العرب في عين العاصفة
18 د.ا 4 د.ا
اتصفت مرحلة ما بعد الطفرة النفطية، خاصة مرحلة ما بعد هزيمة العرب أمام إسرائيل في عام 1967 بالتخبط السياسي والتشتت الفكري، وتراجع ثقافة التسامح لحساب ثقافة العنف والاقصاء، واختفاء ثقافة الإنتاج تقريباً لحساب ثقافة الاستهلاك والتبذير، وسيطرة نظم حكم فردية مستبدة على كافة الأقطار العربية تقريباً. وفي ضوء تلك التطورات، اتجه عامة الناس ببطء ولكن بثبات نحو التزمّت الديني،
إن خروج العرب من الأندلس في أواخر القرن الخامس عشر كان بمثابة خروجهم من التاريخ الحضاري، إذ فقد العرب نتيجة لخروجهم القصري من وطنهم ما كان لديهم من قدرات على الاسهام في تقدم البشرية، وذلك بعد أن قادوا عمليات التطور العلمية والفكرية لقرون. ومع سيطرة الدولة العثمانية على الخلافة واخضاع معظم البلاد العربية لهيمنتها توقفت حركة العرب الثقافية ونشاطاتهم البحثية والعلمية والابداعية الخلاقة، وتوقف معها التفكير في أوضاعهم الحياتية ومستقبلهم، حيث استسلموا للواقع وأصبحت الاتكالية جزءا من بنيتهم الثقافية. وفي ضوء تخلف الفكر والنظام السياسي الذي حكم الإمبراطورية العثمانية، فإن توقف حركة الفكر والثقافة العربية تحول إلى أزمة فردية وجماعية ومؤسسية لم يكن بالإمكان علاجها في ظل الأوضاع التي كانت قائمة حينئذ. ولما كانت ظروف توقف الحركة الفكرية والعلمية العربية قد تلازمت مع حدوث صحوة أوروبية، وقيام حركة إصلاح دينية، ونهضة علمية وفكرية وصناعية نوعية في تلك القارة، فإن تخلف العرب عن ركب الحضارة الإنسانية أصبح كارثة حقيقية.
ومع أن اكتشاف النفط في عدة بلاد عربية في الخمسينات والستينات من القرن العشرين خلق فرص عمل كثيرة وثروات مالية كبيرة كان بإمكانها تمويل حركة فكرية وثقافية وعلمية وتنمية مجتمعية واسعة في البلاد العربية، إلا أن العرب فشلوا في استغلال تلك الفرصة، واستعادة دورهم القيادي على الساحة الدولية، والإسهام بالتالي في تطور الحضارة الإنسانية. ويعود السبب في ذلك لفعل عاملين أساسيين: أولاً، اكتشاف الثروة الفطية في أكثر بقاع العالم العربي تخلفاً، وثانياً، تآمر المستعمرين القدامى والجدد على الأمة العربية بهدف تكريس التجزئة على أرضها، واستغلال ثرواتها الطبيعية، وتعميق الشعور بالتخلف والنقص في نفوس أبنائها من حكام ومثقفين وعامة الشعب، ورجال دين على السواء.
الوزن | 0.7 كيلوجرام |
---|---|
الأبعاد | 17 × 24 سنتيميتر |
الناشر |
دار اليازوري العلمية |
الطباعة الداخلية | |
المؤلف | |
تاريخ النشر | |
ردمك|ISBN |
978-9957-79-098-1 |
نوع الغلاف |

دار نشر أردنية تأسست في عام 1981، وتعد واحدة من الدور الرائدة في مجال النشر في المنطقة العربية. تقوم دار اليازوري بنشر العديد من الكتب في مجالات متنوعة مثل الأدب، الثقافة، التاريخ، العلوم، والدراسات الاجتماعية.
تركز الدار على نشر الكتب باللغة العربية وتستهدف الجمهور العربي في مختلف أنحاء العالم. تقدم أيضًا خدمات الترجمة والنشر الرقمي، وتشارك في العديد من المعارض الدولية للكتاب.
منتجات ذات صلة
الدر المنظم
إنّ الحديث عن ظاهرة المولد النبويّ الشريف، أو عن هذه "البدعة" الاحتفالية بالمولد النبويّ الشريف يجرنا حتما إلى التحدّث، ولو بشكل موجز، عن قيمة الدين الإسلامي الحنيف وخصوصياته ؛ هذا الدّين الذي وإن كان متمِّما لرسالة السماء التي أفصحت عنها الديانات السابقة إلاّ أنّه يبقى مميزا عنها ببعض الخصوصيات الثابتة وكذلك بمنهجه الأمثل في الدّعوة والمعاملات.
الصرف العربي-رؤى تداولية
لقد شهد الدرس اللسانيّ في العصر الحديث تحولات جذرية في الاتجاهات والمناهج والأدوات، ومن هذه التَّحولات الدراسات التّداوليّة التي برزت نتيجة إخفاقات التركيبيّة والتفكيكيّة والمناهج السابقة في الوصول إلى نظريات تبرز المعنى، وقد لاقت التّداوليّة ميداناً خصباً في اللِّسانيات الحديثة والدراسات الصَّرفيَّة واتسعت رقعتها على خارطة البحث اللغويّ؛ وهذا الاتّساع في الدراسات التّداوليّة لا يحتاج إلى دليل أمام هذه الغزارة في الأبحاث والمؤلفات التّداوليّة التي تداعت على البحث اللساني, وغيّرت وجهته وملامحه, ويعود هذا إلى أنَّ هذا المنهج يقوم على استجلاء المعنى في البُنى اللُّغويَّة من حيث التركيب والدِّلالة, بعد أن قامت التّداوليّة على أنقاض مناهج لم تفلح في تحديد عناصر المعنى الذي هو مدار العمليّة اللغويّة من ألفها إلى يائها, لقد تجاوزت التّداوليّة المناهج التقليديّة التي تدرس اللغة لذاتها ومن ذاتها, ونظرت إلى اللغة على أنّها نظام تواصل واتصال في المقام الأول

النقد الصوتي في التراث العربي
إنّ هذه الدراسةَ هي محاولةٌ لتثويرِ ما في التراثِ العربي، والتنقيبِ فيه لمعرفةِ الأُسسِ التي سار عليها العرب القدماءُ وللاطلاعِ على جزئيةٍ من ذلك الكمّ الهائل الذي خلّفهُ لنا السلفُ الصالح من علومٍ شتّى عسى أن يسدَّ ثغرةً في الدرس الصوتي الحديث، وأن تكون لبنة في الدراسات الصوتية المستقبلية؛ لاستكشاف ما في غور التراث، وجعله يناغم اللّغات الاُخرى التي نالت نصيبها من التكنولوجيا الحديثة، لتتواءم والعصرنة التي تعيشُها سائرُ تلك اللّغات فيما وصلت إليه. ومع أنّه ليس من السهل استقصاء التراث العربي، أو الإحاطة بكلّ ما احتوى من نقود وتعليلات ومناقشات، أو استدراكات في الأصوات.. فذاك مطلبٌ تشرئب له الأعناق وترنو إليه النفوس والألباب، فهو وإن كان بعيد المنال لمن تقيّده الآجال، وتحكمه غِيَرُ الدهور والأزمان، إلّا أنّه في الوقت نفسه سهل القِطاف لمن لم يتعلق بالحجج والآمال.

شرح اللمحة البدرية في علم اللغة العربية (لابن هشام الأنصاري)ج2
تدول الأمم وتتغير مظاهر أنماط حياتها الإجتماعية والإقتصادية والسياسية بين حين وآخر، ولكننا لا نتصور أنَّ أمة من الأمم يمكنها أن تغيّر لغتها تبعاً لتلك التطورات، ذلك لأنَّ اللغة لا تؤمن بالثورة والتطور السريع، فقواعدها الأصلية لا يمكن أن تزول بزوال البناء القديم لتشكل بذلك قواعد جديدة لما يستجد من بناء. وهذا لا يعني أنّ اللغة كائن يرفض التجديد، ولكنه يعني أنَّ التطور الذي يصيبها تطور حذر بطيء قد لا تبدو مظاهره وسماته إلا على مدى قرون من الزمن، وقد لا يمسّ بشكل حاسم الأسس الثابتة لقواعد اللغة وأصولها العامة.
طبقات الشعراء في النقد الادبي عند العرب
كاف ونون
أن الحكمة ضالة المؤمن، أين ما وجدها أخذها، وعند من رآها طلبها، والحكمة حق، والحقلا ينسب الى شيء بل كلشيء ينسب إليه، ولا يحمل على شيء بل كل شيء يحمل عليه، وهو متفق من كل وجه، ِ يطرب به الراضي، ويقنع به الغضبان، مشرق في نفسه، موثوق في حكمه، معمول بشرطه معدول إلى قضيته، به خلق الله عز وجلّ السموات والارض، وعليه أقام الخلق، وبه قبض وبسط، وحكم وأقسط

المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.