

اللسانيات الاجتماعية عند العرب
17 د.ا 3 د.ا
لا شك في أن العلاقات بين الظواهر اللغوية والظواهر الاجتماعية، وتأثر اللغة بالعادات والتقاليد والنظام الاجتماعي في زمان ومكان معينين قائمة منذ أنْ وُجدت اللغة، ووجدت الحياة الاجتماعية، فجوهر الإنسان إنّما يكمنُ في لغته وحساسيته وحياته الاجتماعية.
والنظر في هذه العلاقات قديم لا ريب، غير أنّه لم يستوِ كمَّاً ونوعاً وتنظيراً، ومنهجاً، ورواداً إلا في عصرنا الحاضر في ظل علم جديد من علوم اللغة أطلق عليه (علم اللغة الاجتماعي) (Sociological Linguistics) أو (Sociolinguistics).
وبين يدي القارئ الكريم بحثٌ في هذا العلم حاولت فيه التعريف به والوقوف على ملامحه الأولى في الدراسات الإنسانية، مندرجاً مع تطور الأفكار التي تصبّ في مصبّه، مستعرضاً إياها في نموها، وارتقائها، وتعددها بتعدد أصحابها، وتنوّع مشاربهم الفكرية، وهو أيضاً محاولة لرصد ما في تراثنا العربي في مجلى من الدرس اللغوي الاجتماعي للوقوف على ما قدّمه اللغويون العرب في هذا الميدان.
الوزن | 0.7 كيلوجرام |
---|---|
الأبعاد | 17 × 24 سنتيميتر |
الطباعة الداخلية | |
الناشر |
دار اليازوري العلمية |
المؤلف | |
تاريخ النشر | |
ردمك|ISBN |
978-9957-79-028-8 |
نوع الغلاف |

دار نشر أردنية تأسست في عام 1981، وتعد واحدة من الدور الرائدة في مجال النشر في المنطقة العربية. تقوم دار اليازوري بنشر العديد من الكتب في مجالات متنوعة مثل الأدب، الثقافة، التاريخ، العلوم، والدراسات الاجتماعية.
تركز الدار على نشر الكتب باللغة العربية وتستهدف الجمهور العربي في مختلف أنحاء العالم. تقدم أيضًا خدمات الترجمة والنشر الرقمي، وتشارك في العديد من المعارض الدولية للكتاب.
منتجات ذات صلة
الاساس الفكري للجاهلية
الكائن الجاهلي كان خاضعاً لسلطة القبيلة بشكل صارم ، لاعتقاده بأنها الوحيدة القادرة على منحه امتداداً لوجوده، ومعنىً لأنشطته الحياتية. وكان مشركو الجزيرة العربية خاضعين للسلطة الوثنية، في حين أن الكتابيين يخضعون لسلطتهم الدينية المشوَّشة نتيجة التحريف . وهذه السلطات تُعبِّر عن اتجاهات الفرد ومشاعره وقيمه السلوكية . وهذا يقودنا إلى أهمية السلطة في تقييم الوقائع الاجتماعية الملامسة لحياة الفرد في بعض الأحيان ، وصنعها في أحيان كثيرة .
والسؤال الذي يطرح نفسه هو : هل يصح إطلاق عبارة " المجتمع الجاهلي " ؟. الجواب ليس بالسهولة التي قد نتصورها . فالمجتمع هو تركيبة متجانسة ذات مسار واحد تنطوي تحته المسارات المعبرة عن كينونة الفرد ومشربه. إلا أنني أعارض استخدام عبارة " المجتمع الجاهلي" لافتقاد الإنسان الجاهلي إلى البنية التحتية والفوقية في الجسد الثقافي الاجتماعي الواعي. وأفضل استخدام عبارة " الجماعات الجاهلية " ، أو " التجمع البشري " .
إن هذه الجماعات البدوية التي عاشت في الجزيرة العربية قبل مجيء رسالة سيدنا محمد _ ولا أقول قبل مجيء الإسلام إذ أن الإسلام جاء إلى كوكبنا مع أبينا آدم _ لم تكن منفصلة عن المسار التاريخي العام . بل هي امتدادٌ ذهني فكري للجاهليات الراسخة في الصين والهند واليونان ، وما الجاهلية اليهودية التوراتية التي بدلت دينَ موسى ، والجاهلية النصرانية الأناجيلية التي بدلت دينَ المسيح إلا زخم أسطوري وثني شكل مخزوناً مرئياً للجاهلية العربية في أرض الجزيرة .
إن التحليل الواعي للأحداث المحتاجة إلى تعليل ودراسة يشكل تحدياً خاصاً وصعوبةً حقيقية في فهم طبيعة التفكير لدى الجاهلي . لكننا نراهن على وضوح طريق الدراسة واحتوائه على مقومات البناء الرمزي والواقعي المستخدمة في فك شيفرات هذا المحيط الفكري الفلسفي .
وبالطبع لن نذهب إلى المركبات الفكرية المستعجلة في التعامل مع المادة البدائية ( الخام ) . إذ أن بحثنا يستند إلى تروٍّ يتم تأصيله لبنةً لبنة ، وفلسفةٍ تتكامل فيها النواحي الثقافية والسياسية والاجتماعية ، مما يؤدي إلى التنقيب في الأساس الفكري . والأسباب التي جعلتنا نسلط الضوء على المعطيات النفسية لدى أولئك القوم هي ذاتها التي تحدد معالم بحثنا . فظهور المدلولات الإيجابية والسلبية في منهجية تعامل الفرد القبلي المنتمي إلى تجمعه الوجودي، ستبرز لنا رغماً عنها، لأنها صارت حياةً مُعاشة ووضعاً ملموساً مكشوفاً لأعين الباحثين .
والأيديولوجية الجاهلية بوصفها نمطاً استحواذياً تجسد كل أحلام التخلف والتبعية وتغييب النماذج الثورية . إننا أمام حالة هلامية عَقدية تعتمد على الوثن في تشكيل صور العلاقات الاجتماعية . ومن هنا تنبع خطورة توليد الأنماط الضالة . فعلى الدارسين المتخصصين أن يعوا الأبعاد الحقيقية للحالة الجاهلية بكل ملابساتها وحيثياتها المؤدلَجة وغير المؤدلَجة. وأهمية الوعي بخطورة الحالة المعروضة أمام التمحيص يستدعي الإحاطة بكل الجوانب الإنسانية . والجدير بالذكر أن كثيراً من الباحثين لم يركزوا على إشكالية أنسنة العلاقات البشرية داخل المحيط القمعي ، واكتفوا بتوزيع نظراتهم على القشور دون الغوص في بحور التشكيلات الإنسانية ، لذا جاءت دراساتهم مشوشة وسطحية. وإننا ندعو كل الباحثين المتمكنين إلى سبر أغوار التجمع الجاهلي ، وعدم الوقوف عند الباب دون الدخول إلى هذا العالَم المعتم المتجسد في البيئة الوثنية .
إن هذا الكتاب يقدم دراسةً دينية واجتماعية وفلسفية تحاول تحليل ظاهرة الجاهلية بكل جوانبها من منظور إسلامي يأخذ بعين الاعتبار النظريات المعاصرة التي تفسر الظواهر الاجتماعية والسياسية والاقتصادية بما لا يتعارض مع دين الله تعالى، وكشف التكوينات الفكرية في الأنساق المختلفة . فإن وجدت في كلامي خيراً فمن الله تعالى وحده، وإن وجدت غير ذلك فمن نفسي والشيطان . والحمد لله رب العالمين .
القلم الاسبوعي
شرح اللمحة البدرية في علم اللغة العربية (لابن هشام الأنصاري)ج1
هذا الكتاب جزء من متطلبات رسالة الدكتوراه التي قدمتها لجامعة القاهرة عام 1974 وكان المفروض أن يخرج بأربعة أجزاء ضخمة تستوفي نسخته الأصليه التي قدّمتها للإمتحان. غير أنّ ظروف الطباعة الصعبة وتجني أسعارها على المؤلف حالت دون إخراجي الكتاب بصورته الأصلية، التي لم أترك فيها شاردة ولا واردة إلاّ وعلّقت عليها وفصّلت القول في ذكر مظامنها ومصادرها، ولهذا اضطررت إلى حذف أكثر الهوامش وإلى تأجيل طباعة أربعة فصول مسهبة من الدراسة، لا خرج بهذين الجزئين. أقول هذا إعتذاراً من القارئ الكريم وإعترافاً بأن عملي كان ثمرة من ثمار التوجيه الأقصد والتعاون المعطاء بين الأستاذ وتلميذه.
فقد كان أستاذي المرحوم السيد يعقوب بكر حفياً بي متى ما افأت إليه مستنصحاً ومتزوداً بأزواد علمه وتوجيهاته القيمة. وقد منحني ثقته وتقديره فجعلني مديناً له بالجديّة الصارمة في البحث، والإنكباب على الدرس الذي لا يعرف الكلل، والتبتل في العمل الذي لم أجد لذة في غيره.
ومما يشرفني ويشرف عملي أن يسهم في مناقشته وتقويم ما جانب الصواب فيه علمان من أعلام الثقافة العربية، هما الأستاذان الجليلان:
الأستاذ العالم عباس حسن عضو المجتمع العلمي العربي والأستاذ الدكتور حسن توفيق ظاظا رئيس قسم اللغة العربية بآداب جامعة الأسكندرية.
فلسطين والقدس في المسرح العربي
ماذا تعني فلسطين / القدس في ثقافتنا العربية اليوم ، وفي الفن المسرحي والمسرحية العربية تحديدا ؟ .. هل هي مجرد استعارة منفلتة عن المعنى ، وعن كل قدرة على السيطرة ؟ .. وكلما حاولنا وضع حدود لها هربت منا ؟ ..أم هي أكثر من ذلك كله ؟ .. حالة ثقافية ومعادلة صعبة مؤلمة تحتاج ، تحتاج منا أن نتجاوز الوسائل التي اشتغلنا من خلالها حتى اليوم ، وتجديد رؤانا . لقد كانت فلسطين / القدس دائما موضوعة " تيمة " فكرية وحضارية وثقافية تهمنا كثيرا ، بل تشكل منشغلا مركزيا تعاملت معه الفنون باللغة والألوان والحركات بكثير من الحماس والرغبة ؛ في إحداث المنجز الذي يساهم في تغيير الصورة إلى العربي عموما ، والفلسطيني تحديدا .
من هذا المعنى الثقافي تجلت فلسطين / القدس بكل صورها في النصوص المسرحية العربية ، بقوة بالخصوصيات نفسها . لكن المتأمل للجيل الثقافي العربي والفلسطيني الجديد الذي يفاجئنا بالكتابة والعرض ، يشعرنا بأن شيئا عميقا قد تغير ، أو هو بصدد ذلك . يذكرنا بوسائله الفنية الحية ، بأن انقلابا عميقا وقع في العالم الذي يحيط بنا ، تغيرت معه رؤانا . ويعيد النظر في الرؤيتين اللتين تتجاذبان الصراع ، رؤية ثابتة وقانعة بما يدور حولها ، وكأن العالم يتغير وكأن ميزان القوى ما زال على حاله . وربما كانت النظرة الشابة الناشئة من دمار الخيبات واليأس ، هي ما يسترعي الانتباه الفني والنقدي . إذن هذه الرؤية تخرج بقوة من دائرة التكرار والاستعادة الاجترارية ، التي لا تقدم شيئا جديدا ؛ في عالم يسير بسرعة ويترك وراءه من لا يستطيع اللحاق به ويحاول فهمه .
رهان الفن والمسرح الأساسي في تعامله مع القضية الفلسطينية ؛ هي أن يخرجها من كونها قضية عربية فقط ، أن توصل صرختها إلى أبعد نقطة على هذه الأرض . السؤال هو كيف ينتقل الفن المسرح في تعامله مع قضية قومية ، إلى التعامل مع فلسطين ؛ باعتبارها قضية تضع الفنان / المسرحي أمام رهان الإنسانية ، حيث تصبح القضية الفلسطينية قضية أشمل بامتياز .
وفي هذه الرحلة الفلسطينية ، لا ننتقل إلى المكان الآخر فقط ، ولكننا نرحل إلى الأفكار الأخرى ، أي إلى الأفكار الخفية ، والتي صادرتها الغوغائية ، وقمعتها الإيديولوجيا المحنطة . ولهذا فقد كانت في روحها رحلة احتفالية / مسرحية عيدية ، رحلة يؤسسها الحس الإنساني الشامل والمتكامل ، وذلك بدل الحس الشعوبي والقومي الضيق والمغلق . إن هذه الرحلة في بعدها المادي وفي مستواها الفكري والروحي والفني ، يسكنها روح الحقيقة وملحها . وبذلك يكون رصدها ، والكتابة عنها ، وفيها ، أكبر من مجرد تسجيل وجهة نظر عابرة ، وذلك في زحمة الليالي والأيام الطائرة والعابرة . ومن غريب الأشياء أن تكون أرض التسامح / فلسطين هاته ، وهي تحت سلطة الواقع المزيف ، متنكرة لحقيقتها ، وأن تصبح فضاء للإقصاء وللاغتيال وللتشريد وللنفي ، وأن يتم ذلك بمباركة الغرب المسيحي .
وكان واضحا / منذ البداية أن هذا الكيان / الصهيوني ؛ كيان عنصري استعماري ، لا يمكن أن يقوم إلا على أشلاء شعب آخر ، هو الشعب العربي في فلسطين ، وعلى اغتصاب أرضه ثم ليكون مخلبا لحركة الاستعمار العالمي التي كانت قد بدأت لأزيد من قرن ، يحفظ لها مصالحها في المنطقة . فيكون بذلك بمثابة رجل شرطة ، أو قل " بلطجي " يثير المشاكل ويمنع الاستقرار ، ويعوق حركة الوحدة العربية وحركة التقدم الممكنة .

المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.