خلال الممارسة السّريريّة ومراجعة المصادرالمختصّة بعلاج مَرض الحبسة الكلاميّة؛ يتبيَّنَ للعامل المختصّ في هذا الحقل شحّ المراجع المُعْتَمدة لتقويم النّطق واللّغة ومعالجة مرضى الحبسة الكلاميّة
حيثُ تقتصرُالمراجعُ على بعضِ المقالاتِ الّتي تُعنى بالمرضى غيرالنّاطقين بالعربيّة، والّتي تنحصرتحديداً بالبيئة غير العربية؛ ونظراً لخصوصيّة اللّغة العربيّة بدأ بعض الباحثين بكتابةِ مقالاتٍ تُعنى بعلاج ووصفِ الخصائص اللّغويّة والنّطقيّة والتّنغيميّة لمرضى الحبسة الكلاميّة النّاطقين باللّغة العربيّة
إنّ هذا العمل نتاج خبرة سريريّة وتدريسيّة تتجاوز العشرين عاماً، مفادُها ضرورة العمل على إعادة التّأهيل اللّغوي مباشرةً بعد الإصابة، حيث يكون هاجس المريض وأهلِه هو استعادة القدرة على المشي واسترجاع الكلام
إنّ العمل مع مرضى الحبسة الكلامية النّاجمة عن السّكتات والإصابات الدّماغية وغيرها، يحتاج إلى آلياتٍ وبرامج ومهارات علميّة عمليّة خاصّةً مع وجود الخلاف حول فعاليّة تأهيل مرضى الحبسات الكلاميّة والاكتفاء بفِكرة الشّفاء التّلقائيّ
يأتي هذا الجهدُ كدليلٍ توضيحيّ لآليّات العمل مع مرضى الحبسة الكلاميّة (الأفيزيا) وأهمّ طرق العلاج والأهداف التّدريبيّة الّتي تتناسب مع أعراضِ اضطرابات التّواصل النّاجمة عن السّكتات الدّماغيّةِ
إنّ التّأهيل اللّغوي الكلامي يعتبرعاملاً مهمّاً يُسارع في الشّفاء العام والدّعم الاجتماعي، حيثُ لا تقتصربرامجُه على الجانب اللّغوي اللّفظيّ فحسب، وإنّما تتعدّد أشكاله للتّأهيل الإشاري والحركي البصري الإشاري (AVT)، حيثُ يُعتَبَرأخصائي تأهيل الحبسات الكلاميّة المُنْقِذ وحلقة الوصل مع المجتمع الخارجيّ نظراً لصعوبةِ تَلَقّي المريض للتّوجيهات الأسريّة وعدم قدرته على التّواصل الطبيعيّ معهم، وعدم تقبّله للمرض. وانعدام التّعبيراللّفظي بعد أنْ كان هو ربّ الأسرة ومصدر الأوامر والتّعليمات
يأتي هذا الجهد كحلقة من سلسلة حلقات متكاملة في مجال التّأهيل، وضرورة اتّباع مناهج علاجيّة واضحة، خاصةً وأنّ أخصائيّي النّطق واللّغة قد يمتلكون المهارات والمعرفة بالأسلوب الأنسب للعلاج دون الإلمام بالقضيّة اللّغويّة والتّدرُّج في الأهداف وصياغتها، وحسن توصيلها للمريض وأسرته