كانـت القريـة قـد اسـتيقظت ّ لتوهـا فـي صبـاح باكـرمـن أصبـاح آذار على خليـط من
الأصـوات، يتداخل فيها صيـاح الديكـة التي بدا أنهـا تتوق للانفـلات من حظائرهـا لتقود
دجاجات القرية إلى الأزقة والبساتين وتعاشـربعضهن، وزقزقات عصافيرالدوري الخالدة
التي تحتفل بوصول الصباح علـى طريقتها التي لا تتغيـر، وأصوات الماشـية والأنعام التي
كان الصبـاح يذكرهـا ببدء يـومالعمل الطويـل، بل ونبـاح بعض الـكلاب الضالـة. وما أن
يتغلغل فصـل الربيع فـي وهاد القرية وسـهولها حتـى تنضم إلـى كل ذلك أصـوات أخرى
.للطيورالبرية، المقيمةمنها والمهاجرة، فتتشكل أوركسترا تعزف عبرالزمن.