من خلال القراءة الأولية للمجموعة الشعرية يتنقل بنا الشاعر في قصائده من البوح الذي يغني كينونته وحياته وتفاصيلها إلى التساؤل الفلسفي وإلى أثر القضية الفلسطينية في مسيرة حياته وفي رؤاه، وعلى ما يبدو أن معركة طوفان الأقصى وما قبلها وما سيكون بعدها كان حاضرا بقوة في قصائد الديوان الطويل نسبيا والذي حازت فلسطين ونضالها وآلامها على الحصة الأكبر منه ،تضمنت المجموعة الشعرية أيضا قصائد تظهر تعلّق الشاعر بمدينة عمّان التي وردت في كثير من القصائد وبعمق اعتزازه بشهداء الجيش العربي الأردني وبعشقه للأردن وبتوجهاته القومية، كذلك تضمنت عددا من قصائد المرأة، ولكنك لن تستطيع أن تفصل المرأة عن النقد الاجتماعي والسياسي في قصائد الشاعر ، فتجد نفسك أحيانا تقرأ ملحمة شعرية غزلية اجتماعية سياسية كما في أطول قصائد المجموعة والتي جاءت بعنوان «من شرفة عمّانية» بحوالي 28 صفحة، ورغم ما قد تجده من نوح وبكاء وتقمص للضحية في هذه المجموعة فإن ستجد أيضا الحماسة والتشبث بالأمل والحب يقول
ها نحنُ نُكملُ بيتَنا/ لا فرقَ يكبرُ بينَ عشٍّ في عمودِ الكهرباءِ/ وبينَ بيتٍ شُقَّةٍ/ في قلبِ عمَّانَ الجميلة والزُّحامْ/ الفرقُ يبقى… أن نطيرْ/ من أفضلِ الخِبراتِ أنِّي قد رأيتُكِ مثلما/ عصفورةٍ دوريَّةٍ تقوى على تعبِ الحياةِ/ وأصلُها حسَّونةٌ/ من أجمل الألوان والألحان/ من كَرْمِ أمِّ بدايتي ونهايتي/ من سفحِ كنعانَ الشَّجيرْ
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.