الحمد لله العليم المنان،خلق الإنسان علمه البيان، والصلاة والسلام على خير ولد عدنان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي لم يحاربه في علمه انس ولا جان.

يعتبر النشاط المدرسي جزءاً أساسياً من التربية الحديثة فهو يساعد في تكوين عادات ومهارات وقيم وأساليب لازمة لمواصلة التعليم وللمشاركة في التنمية الشاملة .

وعليه فإن الأنشطة التربوية تسعى بكل مجالاتها التربوية إلى القضاء على وقت فراغ الطلاب وانخراطهم في أنشطة وجماعات تنظيمية وتحت إشراف تربوي ، وتعودهم على تحمل المسؤولية والتعاون مع أعضاء آخرين يجمعهم الهدف والميول والاتجاه المشترك نحو إنجاز أفضل ويشعرون من خلال ذلك بأنهم أعضاء متميزين قدموا لأنفسهم ولمدارسهم وبيئتهم الاجتماعية العمل النافع والمفيد .

مدخل

النشاطات التربوية المدرسية هي البرامج التي يتم تنظيمها داخل المدرسة لتحقيق تكامل البرنامج التعليمي مع المناهج والمقررات المدرسية لتنمية خبرات الطلاب في جميع النواحي الجسمية والعقلية والوجدانية وتلبية رغباتهم عن طريق المرتكزات التالية ( الأعضاء البرنامج – الإشراف – التنظيم العام  ) ولكي تؤدي هذه النشاطات وظائفها التربوية والاجتماعية والتثقيفية والتي عادة ما تنمو أثناء الممارسة العلمية والعملية عند الطلاب وتتحقق بشكل تلقائي بما لديهم من صلة وثيقة بأسلوب التعليم الذي يعتمد على ميول الطلاب وتلبية حاجاتهم لتنمية بعض القدرات لديهم مما يتطلب لكل برنامج نشاط تحديد أهدافه الواضحة وأسلوب العمل الذي سيمارس من خلاله لما لهذه الممارسات من دور في تيسير تعلم الطلاب لكثير من المهارات والاتجاهات التي لا يمكن أن تتحقق عن طريق الدراسة النظرية وحدها , إضافة إلى أهمية تحديد أسلوب التقويم وتوفير الإمكانات اللازمة.

وذلك من خلال ما يطرح من برامج وما يمارس من نشاطات تغرس في النفس السلوك السوي المحبب والقيم الاجتماعية السليمة والتثقيف الشامل , والأدب الجم , والعلم المتقن , والإبداع بكل مقوماته الفنية في مختلف أوجه الحياة وتزود الجسم ببعض المهارات الحركية واللياقة البدنية المبنية على أسس علمية وتربوية وصحية وتهدف إلى تحقق الأهداف التربوية المنشودة ومنها :

• تعميق المفهوم الإسلامي الشامل عن طريق الممارسة والتطبيق عقيدة وفكراً ومنهجاً وسلوكاً وتعاملاً وعملاً لتحقيق العبودية لله عز وجل.
• استثمار أوقات الطلاب ببرامج هادفة ومفيدة تعود عليهم وعلى مجتمعهم وأمتهم ووطنهم بالخير والفائدة .
• كشف المواهب والقدرات الإبداعية والعمل على صقلها وتنميتها .
• تدريب الطلاب على الانقياد والطاعة في المعروف وتحمل المسئولية والمشاركة في النهوض بأعباء الحياة.
• تقوية الشعور والانتماء الوطني وتقدير المسئولية وطاعة ولي الأمر وتقدير العلم والعلماء .
• توثيق الروابط الأخوية بين الطلاب وتقوية روح التآلف والتعاون والمحبة بينهم وخدمة بلادهم والتفاعل مع قضايا وطنهم ومجتمعهم وأمتهم الإسلامية والمحيط العالي .
• علاج مشكلات الطلاب النفسية والاجتماعية والبد نية وتنمية التثقيف العام تدريب الطلاب وتنمية اتجاهاتهم نحو العمل والاستمتاع به واحترام العاملين وإتقان ما يتولونه من أعمال ومسئوليات.
• تنمية الروح الرياضية واللياقة البدنية لدى الطلاب وممارسة الترويح البريء . .

وإذا تفهمنا أن النشاط التربوي داخل المدرسة ذا هدف تكاملي مع نشاط المواد الدراسية المرتبط بالمناهج والمقررات المدرسّة والذي يحقق مجمل من الأهداف التربوية التعليمية ومنها :

1- التطبيق العملي لما يدرس داخل الفصل بشكل يعطي للطالب حرية الممارسة والتعميق في بعض المعلومات والتعبير عن مفهومه لما يدرسه ومدى استيعابه لذلك .

2- فتح المجال للاستزادة من بعض المعلومات التي يرغب بعض الطلاب الاستزادة منها في بعض المجالات أو حول بعض الموضوعات .

3-تسهيل بعض المعلومات بما يتلاءم ومستوى الاستيعاب لبعض الطلاب بطرق مشوقة .

4- إتاحة المجال لبعض الإبداعات التي يتمتع بها بعض الطلاب في بعض المجالات أو الموضوعات للمواد الدراسية وعرضها بأسلوبه وفكره الخاص .

مما يتطلب من المدرسة تنظيم نشاطاتها التربوية في أثناء اليوم الدراسي بما يتلاءم مع إمكاناتها وإعداد طلابها ومعلميها من خلال تخصيص مدة زمنية تتاح لكل الطلاب في أثناء اليوم الدراسي كحق من حقوقهم وواجب مدرسي تربوي يجب أن يتاح لهم استثماره بما يعود عليهم بالفائدة ويفتح أمامهم بعض الأفاق والتأملات المكتسبة والذاتية لبلورتها تحت إشراف تربوي وتوجيه مؤثر ووفق ضوابط عامة تخدم العملية التعليمية والتربوية وتحقق لا بنائنا الأهداف والممارسات التربوية المرجوة ومنها :

• الاندماج المنظم وفق جماعات النشاط المكونة من مجموعة الزملاء الذين يشتركون معه في المواهب والميول العلمية لتبادل الخبرات وصقل المهارات وتنميتها والعمل كوحدة مترابطة يحكمها نظام شامل وانتماء موحد .
• فتح المجال للطلاب غير المتفاعلين للاندماج مع زملائهم والاحتكاك المنظم للرؤية والمحاكاة ومن ثم الإفصاح عن المواهب والقدرات الكامنة في نفوسهم لإبرازها والتفاعل مع زملائهم الآخرين .
• كسر الرتابة من تتابع الحصص المنهجية التي تنعكس سلباً على قدرة الاستيعاب للدرس وتجديد الطاقات عبر ممارسة برامج النشاطات التربوية ذات الدافع الذاتي الحر من قبل الطلاب وفق توجيه تربوي منظم .
• إيجاد وقت مناسب لممارسة المدرسة مهمتها التربوية الشاملة في التوجيه العام والتوعية الشاملة والترويح البريء وإيجاد المنافسة الشريفة الشاملة لإبراز القدرات والمواهب الطلابية المتميزة في جميع المجالات سواء العلمية أو العملية … الخ