يعد المنهج الإسلامي المنهج المتكامل والشامل، للحياة الإنسانية دينياً ودنيوياً ، وهو دين الله تعالى الذي أوحى بتعاليمه السمحاء إلى الرسول محمد –صلى الله عليه وسلم- وكلفه بتبليغه للناس كافة ودعوتهم إليه من خلال القرآن الكريم

كذلك يقدم هذا المنهج مفهوماً للإدارة يتصف بالشمولية والإطلاق، بعيداً عن الانحصار المعرفي في إزاء التعامل مع المفهوم المجرد للإدارة ونعني بكلمة الفكر الإداري الإسلامي، مجموعة متكاملة من الآراء والمبادىء والنظريات التي سادت حقل الإدارة ودراسة وممارسة عب العصور والأزمنة ويعتب فكراً إسلامياً ما يصدر من هذه الآراء والمبادىء والنظريات، وذلك بالاستناد إلى توجيهات القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة

وتستند اساسيات الإدارة في الإسلامية الى مصادرها مهمة، كالقران الكريم، وهو كلام الله المعجز المتره والأصل الأول لجميع الأحكام الإسلامية، بما فيه الإدارة، حيث لم تذكر قضايا تفصيلية عن الإدارة، وإنما أرسى المبادئ، والأسس الذي يقوم عليه العمل الإداري، من السنة النبوية، وهي كل ما نقل عن الرسول عليه الصلاة والسلام من قول أو فعل أو تقرير، ومفصلة لما جاء به القران الكريم وتضمنت جوانب كثيرة لها صلة بالإدارة أو ما يطلق عليه بالتدبير حيث أعطت مفاهيم للعمل وإعطاء الأجر وعدم الغش والإتقان والدعوة إلى العدل في تنفيذ الأوامر والأحكام بين الناس

بالاضافة الى الإجماع، وهو اتفاق من الأمة الإسلامية، في عصر من العصور على حكم شرعي بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام، حيث استمدت الإدارة الإسلامية، أو “التدبير الإسلامي” ، وكذلك القياس، وهو إلحاق مالم يرد به نص على حكمه، بما ورد فيه نص على حكمه في الحكم،لاشتراهما في علة ذلك الحكم، أو تسوية واقعة لم يرد بها نص بحكمها، بواقعة ولرد النص بحكمها في الحكم المنصوص عليه، لتساوي الواقعتين في علة الحكم 

وأخيراً الاجتهاد، وهو خاص بواقعة لا نص على حكمها أصلاً، وليس ثمة إجماع على حكمها، فتكون مجالاً للإجتهاد ليتوصل إلى معرفة بواسطة القياس، أو مراعاة العرف…الخ، فالإدارة الإسلامية إستقت من الإجتهاد، خاصة القياس للكيفية التي تكون عليها الإدارة، وكيف يتسنى للمديرين تأدية مهامهم بصورة جيدة، ووفق الشروط الصحيحة

ولأهمية هذا الموضوع، أحببت أن أدوّن مجموعة من الأفكار والكتابات عنه؛ فجاء هذا الكتاب بعنوان: (المدخل الى الإدارة الاسلامية الحديثة)، وقسّمته إلى ستة فصول -كما هو مبين في قائمة المحتويات- ابتدأتها بمقدمة تمهيدية، ثم شرعت بالفصول الستة وعناوينها كانت على النحو الآتي

الفصل الاول: المدخل الى علم الادارة (نظرية الإدارة في الإسلام)

الفصل الثاني: ماهية الإدارة في الإسلام

الفصل الثالث: اسس التربية الإسلامية

الفصل الرابع: مراحل تتطور الإدارة الاسلامية

الفصل الخامس: عناصر العملية الإدارية في الإسلام

الفصل السادس: نظام الأسرة في الإسلام 

وقد قمت بالرجوع إلى المراجع المعتمدة والتي لها علاقة مباشرة بعناصر هذا الكتاب، من كتب عربية وأجنبية، إضافة إلى التعامل مع المواقع الإلكترونية

وعملت على تدوين هوامش ومراجع كل فصل على حده، تم سجّلت قوائم مراجع الكتاب بعد الانتهاء من جميع الفصول

وقد راعيت الاختصار قدر الإمكان؛ لكي لا يخرج الكتاب بحجم كبير، وتيسيراً على القارىء الكريم.. آمل أن يحوز هذا الكتاب على إعجاب القارىء