مرايا التأويل قراءات نقدية في تجربة محمود الشلبي الشعرية
15 د.ا 3 د.ا
جاءت فكرةُ هذا الكتاب مستوحاةً من الأهمية المتعلقة بحمعِ وتوثيقِ جهودِ عددٍ من النقّاد
والدارسين الذين تناولوا بالق ا رءة والدرس أعمالي الشعرية الصادرة منذ سبعينيات القرن الماضي وحتى
إعداد هذا الكتاب، بدءاً بديوان (عسقلان في الذاكرة) الصادر عام 1976 م وانتهاءً بديوان (سماء
أخرى) الصادر عام 2007 م. ويهدفُ هذا العملُ إلى رصدِ الجهود النقدية والد ا رسات الأدبية التي
عالجت النصوصَ الشعرية المُضَمَّنة في ثمانية دواوين شعريَّة صدرت في سنوات زمنية متتابعة،
وحملت تجاربَ مختلفةً مثَّلت رحلةً متصلة من كتابة القصيدة في مدة تزيد على ثلاثين عاماً، حظي
منها ديوان (سماء أُخرى) باهتمام أوسع من سواه. وحفلت هذه الد ا رساتُ بتعدّد مناهج الد ا رسة، وتنوّعِ
الأساليبِ في ق ا رءة النصوص وفهمها وتأويلها وٕانتاج دلالتها؛ لتحقيق التفاعل بين القارئ والنصِّ، وهو
أهم ما تقومُ عليه نظرية التلقّي.
إن م ا رفقةَ النصوصِ الشعرية في هذه المرحلة الق ا رئية التي يسهم فيها عدد من النقاد والدارسين
والشع ا رء – على اختلاف المذاهب النقدية والاتجاهات الأدبية وط ا رئق التعبير المتبعة – مدعاة لإث ا رء
الجهد وٕاغناء العمل بالتنوع والاختلاف والاجتهاد والاحتمال وهي محاولات تُساعدُ على إنتاجِ وبث قيم
جمالية جديدة في النصوص المقروءة والمؤوّلة، مما يجعلها قابلةً لكتابة الثانية وليس للق ا رءة حسب.
ولعلَّ في هذا العمل استثما ا رً لثقافة النقاد والدارسين، والإفادة من تجاريبهم وخب ا رتهم،
وممارساتهم النقدية تلك التي تكشف – آخر الأمر – عن حالات النصّ وتحولاته، وعن مدﯩاستجابتها
لتطور المُنجَز الأدبي شكلاً ومضموناً، وفي إطار است ا رتيجية التأويل التي تسمح بالانفتاح على سائر
الق ا رءات والمناهج النقدية، ضمن بحثها عن إنتاج المعنى، وعن قيم النصّ ودلالاته المنشودة دون
الانشغال بالمؤلف.
الوزن | 0.7 كيلوجرام |
---|---|
الأبعاد | 14 × 20 سنتيميتر |
الناشر |
دار اليازوري العلمية |
الطباعة الداخلية | |
المؤلف | |
تاريخ النشر | |
ردمك|ISBN |
978-9957-12-618-6 |
عدد الصفحات |
359 |
نوع الغلاف |

دار نشر أردنية تأسست في عام 1981، وتعد واحدة من الدور الرائدة في مجال النشر في المنطقة العربية. تقوم دار اليازوري بنشر العديد من الكتب في مجالات متنوعة مثل الأدب، الثقافة، التاريخ، العلوم، والدراسات الاجتماعية.
تركز الدار على نشر الكتب باللغة العربية وتستهدف الجمهور العربي في مختلف أنحاء العالم. تقدم أيضًا خدمات الترجمة والنشر الرقمي، وتشارك في العديد من المعارض الدولية للكتاب.
منتجات ذات صلة
أثر الرواية الأنجلو أمريكية في الرواية الجزائرية باللغة الفرنسية
تمحورت الكتابة السردية النسوية الجزائرية ، في علاقتها وتلامسها مع الرواية الأنجلو أمريكية ، على نواة وإنية وهوية ؛ معنى الحرية والاختيار ، ومقاومة العجز ، الذي لا يرى في المرأة إلا انعكاسات لعجزها وضعفها ورقتها ودقة عودها . كما
ركزت هذه البدايات والمتتاليات للرواية النسوية ؛ التركيز أكثر على الجانب السيري السردي الأنثوي . تتمظهر هذه القضايا والإشكالات في كتابات النسوية الجزائرية باللغة الفرنسية ، وفي رواياتهن الرائدة واللاحقة ، من مثل : فاطمة عميروش ، الطاوس عميروش ، جميلة دباش ، آسيا جبار ، يمينة مشاكرة ، ليلى صبار ، مليكة مقدم ، نينا بوراوي ، سليمة غزالي ، باية قاسمي ، وليلى مشنتل ، ورشيدة خوازم ، مايسة باي ، نسيمة طرفاية .
أدت آسيا جبار ؛ صاحبة روايات ( العطش ، والجازعون ، وأطفال العالم الجديد ، والحب والفانتازيا ) دورا بارزا ؛ بوصفها مثقفة جزائرية ، ومبدعة ناطقة باللغة الفرنسية . في لفت الأنظار إلى حقيقة ما كان يجري في الجزائر من قهر وتعسف ، وما يعيشه الجزائريون في ظل الاستعمار ؛ من غياب معاني العدالة والكرامة والحرية . وكل ذلك على أيام المستعمر الفرنسي ، الذي صنع يومبات الموت والدمار ، باسم نشر الحضارة والمدنية . وعلى الرغم من منفى اللغة استطاعت آسيا جبار ، أن تجند معرفتها وإجادتها للغة الفرنسية ، من أجل تعرية خطابات الاستعمار وما بعد الاستعمار ، وكشف جرائمه البشعة .
وهكذا تعلن الكاتبة باللغة الفرنسية من الأجيال اللاحقة انخراطها في لعبة ولعنة الكتابة ، انطلاقا مما ظل يؤرقها دوما ، وهو انتماؤها وهويتها ، وتعبر عن أزمة كتابة المنفى والمهجر . وانبراؤها للكتابة عنها إنسانا وتاريخا ، منطلقة في الغالب من رصد إحداثيات ومعاناة ومأساة المرأة ، على طريقة الوجوديين الجدد . وبهذا المعنى أن الكاتبة من الجيل الجديد تتبنى الخطاب النسوي بفضل احتكاكها بالآخر / الغرب ، تصوغه تخييليا روائيا ، ترافع فيه عن انتهاك حقوق المرأة ، واغتصابها من الجماعات المتطرفة بالمنع والحظر والقتل . بل أكثر من ذلك تسعى لأن تشيد بفعل الكتابة عالما يسكنه وعي المرأة ، وإحساسها بعذابات الإنسان ومحنة الوطن . وكذا الكشف عن الانحدار والانكسار في راهن وحاضر الوطن بالتناظر والتعارض مع زمن البطولة والشموح . عادت إلى الذاكرة الجماعية وزمن الانتصار .
تأثرت الكاتبة الرواية الجزائرية ، التي تكتب باللغة الفرنسية بالرواية الأنجلوأمريكية . ليلى صبار ، تنطلق من خلال هذه شخصياتها المثيرة في خلق أنموذج أنثوي جديد . ونلمس في نصوصها حسا انبهاريا وغرائبية ، تعبر عن رغبة الكتابة في استعارة أجواء الشرق للتعبير عن الواقع الجغرافي والنفسي للإنسان المغاربي المهاجر .
أما الكاتبة الجزائرية باللغة الفرنسية ( نينا بوراوي ) ، لقد ازدادت الكاتبة شعورا بالألم في عقلها إلى درجة القتل ، أو تلك المدية الحادة في جمجمتها ، في مساءلة " الأنا / الهوية الذاتية " . كل تلك الأسئلة والتساؤلات تتخذ لدى نينا بوراوي ، كما هو الأمر لدى الوجوديين معاني ودلالات مضاعفة ، الحدود الفاصلة بين الواقع والحلم .
وكتبت يمينة مشاكرة رواية ( المغارة المتفجرة ) ، وهي تعيش حياة قاسية وقلقة . وروايتها أشبه برواية وقصيدة طويلة ملحمية ، نثرية تقرأ كمتخيل روائي إبداعي . أنتجت مليكة مقدم نصا روائيا ، يجسد قلق الهوية وصراع الأنا مع الآخر . نتيجة اغتراب والهجرة والهروب من الوطن ، ونتيجة لتلك القطيعة والغياب والمنفى . عرضت أحداث رواية " المتمردة " لمليكة مقدم برؤية أنثوية للعالم ، قدمتها امرأة استكملت شروط استقلالها الفكري والجسدي والمهني . وشرعت تستعيد سيرتها الذاتية ، فصورة المرأة / الوطن /الرمز ، الفتاة المتمردة . موضوعات السرد السيري متشظية ومفككة ،
وتبرز الكاتبة والروائية ( رشيدة خوازم ) في روايتها ( قدم الحكمة ) ، تعبر فيها عن أسئلة الكتابة وسؤال الهوية الأنثوية في الكتابة في ضوء الرواية الأنجلو أمريكية . تعبر السردية عبر قناة الاسترجاع ، وتقفز عبر فوهة الاستذكار إلى الذاكرة والحلم وتفاصيل الطفولة . رواية ( قدم الحكم ) فيها من التجريب والتغريب ، وفيها من التجديد الكثير والكثير . تشكل فرادة في الكتابة ، وفي وجوه الماس والنرجس والماء ؛ في مسار وتحولات السردية النسوية الجزائرية .
تروم الكتابة الروائية وتجربة مايسة باي السردية ؛ من خلال روايتها ( أتسمعون .. صوت الأحرار ) ، إلى تأسيس وتأنيث الكتابة الإبداعية ،واستعاب تجربة الرواية الأنجلو أمريكية . وكذا إبراز القيم الإنسانية ، الحرية ، العدالة ، الكرامة . والدفاع عن هذه القيم أدبيا وفنيا وجماليا ، والتي تتجسد في مرآة المرأة وفي عالم الرجل دون تمييز . وتطغى الأنا الأنثوية في كتابات مايسة ، حتى يبدو أنها تكتب لتقول ( أنا الأنثى )

البنى الشعرية دراسات تطبيقية في الشعر العربي
إن منهاج البحث هنا يعتمد الصيغة الاستقصائية لرسم الأشكال المتعددة التي اتخذتها المدينة في الشعر العربي الحديث، مروراً بتجربة الشابي، وإبراهيم ناجي، والجواهري، ومعرّجاً على تجارب الرواد في مجال القصيدة الحديثة. مع الحرص على متابعة أهم تجربتين شعريتين عربيتين حديثتين هما تجربة كل من محمود درويش وأدونيس. وإذا كان البحث قد غطى كماً ضخماً من مجمل النتاج الشعري العربي الحديث، فإنه لا يدّعي إحاطته بمجمل التجربة الشعرية العربية الحديثة، لاستحالة هذا المشروع في مثل هذا النوع من الدراسة، التي اكتفى فيها الباحث بأخذ نماذج متوزعة جغرافياً بين أكثر من قطر، وممتدة زمنياً بين أكثر من جيل، وقد أمكن الوصول إلى عدد من الحالات التي توزعت بينها صورة المدينة في الشعر العربي الحديث، هذه الحالات هي:
- الموقف الاجتماعي من المدينة.
- الموقف السياسي.
- العاصمة العربية في الشعر العربي الحديث.
- المدينة الرمز.
- علاقة المدينة بابنها المناضل.
- المدينة صورة وصفية.
- المدينة الغربية في الشعر العربي الحديث.
وإذا كان لنا أن نشير إلى هذا التقسيم، فإننا نؤكد عدم اعتماده خطاً صارماً، وإنما جيء به لغايات ضبط مسار البحث، واستيعاب أشكال ورود المدينة لدى شعرائنا، مع ملاحظة تداخل السياسي / الاجتماعي / الأيدولوجي داخل بنية القصائد / بالتالي داخل صورة المدينة ذاتها في القصيدة، أما الفصل بين هذه الحالات فقد جاء لغايات الدراسة فقط مع التأكيد على سيطرة السياسي على ما عداه، ولأن هذه هي طبيعة البحث، فإن المسألة الجمالية في المقاطع / القصائد التي سيتم تناولها كأمثلة، لن تأخذ حقها، إذ أن التركيز سيكون على ما تقوله القصائد لا على جمالياتها، على أن هذا لا يعني خلو البحث من إشارات موجزة تحمل حكماً نقدياً أو تحليلاً جمالياً خاصة إذا تردّى النص إلى حدود الخطاب التقريري.
كما أنني أود الإشارة إلى استقصاء صورة المدينة عند شاعرين نثريين باعتبار القصيدة النثرية العربية قد أخذت حضورها، ولا يمكن تناسي دورها ومكانتها في العطاء الشعري الراهن، مع علمي بأن هذا قد يثير موقفاً سلبياً ضد البحث عند بعض من لا يعترفون بهذا الشكل من العطاء الشعري، ولكن:
q قناعتي بأهمية تجربة القصيدة الحديثة في عالمنا العربي.
ولخصوصية امتلاك قصيدة النثر للموقف / الأيدولوجيا بشكل يكاد يكون محدداً بين ثناياها.
الترجمة الادبية الخطاب المهاجر ومخاطبة الاخر
لقد كان لحركة ترجمة روائع المسرح العالمي ؛ اليد الطولى في ازدهار الحركة المسرحية العربية ، شاهد بفضلها عشاق المسرح ، ونقل الكثير إلى اللغة العربية من عيون الأدب المسرحي الفرنسي والإنجليزي والألماني ، والقليل من آداب الشعوب الأخرى . بهدف التواصل الثقافي ، والاطلاع على آداب هذه الشعوب ، والتعرف إلى تجاربها في هذا الفن الأدبي الرفيع . وتزايد عدد الأعمال المسرحية المترجمة يوما بعد آخر ، خاصة مع كثرة نشوء الفرق المسرحية المتعددة في العالم العربي ؛ مما استدعى الترجمة لتغطية النقص في النصوص المحلية .
وبعد ؛ أيها القارئ الكريم .. إني تناولت في كتابي هذا ( الترجمة الأدبية ؛ الخطاب المهاجر ومخاطبة الآخر ) . وقد أكلت حروفه من عمري سنوات ، ومن كريمتي وحبيبتي ( عيني ) ، وما أصابها من ضعف في البصر . في التحرير والتحليل ، والشرح والتنوير . وفي القراءة والمراجعة ، وإعادة النظر . وقد سلكت في عملي هذا ، وحرصت أن يأخذ طريقه في ( مجمع البحرين ) ؛ الجمع بين الترجمة النظرية والتطبيقية ، وفي بحر الترجمة التطبيقية أعمق ؛ طريقا صاعدا عميقا صعبا ؛ طولا وعرضا وارتفاعا ، فلم نكن بالغيه شطآنه إلا بشق الأنفس . ألا وهي ؛ ( الترجمة التطبيقية التحليلية ) للعمل الأدبي الترجمي . فانصبت دراستي على ترجمات النصوص الإبداعية ، والروائع العالمية إلى اللغات العالمية ، وإلى العربية ؛ كلاسية كانت أو حديثة أو معاصرة ( ملحمة ، شعر ، رواية ، مسرح ، آداب عامة ) ، بالعرض ، والتعريف والتصنيف ، والنقد ، والدرس ، والتحليل ، والمقاربة والمقارنة ، والتأريخ والتشريح ، والتأصيل والتأويل .
إننا نجد صعوبة في الترجمة الأدبية النقدية ، وكذا نجد الترجمة الإبداعية ؛ هي أشد عسرا . ومشكلتها تختلف عن مشكلة الترجمة العلمية ، وقضية النص الأدبي الإبداعي شائكة للغاية ، ومركبها صعب ، والإبحار فيها أصعب . وذلك لاتساع القول في ماهية الأدب وفهمه وتوظيفه . حيث ارتبط هذا الأخير ؛ بالحياة الاجتماعية ، والثقافية ، والدينية ، والتاريخية للإنسان ؛ حيثما كان . والذي عبر ؛ عن مشاغله وانشغالاته . وترجم أحاسيسه ، وهمومه ، واهتماماته . وجسد انتصارته وانكساراته ، وترجم حاجاته وقضاياه ، وأبان عن مطامحه ومبتغاه .
وعليه فإن وجوده لم يعرف ركودا ، بل شهد تطورا ونموا وصعودا . ويمثل هذا الاطراد في القرب وفي البعد ، وفي الاختلاف والائتلاف ، وفي الاستهلال والانصراف ، وفي التقديم والتأخير ، وفي التحوير والتحرير ، وفي مختلف الابعاد . يمثل عقبة كأداء ؛ كلما تصدى الباحث إلى الترجمة . لأن المترجم عامة لا يمكنه ترجمة النص ، ما لم يدرك خصائص الخطاب التلفظي وفق ما تحدده سياقاته ، ومكوناته ، وخلفياته . كما أن النص الأدبي الإبداعي ، يعتمد على التصوير والعاطفة ، والتأثير والانفعال . ولا يكون الأدب أدبا إلا بخروج الكلمات عن دلالاتها اللغوية المعجمية ، وشحنها بالخيال والعاطفة . ومترجم الإبداع ، لا يقتنع إلا بترجمة أدبية تبرز جمال النص المترجم ، كي يتذوق القارئ والمتلقي جمال النص الأصلي .
فالصعوبة بالنسة لترجمة النصوص الأدبية ، فلأنها وعلاوة على ما ذكرت ، تعتمد على التصوير والعاطفة ، والتأثير والانفعال والتفعيل ، وفي القراءة والتأويل . إلى جانب ما يمكن ، أن تشتمل عليه الترجمة من أفكار ، ومختلف زوايا الأنظار . ولا يكون الأدب أدبا إلا بخروج الكلمات عن دلالتها اللغوية في ضوء الترجمات . وشحنها بفيض من الصور وبأودية من الأخيلة . ومترجم روائع الأدب ؛ إذا لم ينقل لنا ما فيه ؛ من تصوير وروعة ، وحرقة ولوعة ؛ وكل ما هو رائع ، وأحاسيس توحي بخلجات الفؤاد ، وبكل ما هو مستر ومضمر وذائع . زيادة على ما فيه من نواحي البلاغة والجمال ، وما فيه من السحر الحلال ، وما في الترجمة الإبداعية من الممكن والمستحال .. لا شك أنه يكون مخلا بقليل أو كثير على قدر ما استطاع ترجمته منها . وتحقيق مثل هذا في الترجمة على وجهه الصحيح ، في غاية من الصعوبة ، ومركب صعب ، وموج بحر الترجمة أصعب ، في الجزر والمد .. ( ولله الأمر من قبل ومن بعد ) .
الدر المنظم
إنّ الحديث عن ظاهرة المولد النبويّ الشريف، أو عن هذه "البدعة" الاحتفالية بالمولد النبويّ الشريف يجرنا حتما إلى التحدّث، ولو بشكل موجز، عن قيمة الدين الإسلامي الحنيف وخصوصياته ؛ هذا الدّين الذي وإن كان متمِّما لرسالة السماء التي أفصحت عنها الديانات السابقة إلاّ أنّه يبقى مميزا عنها ببعض الخصوصيات الثابتة وكذلك بمنهجه الأمثل في الدّعوة والمعاملات.
الرواية الجزائرية الجديدة المنحى الملحمي والسرد الأسطوري فصوص النص الصوفي
حاولت الرواية الجزائرية الجديدة ، التعبير عن الأزمة ؛ دونما شك ستكون يمثابة المنعرج الكبير للكتابة الراهنة في الجزائر القائمة فعلا على محك التجربة والمعايشة والمعاناة ، والشهادة والاستشهاد ، والمعاينة للمشهد وللفزع الأكبر . وهذا لا يعني بالضرورة أن يكون هذا المشهد السردي خاليا من بعض الأسماء ، التي سبق لها وأن كانت رموزا لمشاهد ووقائع وفجائع سابقة . . وعندما نسمي هذا الأدب الجديد بأدب الأزمة والمحنة ، ليس بالضرورة أن يكون تناولا بصورة واضحة للأزمة ، بل تفاعله مع إفرازاتها والوضعيات المختلفة ، التي أنتجها وأنتجت أناسها وسلوكاتها وذهنياتها الجديدة .
من منظور الخطاب الروائي الجزائري الجديد ، تأتي محاولات الجيل الجديد ؛ المتميزة بفتوحاتها ، حيث يمثل هذا الجيل في الخطاب الروائي الجزائري ، الواعد بمستقبل قد يعانق الخطاب الروائي العالمي ، في إحداثياته وحداثته وبنياته الجديدة . يواصل الروائي الجزائري فتوحاته الإبداعية ، ويضرب على وتريات وجدليات الحب / الحرب ، الهم / الغم ، الدم . وعلى لازمة المثقف والسلطة بحدة . ويتصدى لوقائع ومواجع الاغتراب والمنفى ، والهجرة إلى الداخل / الذات ، الأعمق والأصدق .
ظل مالك حداد يحمل روحه على راحته ، ويحمل مأساته المزدوجة . وربما بحس يختلف عن الآخرين ، هذا الهم المزدوج " الاستعمار " و" اللغة " ، هو الذي حدد مسار كل أعماله ، ووضع خارطة طريق الثورة في رواياته . فبالرغم من مأساة اللغة ظل هذا الأديب نقيا ، يعبر عن هموم وطنية وقومية وإنسانية ، برؤية تقدمية في شكلها العام ، بعيدة عن كل روح شوفينية ، الأمر الذي ساعده على عدم السقوط في التعميم والغموض ، مثل بعض الكتاب الفرنسيين المتواجدين في الجزائر ، الذين أفرزتهم الثقافة الاستعمارية .
يمثل مالك حداد خطاب الثقافة المضادة ، وخطاب الرد على الاستعمار بالكتابة ، والشيء نفسه ربما يكون قد فعله مالك حداد مع بعض الخصوصيات ، التي رافقته طول حياته ، فمن "رصيف الأزهار لايجيب " إلى " ساهبك غزالة " إلى " الشقاء في خطر " . تزداد أهمية روايات مالك حداد ، في استخدامها التقنيات السردية الرمزية الشاعرية ، وشعرية القص . وتوظيف فصوص الصوفية ، في رسم الضياع والغربة ، ومدى حالة التمزق بين هويتين . وتتمحور معظمها حول الثورة الجزائرية ، أعطاها مسحة مقاومة محتدة ونضال عنيف ، وشهادة كاتب شريف عفيف ، إلى درجة ، أن أطلق عليها بـ ( الوثيقة الثورية ) . كما تتميز بذاك العمق الفكري ، وذياك البعد الفلسفي والوطني النضالي .
تميز الفضاء المحكي ، في تجربة الروائي عبد الحميد بن هدوقة ، بعدد هائل من التناصات والمتعالقات الأسطورية والخرافية والصوفية ، إلى درجة القيمة الرمزية ، التي جعلت من الفضاء الإنساني مليئا بالرموز الدالة على رؤية الوجود . وتظهر الإيديولوجيا كطريقة لتنظيم الفضاء ، وعناصره وموجوداته ، في صورة إيقونات ، إشارات . وفي فضائها تتكثف جملة من العلاقات الجمالية الإنسانية ، محددة طبيعة الصراع الفكري ، الذي تغذيه مختلف الشخصيات الروائية بقناعتها المتباينة .

الصورة الصوتية بين اللهجات العامية الدارجة واللثغة
جبرا إبراهيم جبرا في ضوء المؤثرات الأنجلو أمريكية
في ظل المؤثرات الأنجلو أمريكية ، ظهر في شعر جبرا سمت جديد ، يتميز باصطناعه الصورة الكلية وبخفوت الإيقاع ، الذي يقترب من النثرية . وبشيء من التشابه العام بالشعراء الذين يصطنعون شعر التفعيلة عامة في الغرب الأنجلو أمريكي . وفي ضوء تأثير مدرسة الحداثة الأنجلو أمريكية ، ظهرت في شعريات جبرا رموزا أخرى ؛ مثل رموز الثقافة المسيحية والتجربة الصوفية ، وأهمها الصلب ، والتجربة الوجودية . ويمكننا أن نجمل هذه الرؤى من خلال ؛ رؤيا الموت والولادة على غرار إليوت .
وفي ضوء المؤثرات الأنجلو أمريكية ، نلمس ملامح جديدة في قصيدة جبرا ، كالسخرية ذات المفارقة العالية، فهو أقرب في شعره إلى إليوت ، وإلى حداثة الشعراء الرواد الآخرين ، من مدرسة الشعر الجديد في العالم الجديد . اتجه هذا التصور الساخر الأسود نحو الموضوعية ، يستخدم القناع ليخفف من أثر الغنائية المباشرة ، فاكتسي ملامح درامية .
تأثر جبرا في تجربته الشعرية بالشاعرة الأمريكية " هنريت مونرو" ، وبمجلة شعر الأمريكية . بدأ انتعاش الشعر في أمريكا بصدور العدد الأول من مجلة " شعر " مجلة تعني بالشعر . ومن شيكاغو بالذات ، وقد بقيت المجلة حية قرابة نصف قرن ، وصارت أبعد المجلات الأدبية أثرا . ظهر ولع جبرا بالشعر منذ حداثته ، وتأثر بالشاعر الناقد ( ت ، س ، إليوت ) . وطبقا لذلك تابع قراءاته للشعراء الميتافيزقيين ، الذين ظهروا في القرن السابع عشر في إنجلترا ، وشعراء الكلاسية الجديدة مثل: " الفرد تنسون " ، و "ت.ا.هيوم ". ارتبط جبرا في تجربته الحداثية بالحركة التصويرية والرسم ، متأثرا بـ " إزرا باوند . وتأثر جبرا بالشاعر " الفرد تنسون " ، ، وهو شاعر فكتوري .
وتأثر جبرا بجماعة من شعراء جيل الحداثة الثاني ، من شعراء هذه الفئة كان " ارشيبالد ماكليش" ،"هارت كرين ، و"ولاس ستيفتز" ، و"ماريان مور " ، ووليم كارلوس ويلميز ، و"ساندبيرغ" ، و "روبرت فروست" t الذين كانوا يمثلون نموذج الروح الأمريكية ، لأنهم ظلوا في بلادهم ، أو عادوا إليها مكرسين أنفسهم لأغراض عملية ، وهم يكتبون شعرا ذا جمال خالص من حيث الإيقاع والصور .
وتأثر جبرا تأثرا كبيرا بـ "مجموعة شعراء الثلاثينات "، وهم شعراء نقاد ، من مثل : و.هـ.أودن ، وستيفن سبندر . ووقع جبرا تحت تأثير الشاعر الإنجليزي " ديلان توماس" ، الذي يمزج في شعره بين قوة الميلاد والخراب . وهو الموضوع الدائم الذي أثار فيه كوامن الرعب والاشمئزاز ، لما في الحربين الاثنين من عذاب وتقتيل .
ويبلغ تطور جبرا القمة في بعض قصائده . من خلال طابعها الجديد المتميز وحدة لهجتها ونفوذ اتجاهها ، وتماسك بنائها الأسطوري ، المكتظ بمعاني الفداء والخصب . كما تتجلى فيها ثقافة جبرا ، وتبرز مدى إطلاعه على ثقافة وحضارة الغرب الأنجلو أمريكي . وتكاد تكون جامعة لجل خصائص شعر ه الفنية بصورة واضحة ؛ من حيث الغموض ، وقوة الصورة وإيحائها . ومن حيث ميله إلى إبعاد عناصر الذاتية عن الشعر، وإحلال الموضوعية مكانها . ويكثر من استخدام النغمه الساخرة من الحضارة الغربية المعاصرة من جهة ، ومن الحضارة العربية المتهالكة والمتداعية . ليزيل الوهم عن الجيل الجديد ، ويبصره بحياته الخاوية التي تنقصها القيم الروحية والإنسانية

ردود إبن مالك على النحاة
اعتمدت المنهج الاستقرائي الوصفي التحليلي التاريخي المعياري فاتبعت الخطوات الآتية:
- قمت بتتبع ردود ابن مالك في كتبه، فاطلعت على معظم كتبه النحوية والصرفية المطبوعة، وهي: الكافية الشافية، الألفية، شرح الكافية الشافية، تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد، شرح التسهيل، عمدة الحافظ وعدة اللافظ، شرح عمدة الحافظ وعدة اللافظ، شواهد التوضيح والتصحيح لمشكلات الجامع الصحيح، سبك المنظوم وفك المختوم، إيجاز التعريف في علم التصريف، التعريف بضرورى التصريف. وبعض مؤلفات ابن مالك ليس فيها ردود ومنها المؤلفات اللغوية التي وقفتُ عليها فلم أجد فيها مادة لدراستي فتركتُها.
واقتضت الدراسة أن أقسمها على ستة فصول، الأول: ردوده في المعرب والمبني، الثاني: ردوده في الجملة الاسمية ونواسخها، والثالث: ردوده في الجملة الفعلية ومكملاتها، والرابع: ردوده في الأساليب النحوية، والخامس: ردوده في مسائل من أبواب نحوية متفرقة، والسادس: ردوده في المسائل الصرفية.
- حصرت جميع الردود في مؤلفات ابن مالك، وقد استعمل ابن مالك مصطلحات متعددة لهذه الردود، مثل: (ولا حجة له، وهذا لا يصح، وهذا مردود، وهذا الرأي ضعيف، وهذا فاسد، وهذا فيه تكلف، وهذا مما خفي على النحويين وهو ثابت، وهذا غير مرضي، وهذا غلط، ولم أر له موافقاً، وهذا مخالف، وليس بصواب…الخ).
- وقفتُ على كتب كثير من النحاة وتتبعتُ أقوال النحاة في كل مسألة نحوية درستُها ونسبتُ كل قول ورأي لصاحبه فإذا لم أتمكن من نسب بعض الآراء لأصحابها الذين ليس لهم كتب مؤلفة أشرتُ إلى العلم النحوي أو الكتاب النحوي الذي نسب تلك المسألة إليهم.
- وضعتُ عنواناً لكل رد من ردود ابن مالك وجعلت هذا العنوان هو رأي ابن مالك أو موضوع الرد الذي رد به، فالذي يقرأ هذه العناوين يكون قد اطلع على فكر ابن مالك النحوي في هذه العناوين.
- نقلتُ نص ابن مالك في كل رد من هذه الردود، وحاولت إيجاز بعض الردود الطويلة، وقارنتُ رأي ابن مالك في كتبه المختلفة في كل رد من تلك الردود، فما كان فيه تناقض أو تنبيه أو استدراك أوضحتُ ذلك في مكانه.
- قمتُ بدراسة الرد والتحقق من صحة ما نُسب إلى من رُدَّ عليه بقدر الإمكان، فإن كان صحيحاً أشرتُ إلى بعض المصادر التي نقلت ذلك وإن حدث خطأ أو اضطراب في النقل ونسْب الآراء أوضحت ذلك في محله.
- سجلتُ ما بدا لي من رأي أو ملاحظة أو تعقيب أو تنبيه في نهاية كل مسألة ما استطعتُ إلى ذلك سبيلا فإن لم يبد لي شيء من ترجيح لرد ابن مالك أو اعتراض تركته دون إبداء الرأي فيه.
وقد واجهتني كثير من الصعوبات، أهمها: كثرة مؤلفات ابن مالك النحوية والصرفية واللغوية والقراءات، مما أخذ مني وقتاً طويلاً وجهداً كبيراً في تتبع الردود في هذه المؤلفات، وصعوبة أخرى تمثلت في غزارة تلك الردود وتكرارها، ولم تكن غاية هذه الدراسة إحصاء الردود ومعرفة كمها، بل الغاية منها الوقوف عند هذه الردود ليتسنى لنا معرفة عقلية ابن مالك وفكره النحوي ومعالجته وتوجيهه للمسائل النحوية.

المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.