية والقضايا الصغرى. وعلى اعتبار أن الإعلام مرآة المجتمع، فقد انعكست هذه النظرة المتعالية في خطاب وسائل الإعلام التي تبنت الفكرة. وهو ما أدى إلى اتساع الفجوة بين وسائل الإعلام بأجندات مركزية سلطوية والجمهور بأجنداته الخاصة المهملة
وفضلا عن هذه الأفكار التي تحدد إطار عمل وسائل الإعلام في العالم العربي، فإن الرقابة انتصبت كعدو آخر لا يهادن. فالمؤسسات الإعلامية في أغلب الدول العربية مركزية إلى أبعد الحدود لرغبة الحكومات في السيطرة على وسائل الإعلام، إذ تتعامل معها كجزء منها وليس كسلطة مستقلة عنها. وهو ما يفسر التحيز في المضمون للأنشطة المركزية ذات الصلة بالسلطة
وقد أدت هذه المركزية المفرطة إلى انعدام التوازن في مستوى مشاركة الأفراد في إدارة الشأن العام وانحصار الشعور بالمواطنة إلى الحدود الدنيا ما أفقدهم التأييد والحماس للسياسات التنموية. وهكذا اتسعت الهوة بين القرية والمدينة على أكثر من صعيد وتعزز الجمود وتضخم خزان طاقة الرفض وترسخت ظاهرة العزلة والاغتراب
ولازالت الحكومات في المنطقة العربية تروج للدولة الراعية التي تجعل من المواطن فردا مقعدا، ولذلك تعادي حرية التعبير وتنظر إليها كعامل تفرقة وتشتيت لجهود حشد الجبهة الداخلية. إن هذا التصور يستند إلى بناء الدولة المركزية التي قامت تاريخيا على القوة القاهرة
وقد بدأت هذه الصور النمطية تتراجع في العقود الأخيرة؛ حيث بدأ الإعلام المحلي ينتزع من المركزي المساحة والجمهور مع تغير النظرة إلى دور المثقف وتراجعه عن حمل هم القضايا الكبرى التي حلم بها “سارتر” في الستينات من القرن الماضي. وقد بدأ الإعلام المحلي يشهد حالة من الانتعاش وكأنه يعيش بدايات لعصر ذهبي واعد
والملفت أن هذا الشكل من الإعلام لم يعد مقتصرا على الدول الديمقراطية التي تتبنى اللامركزية في إدارة شؤون المجتمع، بل أصبح يتوسع ليشمل الدول التي تنشد التنمية والتحديث عبر التنوير؛ حيث تشكلت قناعة بعدم جدوى فكرة الدولة الراعية التي تتجه نحو التلاشي. وفي ظل هذا التحول في الذهنيات، وجد الإعلام المحلي مكانا له رغم الزخم الشديد في وسائل الاتصال
وهكذا حلت قناعات جديدة إيجابية محل أخرى قديمة سلبية في النظر إلى الصحافة المحلية كأداة أساسية لتبديد الشعور بالتهميش والعزلة والمساعدة على تشكيل رأي عام محلي ضروري كعامل حاسم للتحفيز على اتخاذ القرارات المحلية الصائبة، وهو ما يساعد المجتمع على بناء قدراته الذاتية واستغلال طاقته الكامنة والمعطلة
إن هذا الكتاب فريد من نوعه في التصدي لكل هذه الإشكالات بالتوضيح أحيانا وبالنقد للممارسات كما هي أحيانا أخرى. وهو ثمرة لعملية رصد لتطور المشهد الإعلامي دامت سنوات، وهو مشهد بات يترنح بين الارتزاق من موائد السلطة أو الجنوح وإدارة الظهر لرسالة التنوير والاندفاع نحو الإثارة، كما أنه عمل أكاديمي أصيل يلبي نداء الحاجة في ميدانه الذي يعاني النقص الفادح
وعليه، فهو جهد يستحق التثمين وأنا على يقين أنه سيكون موردا مهما للطلبة الذين اختاروا السير في طريق الإعلام ولعله يسعفهم في تصحيح المسار بتجاوز أخطاء الماضي والحاضر
الوزن | 978 كيلوجرام |
---|---|
الأبعاد | 17 × 24 سنتيميتر |
ردمك|ISBN |
978-9957-12-937-8 |
منتجات ذات صلة
ادارة الإعلام
الإعلام الاجتماعي
الإعلام الجديد الإعلام الجديد هو مصطلح حديث يتضاد مع الإعلام التقليدي، كون الإعلام الجديد لم يعد فيه نخبة متحكمة أو قادة إعلاميين، بل أصبح متاحا لجميع شرائح المجتمع وأفراده الدخول فيه واستخدامه والاستفادة منه طالما تمكنوا وأجادوا أدواته لا يوجد تعريفا علميا محددا حتى حينه يحدد مفهوم الإعلام الجديد بدقة إلا أن للإعلام الجديد مرادفات عدة ومنها الإعلام البديل الإعلام الاجتماعي صحافة المواطن مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام الجديد له أدوات ضرورية من خلالها يتم الولوج إلى عالمه كـ توفر الجهاز الإلكتروني (حاسب آلي، هاتف ذكي، جهاز لوحي توفر الإنترنت الاشتراك أو الانضمام لإحدى مواقع التواصل كـ الفيسبوك، وتويتر، واليوتيوب، المدونات، وغيرها من المواقع الاجتماعية الإلكترونية النشطة والتي تشكل ثقلا في العالم الافتراضي


الاعلام في ظل التطورات العالمية
لقد بدأ العهد الجديد أوعهد التغييرات في ستينيات القرن الماضي حيث ظهرت الجريمة والإنحلال الإجتماعي والانجاب خارج اطار الزواج و البيروقراطية، كما تفاقم االصراع الفلسطيني الصهيوني وحروب البلقان والابادة الجماعية والمجاعات في افريقيا والتوتر في اسيا وأمريكا اللاتينية والتهديدات العسكرية في الشرق الاوسط خاصة احتلال العراق وما سمي بالربيع العربي واحتدام الصراعات في منطقتنا العربية وتدويلها لغير مصلحة شعوبها.. وبذلك ازداد التركيز على هذه الأخبار و خصوصا الحرب العالمية المصطنعة على الارهاب والصراع العربي الصهيوني وما ترتب من نتائج كارثية من عدوان على العراق ومن ثم احتلالة
مع أنّ مهمة الاعلام الرئيسية أن تقدم كل ما يهم المجتمع من الفن وحتى السياسة الا انه وبعد عام 1990 سيطر الشر بكل ألوانه على الإعلام حتى امتلأ بالسياسة والدعاية العسكرية والعنف. لذا فقد يطلق على عصر المعلومات هذا عصر الأزمات. فإن "التمزق الكبير" في عالم الصحافة يكمن في التغطية الإعلامية لما بين حربين حيث تمتلئ الأخبار بالتصريحات العسكرية والسياسية. لكن وعلى الرغم من كثافة الأخبار العالمية الا ان المحلية لا تزال على رأس الأولويات


التـوثيــق الإعــلامــي والأرشيف الصحفي
إبتداءاً فإنه تستخدم كل من عبارات التوثيق الإعلامي، والتوثيق الصحفي، والتوثيق الإلكتروني، وكذلك الأرشيف، والأرشيف الصحفي، والأرشيف الإلكتروني، وكل المصطلحات ذات الصلة بها، في إتجاهات عدة، قد تجلب معها بعض الملابسات والتخبطات. فقد إرتبط مصطلح التوثيق الإعلامي، مثلاً، بمصطلحين لهما أهميتهما الخاصة في أكثر من تخصص أكاديمي. فهنالك مصطلح "التوثيق Documentation" الذي لعب دوراً مهماً في تخصصات علوم المعلومات والمكتبات. وكذلك تخصص الوثائق. أما مصطلح "الإعلامي" فكما هو واضح فإنه إرتبط بتخصص "الإعلام"، أو كما يحلو للبعض تسميته تخصص "الصحافة". كذلك فقد يطلق البعض تسمية "التوثيق الصحفي" للدلالة على نفس الموضوع ونفس الإتجاه، وهكذا. وعلى هذ الأساس فإن هنالك مسميات عدة لها مدلولاتها المختلفة
إن اختيار المؤلف لعنوان "التوثيق الإعلامي والأرشيف الصحفي" له مدلولاته، وله معنى ومغزى. حيث أننا نتحدث عن: إجراءات التوثيق. ونتحدث تحديداً عن إجراءات التوثيق الإعلامي. كذلك فنحن نتطرق إلى "الأرشيف" وتحديداً "الأرشيف الصحفي"


تأثير تكنولوجيا الاعلام والاتصال على العملية التعليمية في الجزائر
يعرف العالم اليوم تحولات عميقة في جميع الأنشطة البشرية ، وسرعة في التطورات العلمية و التكنولوجية أثارت تحولات معتبرة على الساحة الكونية ، أعطى هذا النمو تأشيرة جديدة للكم الهائل من المعلومات المتناقلة عبر أجهزة الاتصال و التواصل ، فأصبح اقتصاد المعرفة عملة متداولة في أوساط المبدعين و المخترعين و المسيرين. والفاعل الحقيقي فيها التقنيات الحديثة في مجال الإعلام والاتصال المتمثلة في وسائل البث المباشر عبر الفضائيات والأقمار الصناعية والشبكة العنكبوتية ،التي من خلالها يتم تبادل المعلومات بسرعة فائقة وشكلت الوسائط التعليمية و المواقع الإلكترونية فضاءات إضافية و بديلة تمكن كل أطراف العملية التربوية و التعليمية بالتزود بكم هائل من المعطيات التي باتت تنافس السلطة المعرفية للمعلم و البرنامج و حتى المناهج ، فسارعت الكثير من المنظومات التربوية و التعليمية إلى تبني خطوات إصلاح و تعديل و إنعاش لمناهجها و برامجها قصد التكيف أو الاستجابة للوضع الراهن مع هذه الوجهة الإصلاحية المفروضة ، كل هذه المجهدات أصبحت تصب في سياق اقتصاد المعرفة و اكتساب الخبرة الضرورية إن التقدم العلمي في وسائل الاتصال أدى إلى سهولة تدفق المعلومات والى انفتاح الفضاء العالمي ،وعليه تغيرت طبيعة المعرفة والياتها وظهرت العولمة التربوية كنتاج حتمي للعولمة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية،وفي ظل هذا التغير الاجتماعي من الطبيعي إن تتغير نظم التعليم باعتبار إن عملية التعليم والتعلم تعكس خصائص وسمات وطبيعة العصر،فأصبح لزاما عليها الاستفادة من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات خاصة شبكة الانترنت


دراسات في استخدام وسائل الاعلام
تعد الدراسات الإعلامية حول استخدامات الجمهور لوسائل الاعلام الجديد حقل أكاديمي يهتم بدراسةتأثير الإعلام الجديد على الجمهور، فتحلل كيف يستخدم الجمهور وسائل الإعلام، وكيف يصل الأشخاص إلى فهم المعاني المتعددة في الرسائل الإعلامية، وكيف يؤثر ذلك على معتقداهم وسلوكياتهم .ويزداد الاهتمام بدراسات الاعلام الجديد في الوقت الحالي، نظراً لأن وسائل الإعلام الجديد، بأشكالها المتعددة، أصبحت جزءا هاماً من الحياة اليومية لغالبية أفراد المجتمع، وتؤثر بشكل واضح على الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسة للعديد من الشعوب

مهارات الاتصال
مهارات الاتصال وفن التعامل مع الاخرين
يعد الاتصال اليوم أحد السمات الإنسانية البارزة في العصر الحديث، سواء أكان ذلك في شكل لفظي أو غير لفظي. ومع دخولنا في القرن الحادي والعشرين، إلا انه لا يزال هناك الملايين من البشر لا يجيدون مهارات الاتصال والتعامل مع الآخرين، رغم أن الإنسان كافح على مدى أكثر من خمسمائة عام من أجل التعبير بحرية عن نفسه وحقه في الاتصال والتعامل مع الغير
فمن الصعب تخيل وجود حضارة مجتمع من المجتمعات أو أية مؤسسة من المؤسسات بدون ممارسة العملية الاتصالية بكل مكوناتها وشروطها وأنواعها ووظائفها. فالاتصال هو عصب الحياة عصب التقدم، التفاهم وحل المشكلات والتعامل مع الأزمات. فبدونه لا تستقيم العلاقة بين البشر
وفى الحقيقة، فإن معظم فصول هذا الكتاب ومادته تعد نتاجاً علمياً وعملياً للعديد من الدراسات والتجارب العلمية والتدريبية والأكاديمية التي قام الباحثان بإجرائها على ما يزيد على خمسة عشر عاماً. لذلك فإن هذا الكتاب الجديد في جانبيه، يجمع نتاجاً أكاديمياً وعملياً، حيث تم المزج بين العمل الأكاديمي الذي يمارسه الباحثان في أقسام الإعلام في الجامعات الفلسطينية من جهة، والعمل التدريبي من مجال الاتصال والعلاقات العامة والتعامل مع الجمهور من جهة أخرى، حيث قام الباحثان بالعديد من الدورات التدريبية في هذا المجال نفذاها للعديد من المؤسسات في الداخل والخارج في فترة تجاوزت العشرين عاماً

المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.