شهدت العقود الأربعة الأخيرة عدداً من التغيرات العالمية السريعة والمتلاحقة
والعميقة في آثارها وتوجهاتها المستقبلية ، فالاقتصاد العالمي تحول إلى قرية صغيرة
متنافسة الأطراف بفعل الثورة التكنولوجية والمعلوماتية وعمليات التحرر والانفتاح
الاقتصادي التي تشهدها الأسواق العالمية، وأصبح هناك سوقٌ واحد والفاعلون في
هذا السوق العالمي ليست الدول والحكومات فقط بل منظمات عالمية وشركات متعددة
الجنسيات وتكتلات اقتصادية عملاقة. والكل يبذل قصارى جهده لاقتناص الفرص
ومواجهة التحديات في إطار إزالة القيود بكل أشكالها وتحرير المعاملات في ظل آليات
السوق، وفي ظل هذه التطورات العالمية الكبيرة تسارع تطور فكرة المصارف
الإسلامية، إذ يعد موضوع المصارف الإسلامية من الموضوعات الحديثة في العلوم
المالية والمصرفية، وأصبحت هذه المصارف في ظل متطلبات العصر الحديث ضرورة
اقتصادية لكل مجتمع إسلامي يرفض التعامل بالفائدة.
ورغم التحديات الجمة التي تعترض المعاملات المالية والمصرفية الاسلامية في
الوقت الحاضر ،استطاعت هذه المؤسسات ان ترسي أسسها وتبني قاعدة راسخة في
المعاملات المالية الدولية،إذ أصبحت المصارف الإسلامية أمراً واقعاً في الحياة المصرفية
الدولية بعد أن شقت طريقها في بيئات مصرفية بعيدة في أسسها وقواعدها وآلياتها عن
القواعد الإسلامية، وأثبتت هذه المصارف نجاحها في نظام رأسمالي سائد قامت فيه
البنوك التقليدية على أساس واحد هو أسعار الفائدة.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.