تأملات في فلسفة الحياة الانسان في مرمى الزمن
18 د.ا 7 د.ا
ومع أن الزمن يتباطأ في سَيره أحياناً، ويـتسارع أحياناً أخرى، فإنه لا يتوقف عن المسير أبداً. لذلك لا تجد الأجيال المتعاقبةُ خياراً أمامها سِوى أن تـتعلق بأهداب الزمن، وأن تسايره علَّها تصل إلى غاياتها المنشودة يوماً ما.
نظرت أمامي، فإذا بالزمن يسير بثبات مُبتسماً مُطمْئناً من دون أن تبدو على وجهه علامات تعب أو إرهاق أو ملل؛ فالزمن يزداد شباباً وحيوية كلما تسارعت خُطواته وغابت عن ناظره مخلَّفات الأقدمين. كان الزمن يتوقف بين الحين والآخر لحظات، يلتفت خلفه ليقيس مدى ما حقـقه من تـقدم على الطريق إلى هدف بعيد لا يُرى، هدف يسكن في غابةِ نجوم كثيفة لا يغيب النور عنها. لكن الزمن كلما ظن أنه اقـترب من الهدف المنشود كان يكتشف أن الهدف الذي تخيله لم يكن سوى شاهد يقف على جانب طريق طويل بلا نهاية، فكلُّ زمن، وكل جيل يرسم لنفسه هدفاً خاصاً، ما يكاد يُلامسه حتى يكون الجيل التالي قد تجاوزه في أحلامه وأفعاله وأفكاره وتطلعاته، ما يجعل هدفَ الجيل السابق يتحول إلى مجردِ شاهد جديد يقف على طريق لا ينتهي.
الوزن | 0.7 كيلوجرام |
---|---|
الأبعاد | 14 × 20 سنتيميتر |
الطباعة الداخلية | |
المؤلف | |
تاريخ النشر | |
ردمك|ISBN |
978-9957-79-106-3 |
نوع الغلاف |
منتجات ذات صلة
الانسان والقداسة
في ضوء فعل المحايثة ومحاولة العيش في كنف ذلك الفوقي، ومع تزايد منظومة التواصل معه، تبلور "المقدس"والذي هو وليد حتمي لطبيعة علاقة البشر مع ذلك العالم العلوي، فتم الاعتقاد أن المقدس ليس صفة ثابتة في الأشياء؛ بل تم وصفه على أنه هبة سرية تخلع على ما تستقر عليه سحرا وجلالا، فتكون النتيجة: الدّهشة والشغف والرهبة والخوف لكينونته،لهذاتم نعت المقدس على أنه قوة من العتوّ والخفاء، ولا يقبل الترويض ولا التجزئة، وفي ظل هذه المعطيات كان على الإنسان:الشعور بالرهبة اتجاهه؛ طمعا في خيره، أو خوفا من عقابه
وأقام الإنسان آلية تتولى تنظيم علاقته مع المقدس، وفي الغالب ظهرت هذه الآلية في فعل الطقوس، مع الاستناد إلى الرموز كمسلك والأسطورة كأداة، وفي ظل هذه التصورات عاش الإنسان بين عالمين، عالم المقدس الذي شعاره الرهبة والجلالة والعظمة والقداسة ؛ وآمن الإنسان القديم بأن هذا العالم المقدس يبقى مصدر كلسؤدد ونجاح وتقدم، وفي الجهة المقابلة يأتي العالم الدنيوي الواقعي العادي، لهذا آمن الإنسان القديم بتعارض المقدس مع ذلك الدنيوي، ولهذا سعى ذلك الإنسان إلى صيانة المقدس من مطامع الدنيوي، الساعي لإفساده وترويضه من ناحية أولى، ومن ناحية ثانية سعى إلى الحيلولة دون احتكاك المقدس مع الدنيوي ؛ خوفا مما سيترتب من مهالك نتيجة هذا الاحتكاك
إن الرهبة والقوة والعُتوّ، ومختلف الصفات التي نُعت بها المقدس ؛ جعلته الممنهج لنمط تفكير الإنسان القديم ؛ والمُحدد لرؤيته للكون ؛ بل وجعلته المؤسس لمنظومة القيم لذلك الإنسان، فسيطر بذلك المقدس على مظاهر الحياة في شتى مجالاتها، وأصبح الشغل الشاغل لذلك الإنسان ونظرا لحتمية هذه المعطيات ؛ كان منطقيا أن تتولد منظومة من الأساطير والطقوس التي وجهها الإنسان القديم لمناشدة المقدس ومحاولة فهمه وبلورته، فنسجت الأساطير والتي كانت بمثابة النمط الفكري للإنسان القديم، وتنظيراته حول ما يدور حوله من أحداث وتطلعات، وتبلورت الطُقوس وكانت بمثابة بعده العملي، وكل هذا كان نتيجة حتمية فرضها الاعتقاد البشري حول كينونة المقدس
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.