تعدّ العلاقات العامة بمثابة مرآة المنظمة. فهي الأداة التي تعرّف جماهير المنظمة بكل ما يتعلق بنشاطاتها وفعالياتها ورسالتها وأهدافها. وتؤكد العديد من الدراسات والبحوث أن جهد العلاقات العامة يعدّ حاسماً في نقل أو عكس صورة المنظمة إلى جماهيرها، وبالتالي فإن الاستثمار في العلاقات العامة يعدّ استثماراً استراتيجياً لأنه يمس المنظمة برمتها وليس فقط منتجاتها
ولكي تحقق نشاطات العلاقات العامة الأهداف المنشودة، ينبغي أن تكون على أعلى درجات التنظيم. فمن غير تنظيم مُحكم تذهب جميع جهود العلاقات العامة سدى. ويعمل التنظيم السليم لنشاطات العلاقات العامة على تفعيل هذه النشاطات لدرجة تمكنّها من تحقيق مستوى عالٍ من الكفاءة والفعالية
وتأسيساً على ذلك، يأتي هذا الكتاب العميق في طروحاته، المبسط في أسلوبه ليكون بمثابة دليل عمل للقائمين على العلاقات العامة، سواء على مستوى المنظمة، أو مستوى جهاز العلاقات العامة ذاته. فالتنظيم هو العنصر الأساسي الذي يضمن التدفق السليم للنشاطات بما يعود بالنفع على المنظمة برمتها
ويتطرق الفصل الأول إلى العملية التخطيطية في مضمار العلاقات العامة، وذلك بحكم العلاقة الوطيدة التي تربط التنظيم بالتخطيط. يناقش الفصل الأول بلغة مبسطة مفهوم التخطيط، وأهميته، والحاجة الماسة إليه في عالمنا اليوم، وخطوات عملية التخطيط، وأنواع التخطيط. وتكمن أهمية هذا الفصل في كونه يتناول مسائل التخطيط من زاوية تطبيقية، حيث يقدم أدلة إرشادية لتمكين المسؤولين عن العلاقات العامة من اتخاذ قرارات فاعلة حقاً. بعدها، يقدم الفصل سرداً لأهمية التخطيط في مجال العلاقات العامة تحديداً، ويؤشر أبرز مبرراته، ويناقش مراحله المختلفة
بعدها، ننتقل إلى الفصل الثاني الذي يدخل في صُلب التنظيم، حيث يتناول خطوات التنظيم وفوائده، وعناصره، وأساليب الانتفاع به كآلية تؤمن انسياب الأعمال والنشاطات الخاصة بالعلاقات العامة بشكل سلس، وبدرجة عالية من المرونة والتدفق. كما يسلط الفصل الضوء على مبادئ التنظيم، وأنواعه، والعوامل المؤثرة على اختيار الهيكل التنظيمي المناسب. ولأهمية الهيكل التنظيمي السليم في تحقيق حالة تدفق الأعمال والنشاطات، يكرس الفصل مجالاً كافياً لمناقشة مراحل إعداد أو تصميم الهيكل التنظيمي، وأساليب تقييمه، ونماذجه المختلفة. ثم ينتقل الفصل لمناقشة خصوصيات التنظيم في مجال العلاقات العامة تحديداً
ويتناول الفصل الثالث موضوع التوجيه والقيادة والاتصال في مضمار العلاقات العامة الفاعلة، ثم ينتقل (في الفصل الرابع) إلى تسليط الضوء على الرقابة على نشاطات العلاقات العامة. والواقع أن تناول الكتاب لوظائف التخطيط والتوجيه والقيادة والاتصال والرقابة ينطلق من حقيقة مفادها أن لا قيمة للتنظيم ما لم يكن مدعماً بتخطيط سليم، وتوجيه متقن، ورقابة على أعلى المستويات. فالتنظيم لا يعمل في فراغ وإنما يتفاعل مع وظائف الإدارة الأخرى
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.