الصحافة الالكترونية
20 د.ا 4 د.ا
إن مناهل العلم تتكاثر مع اطراد المدنية، ومشاربه في هذا العصر أوفر مما كانت عليه قبلاً، فقد تعددت المدارس والمعاهد والمكتبات وكلها تنشر الأدب والعلم وتأتي على الجهل والأمية، غير أن كلاً من هذه الموارد التي ذكرنا يختص بعدد من الطلاب هم وإن كثروا ليسوا سوى جزء من الشعب وتبقى أكثريته – لولا الصحافة – خلوا مما ينشر بينها الثقافة وينمي مداركها ويقفها على أحوال عصرها وحوادث زمانها، فالصحافة تسد من هذه الجهة ثلماً كبيراً فإنها تصل إلى يد التاجر والعالم والأديب والبستاني والمزارع والأجير، وكلهم يطلع على ما احتوت من سياسة وأدب وعلم فإن كان حقاً وقيماً ازداد الشعب رقياً وسمواً وإن كان باطلاً جنى الصحافي على الأمة جناية كبرى هي تسميم العقول وقتل الأرواح وختل الجماعة
لذلك كان للصحافي في هذا العصر أكبر الأثر على الجمهور فإنها – كما يقول الأستاذ المفضال السيد حبيب العبيدي – ترجمان بليغ بين الشعب والحكومة، وهي – كما أرى – ضرورة من ضرورات النظام الديمقراطي لأن من خصائص هذا النظام تعاون الشعب والحكومة على تسيير دفة الدولة في آمن الطرق بين استبداد الفرد وفوضى الجماعات، فالصحف تبصر الأمة وتأخذ بيدها لأنه ليس للجماعة من البصر بذاتها وأمورها ما يميز لها الزائف من الصحيح والحق من الباطل وهي لا تملك ذلك الحافز الذي يدفع الفرد إلى اجتناء النفع لنفسه ودفع المضرات عنه، فكان لا بد لها من هاد ودليل يقفها على أحوال الحكومة ويعرض لها ما تقوم به من أفعال يعود نفعها وضررها في النهاية على الأمة، وبذلك تكون الصحافة الحرة غلاً في عنق الحكومة – أشد وأنفع من المجالس النيابية – ويا حبذا هذا الغل الذي يهدي ولاة الأمور إلى سواء السبيل
إن مناهل العلم تتكاثر مع اطراد المدنية، ومشاربه في هذا العصر أوفر مما كانت عليه قبلاً، فقد تعددت المدارس والمعاهد والمكتبات وكلها تنشر الأدب والعلم وتأتي على الجهل والأمية، غير أن كلاً من هذه الموارد التي ذكرنا يختص بعدد من الطلاب هم وإن كثروا ليسوا سوى جزء من الشعب وتبقى أكثريته – لولا الصحافة – خلوا مما ينشر بينها الثقافة وينمي مداركها ويقفها على أحوال عصرها وحوادث زمانها، فالصحافة تسد من هذه الجهة ثلماً كبيراً فإنها تصل إلى يد التاجر والعالم والأديب والبستاني والمزارع والأجير، وكلهم يطلع على ما احتوت من سياسة وأدب وعلم فإن كان حقاً وقيماً ازداد الشعب رقياً وسمواً وإن كان باطلاً جنى الصحافي على الأمة جناية كبرى هي تسميم العقول وقتل الأرواح وختل الجماعة
لذلك كان للصحافي في هذا العصر أكبر الأثر على الجمهور فإنها – كما يقول الأستاذ المفضال السيد حبيب العبيدي – ترجمان بليغ بين الشعب والحكومة، وهي – كما أرى – ضرورة من ضرورات النظام الديمقراطي لأن من خصائص هذا النظام تعاون الشعب والحكومة على تسيير دفة الدولة في آمن الطرق بين استبداد الفرد وفوضى الجماعات، فالصحف تبصر الأمة وتأخذ بيدها لأنه ليس للجماعة من البصر بذاتها وأمورها ما يميز لها الزائف من الصحيح والحق من الباطل وهي لا تملك ذلك الحافز الذي يدفع الفرد إلى اجتناء النفع لنفسه ودفع المضرات عنه، فكان لا بد لها من هاد ودليل يقفها على أحوال الحكومة ويعرض لها ما تقوم به من أفعال يعود نفعها وضررها في النهاية على الأمة، وبذلك تكون الصحافة الحرة غلاً في عنق الحكومة – أشد وأنفع من المجالس النيابية – ويا حبذا هذا الغل الذي يهدي ولاة الأمور إلى سواء السبيل
ولا يقتصر فضلها على الجمهور على هذه الناحية فقط، بل إن لها عليه يداً هي اكبر وانفع من هذا بكثير وذلك بما تعرضه عليه من ثمرات القرائح ومنتجات العقول، فتفتح من بصيرته وتهذب من روحه وتعبر له عما يختلج في فؤاده ويهجس في خاطره وعندي أن وظيفة الصحافة من هذه الناحية أجل واخطر من مهمتها السياسية لان هذه تبع للأولى وإني لا أكاد أتصور شعباً عاطلاً من مميزات العلوم والفنون ثم يهتم لحريته واستقلاله، وميزة الصحافة بمهمتها – السياسية والتعليمية – هي تثقيف الشعب وتنمية مداركه وتهذيب حواسه، لذلك يمكنها أن تبلغ ما لا يبلغه مورد آخر من موارد التثقيف لأن هذه خاصة وذلك عام كالفرق ما بين النهر الكبير يسقي المدن والقرى وما بين الساقية الصغيرة ولو كانت أعذب ماء وأكثر صفاء. فيجب على الصحافة إذن أن تهتم في اختيار الأغذية الآسمة أن لا تدع للغش سبيلاً إلى عملها
وكما أن للصحافة هذا الأثر في الجمهور كذلك يؤثر الجمهور في الصحافة أو قل هو يسيرها من حيث أن الصحافي لا يستطيع لأجل رواج جريدته أو مجلته وانتشارشها إلا أن يراعي ذوق الشعب ويكتب له ما يطلبه، وإلا صدف عن قراءته فلم تستطع الجريدة إتمام خطوها وتقعد عن السعي والعمل، وبهذا الاعتبار تكون الصحافة مرآة للشعب وكل أمة تفوز بالصحف التي تستحقها، ولكن الصحافي ليس مصوراً فحسب بل هو معلم ومرب أيضاً، وبإمكانه – بحنكته وحكمته وفطنته – أن يرقى بالجماعة ويصعد بها في مدارج التطور والكمال. أما أن يسف الصحافي في كتاباته إلى مدارك جمهور قرائه – ومن قرائه العامي الذي لا يعلو عن الأمي إلا قليلاً – فلا يقدم لهم إلا ما يعرفونه وكل غث ضحل لا يغني فتيلاً، فانه يكون حينئذ كالببغاء أو أضل سبيلاً
نعم ينبغي على الصحافي أن يبلغ رسالته إلى أكبر عدد من الأمة، ولأجل ذلك يلزمه أن يفهم شتى الطبقات، ويخاطب الناس على قدر عقولهم، لكن هذا شيء والتدني بالثقافة إلى مستوى العامة شيء آخر؛ وإلا فقد بطل التطور وأي حاجة للشعب في صحيفة لا تفيده شيئاً جديداً ولا تنمي عقليته وتربي ملكته، فأثر الجمهور على الصحيفة لا يجب أن يفهم منه إسفافها وانحطاطها وإنما سد حاجاته والإخلاص في قيادته ومعنى ذلك أن إقبال الشعب على الجريدة يكون بقدر إخلاصها في خدمته وتفانيها في نفعه
فليس من العبث إذن أن تدعى الصحافة السلطة الرابعة للدولة وأن تلقب بصاحبة الجلالة، لكن الذي يكون عبثاً وهزلاً أن يتولاها غير أربابها فيسيئون استعمالها ويأخذونها على أنها تجارة صرفة قبل أن تكون مبدأ وجهاداً، فكما أن من الباعة من يغش بضاعته ويضلل زبائنه، وكما أن من اللصوص لصوص المال ولصوص العلم ولصوص الأدب، كذلك فان من الصحافيين من اتخذ الغش واللصوصية مهنة وشعاراً، والفرق بين هؤلاء وهؤلاء أن اللصوص الصحافيين أو الغشاشين الصحافيين أعظم خطباً وأكبر سوءة وأفظع جريمة، وكان ذلك لما ذكرناه من مقام الصحافة وقيامها كدليل وهاد للأمة تزيل عنها ما غشيها من لبس وإبهام وتفتح عينيها على الحق والهداية
الوزن | 0.65 كيلوجرام |
---|---|
الأبعاد | 17 × 24 سنتيميتر |
ردمك|ISBN |
978-9957-12-587-5 |
منتجات ذات صلة
ادارة المؤسسات الإعلامية
الإعلام الاجتماعي
الإعلام الجديد الإعلام الجديد هو مصطلح حديث يتضاد مع الإعلام التقليدي، كون الإعلام الجديد لم يعد فيه نخبة متحكمة أو قادة إعلاميين، بل أصبح متاحا لجميع شرائح المجتمع وأفراده الدخول فيه واستخدامه والاستفادة منه طالما تمكنوا وأجادوا أدواته لا يوجد تعريفا علميا محددا حتى حينه يحدد مفهوم الإعلام الجديد بدقة إلا أن للإعلام الجديد مرادفات عدة ومنها الإعلام البديل الإعلام الاجتماعي صحافة المواطن مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام الجديد له أدوات ضرورية من خلالها يتم الولوج إلى عالمه كـ توفر الجهاز الإلكتروني (حاسب آلي، هاتف ذكي، جهاز لوحي توفر الإنترنت الاشتراك أو الانضمام لإحدى مواقع التواصل كـ الفيسبوك، وتويتر، واليوتيوب، المدونات، وغيرها من المواقع الاجتماعية الإلكترونية النشطة والتي تشكل ثقلا في العالم الافتراضي

الإعلام البرلماني والسياسي
لا بدّ من الإشارة إلى وجود أربعة عناصر رئيسية تساعد على تحديد كيفية تنفيذ البرلمانيون لهذه الأعمال. أولاً، إطار قانوني ومؤسساتي يحدّد صلاحيّات البرلمان المتصلة بالسلطة التنفيذية والتشريعية، كما يحدّد الأدوات والمنهجيات التي يمكن للبرلمان استخدامها لتنفيذ صلاحياته. ثانياً، إن اللجان، في العديد من البرلمانات، هي المنتديات الرئيسية لمناقشة السياسات والقيام بأنشطة المراقبة. من هنا، فإن وجود نظام لجان قوي مهمّ جداً في تحديد فعالية البرلمان في تنفيذ صلاحياته. ثالثاً، تقوم البرلمانات القوية على بنية تنظيمية. ومن أجل أن يؤدي البرلمانيون عملهم بفعالية، على الإدارة البرلمانية أن تكون قادرة على إمدادهم بالدعم والمعلومات التي هم بحاجة إليها. وأخيراً، تلعب الأحزاب والمجموعات السياسية دوراً هاماً في تحديد المواقف والقرارات التي يتخذها البرلمانيون حول طريقة وزمن استخدام الصلاحيات الممنوحة لهم في البرلمانات

التـوثيــق الإعــلامــي والأرشيف الصحفي
إبتداءاً فإنه تستخدم كل من عبارات التوثيق الإعلامي، والتوثيق الصحفي، والتوثيق الإلكتروني، وكذلك الأرشيف، والأرشيف الصحفي، والأرشيف الإلكتروني، وكل المصطلحات ذات الصلة بها، في إتجاهات عدة، قد تجلب معها بعض الملابسات والتخبطات. فقد إرتبط مصطلح التوثيق الإعلامي، مثلاً، بمصطلحين لهما أهميتهما الخاصة في أكثر من تخصص أكاديمي. فهنالك مصطلح "التوثيق Documentation" الذي لعب دوراً مهماً في تخصصات علوم المعلومات والمكتبات. وكذلك تخصص الوثائق. أما مصطلح "الإعلامي" فكما هو واضح فإنه إرتبط بتخصص "الإعلام"، أو كما يحلو للبعض تسميته تخصص "الصحافة". كذلك فقد يطلق البعض تسمية "التوثيق الصحفي" للدلالة على نفس الموضوع ونفس الإتجاه، وهكذا. وعلى هذ الأساس فإن هنالك مسميات عدة لها مدلولاتها المختلفة
إن اختيار المؤلف لعنوان "التوثيق الإعلامي والأرشيف الصحفي" له مدلولاته، وله معنى ومغزى. حيث أننا نتحدث عن: إجراءات التوثيق. ونتحدث تحديداً عن إجراءات التوثيق الإعلامي. كذلك فنحن نتطرق إلى "الأرشيف" وتحديداً "الأرشيف الصحفي"
الرأي العام وطرق قياسه
يلعب الرأي العام دوراً مهماً في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وفي جميع النواحي الحياتية التي تهم المجتمع ، وما له من علاقة تأثير وتأثر بوسائل الإعلام المختلفة ، ودور الإعلام في تشكيل الرأي العام نحو القضايا والمشكلات المختلفة التي تواجه المجتمع ، وهذا يتوقف على أهميتها له ، فالقضية التي يهتم بها الرأي العام هي عبارة عن حدث وسلوك يتشكل من مجموعة من المتغيرات المترابطة والمتفاعلة ضمن إطار بيئي محدد ، وأن تكون من ضمن الظواهر الاجتماعية ، حيث أنها تشمل على موضوعات فكرية ومادية ومشكلات طبيعية واجتماعية وإنسانية ، وكونها قابلة للملاحظة والإدراك الإنساني ، فهي مما لاشك فيه تعمل على التأثير على وسائل الإعلام وتتأثر بها ، وكذلك على الرأي العام فهي تؤثر فيه وتتأثر به ، ويتوقف ذلك على ما تضيفه للرفاه والتفهم الإنساني في البيئة المحيطة ، وما لها من قيمة معنوية ذاتية وعامة ، وتنسجم مع المعايير الأخلاقية والقيم الاجتماعية السائدة والمحافظة على كرامة الإنسان ورأيه وشعوره ومعنوياته، وتنزوي فيه القيم التي تؤثر على الرأي العام
لغة الاعلام والخطاب
يعتبر موضوع الاتصال بمفهومه الواسع والشامل نقطة الانطلاق الرئيسية لفهم أفضل لوظيفة الإعلام في المجتمع أي مجتمع ومن هنا فان الحديث عن هذه العلاقة بين الاتصال الكلي والاتصال الجزئي - الإعلامي - مدخلا ضروريا لدراسة إعلاميه يمكن أن تؤسس لتطبيقات إعلاميه عمليه ومنهجيه تساعد الدارسين الجدد في الوصول إلى الأسلوب الأمثل لعمل إعلامي أفضل
مفهوم الاتصال: يعد الاتصال من أقدم أوجه النشاط الإنساني ، وإذا سئل أي إنسان عن النشاطات التي يقوم بها يوميا فان إجابته ستكون في كل الأحوال وأيا كانت مكانته وأيا كانت ظروفه الصحية والمادية تدور حول استقبال اتصال أو إرسال اتصال بالكلام أو المشاهدة أو الاستماع أو القراءة أو الكتابة أو الاشاره، وكلها نشاطات اتصاليه بين طرفين ، بين الفرد والآخرين من المحيطين به ، أو بينه وبين ذاته ، او بينه وبين الوسائل السمعية والبصرية والمقروئه ، ويقول الباحث الإعلامي "جورج لند برج":- إن كلمة اتصال تستخدم لتشير إلى التفاعل بواسطة العلامات والرموز وتكون الرموز عادة / حركات أو صور أو لغة أو أي شيمنبه للسلوك " والباحث المصري / محمود عوده يعرف الاتصال بأنه " العملية أو الطريقة التي تنتقل بها الأفكار والمعلومات بين الناس في نسق اجتماعي صغيرا كان أم كبير" وهكذا يمثل الاتصال العملية الرئيسية التي تحمل بداخلها عمليات فرعيه وأوجه نشاط متنوعة ، وهو تفاعل بالرموز اللفظية وغير اللفظية، الشخصية وغيرالشخصية ، بين طرفين : أحدهما مرسل والثاني مستقبل ينشأ عنه تفاعل وردود فعل ايجابية كانت أم سلبيه

المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.