وهذا الفضلُ الإلهي مختص بالقرآن حصرياً دون باقي الكتب السماوية .
استندتُ في بحثي على النصوص المقدسة لدى المسلمين والنصارى(*) لأن كل جانب خاضعٌ لنصوصه. فذهبتُ إلى النص الملزِم لمعتنقه مع الاطلاع على دراسات أخرى كثيرة لمؤلفين من الشرق والغرب استفدنا منها .
وإنني أريد من عملي إبراز الصورة والشكل الحقيقي لليهود الملعونين على الدوام. ذلك لنعرف حجم الانهيار والانتكاسة التي أصابت عقول الكافرين جراء التحريف، وحجم الكفر والضياع الذي يعيشه أهل الكتاب _ عامة واليهود خاصة_ ويحسبون أنهم يُحسنون عملاً .
هذه رسالتي إلى كل منصف ، أما الذين أعطوا عقولهم إجازةً مفتوحة ، وحقنوا أعمارهم بالخرافات حتى تكلست في أرواحهم وقلوبهم وأجسادهم . فسيعبرون كالعادة معرضين ساخرين ينظرون ولكنهم لا يبصرون . أولئك كالأنعام بل هم أضل.
حاولتُ تكوين تشكيل يسبرُ غور الشخصية اليهودية _ الصهيونيةِ ، بواسطة
تحليل النفسية البنائية مروراً بالطباع والسجايا المستندة إلى عقيدة وتفكير داخلي. وقد
عَزَّزْتُ رؤيتي بالتوثيق، حيث رددت النصوص إلى مصادرها . ولما كان السلوك الظاهري يُنبئ عن الباطن في الغالب _ فالنادرُ لا حكمَ له _ أستطيع القول أننا وصلنا إلى دراسة منطقية للذات اليهودية ممثلةً بأهم أطوارها تاريخياً ، وصولاً إلى واقعنا الذي نعيشُ .
إنه التاريخُ مرةً أخرى ، يأخذ بأيدينا إلى اكتشافِ عوالم الذات الإنسانيةِ . نحن البشرَ حَوَّلْنَا الأرضَ إلى مدفن كبير يزداد شراسةً . وإذا كان الأنبياءُ بُناةَ الحضارة الإنسانيةِ المستقيمةِ قد أسسوا لنا منهاجاً ربانياً معصوماً ، فإن السواد الأعظم شرعوا يهدمون الحضارة ويُنازعون خالقهم تعالى في حكمه . أنا واثقٌ أن ما بناه ربنا Y ما له من هادمٍ . إنه الإنسانُ بغروره سقى نفسه كأس الهلاك فهوى إلى مرتبةٍ سحيقةٍ من التخبط واختفاء الهدف والوعي وغياب مفهوم المصير .
واللهَ أسألُ أن يعصمنا من كل ما يضرنا ، وأن يجعل عملَنا خالصاً لوجهه العظيم . لعلنا نشهدُ رجوع الإنسانية عن غيها وضلالها وافتتانها بالرُّكامِ المنثور . ربما نشهدُ يوماً نرقى بأرواحنا عن سفاسف الأمور ، وأن نُحَكِّمَ منطق العقل والحوار مع المؤهلين والمستعدين للحوار ، ولا حوار مع من يوجهون بنادقهم إلى صدورِنا في هذا العالم الذائب في البورصات والبنوك الربوية وصالات القمار وممالك الموت والأوبئة . يحتاجُ سادةُ العالم الجدد السائرون على خطى فرعون إلى الاقتناع بأن الدبابة لن تقتل الفكرة، والاغتيال لا ينهي القضية ، والباطل غير قادر على مواجهة الحق
(*) النصوص المقدسة لدى المسلمين هي نصوص الكتاب والسنة الصحيحة . والنصوص المقدسة لدى النصارى هي ” العهد القديم” والمقصود به التوراة ، و” العهد الجديد” والمقصود به الإنجيل . والتوراة والإنجيل اللذان أنزلهما الله تعالى على موسى وعيسى عليهما الصلاة والسلام مقدسان ولا نكون مسلمين إلا بالإيمان بهما ، ولكن الموجود حالياً بين أيدي اليهود والنصارى فاقدُ القدسية ولا نعترف به كمسلمين. وأنبه القارئ إلى أن اليهود وغيرهم بدلوا التوراة “العهد القديم” بحيث تُلَمِّعُ سيرتهم وصورتهم وتتماشى مع أهوائهم . ورغم التحريف في الإنجيل إلا أنه يعطينا صورة عن اليهود متوافقة مع الحقيقة في أحيانٍ كثيرة.مع الانتباه إلى أن اليهود يؤمنون بالعهد القديم وحده ويكفرون بالعهد الجديد ( الأناجيل ) ، أما النصارى فيعتبرون العهد القديم شطراً من الكتاب المقدس ، ويؤمنون بالعهدين معاً .
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.