إن إمكانات التقدم للأمم المختلفة لا تقاس بما لديها من ثروات طبيعية بقدر ما تقاس هذه الإمكانات بما لديها من ثروات بشرية واعية وقادرة على الإنتاج والتنظيم والابتكار لاستثمار كل ما في بيئتها وما حولها لخير مجتمعها لذلك كان من الضروري أن نهتم بتنمية مواهب الأفراد في المجتمع إلى أقصي ما تؤهله لهم قدراتهم الطبيعية، وأن نسعي جادين إلى اكتشاف ذوى المواهب المتميزة لرعاية هذه المواهب وتوجيه أصحابها تعليمياً واجتماعيا ونفسيا على أسس علمية سليمة.

فالموهوبون في كل مجتمع هم ذخيرة الوطن ومنابع ثروته فهم عدة الحاضر وقادة المستقبل في شتي الميادين والمجالات: في العلوم، والفنون، والأداب، والسياسة، وعن طريقهم ازدهرت الحضارة وتقدمت الإنسانية فاستخدم الإنسان الذرة وغزا الفضاء.

ومن ثم كان هناك العديد من الأسباب التي أدت إلى الاهتمام بالمتفوقين عقلياً والمبتكرين أهمها إدراج المجتمعات المتقدمة لحاجاتها إلى مثل هذه الطاقات البشرية إذ أدى ارتفاع مستوى الحياة وتعقد أساليبها والتنافس بين الفلسفات والأنظمة الاجتماعية المختلفة وخاصة في مجال العلوم إلى أن تعيد هذه المجتمعات النظر فيما لديها من مصادر شتي تتمكن من الصمود أمام هذه المنافسات الأمر الذي دفع رجال علم النفس للقيام بدراستهم وبخاصة هذا المجال وبدأ رجال التربية الخاصة في تصميم وإعداد برامج خاصة لمن لديه القدرة على التفوق العقلي والابتكار ومن ثم كان اهتمام رجال التربية وعلم النفس بدراسة المتفوقين عقلياً بغية التوصل إلى العوامل التي تؤدى إلى تفوقهم، وتوفير أنسب الأجواء لهم، لتنمية قدراتهم وتصميم البرامج الخاصة بهم ليتسني تقديم الخدمات المناسبة والتي تساعد على تنمية هذه الثروة إلى أقصي حد ممكن.