تقديمانبثقت « المنهج الدراسي، فلسفته، بناؤه وتقويمه » فكرة هذا الكتاب الموسوم « كطالب وكمربي » أهميته من خلال تجربتي الشخصية في ميدان التربية والتعليم « دبلوم، ماجستير، دكتوراه » « ابتدائي، ثانوي، جامعي » تجوّلت في سلم التعليمومن خلال « كطالب واشتغالي في سلم التعليم (الابتدائي، الثانوي، الجامعيإشرافي ومناقشاتي لرسائل الماجستير وأطاريح الدكتوراه ومن تبوئي لمناصبرآسية منها على سبيل المثال لا الحصر.وكيل وزير التربية للشؤون العلميةوالتربوية (الأمين العام) ورئيس اللجنة العليا لتطوير المناهج ورئيساً للدائرة التربوية في ديوان الرئاسة التي تشرف بشكلمباشر على وزارتي التعليمالعالي والبحث العلمي والتربية إضافة إلى جوانب من برامج وزارتي الثقافة والشؤون الاجتماعية. ومن خلال اطلاعي على فلسفة الأنظمة التربوية العربية وسياساتها وأهدافها ومن خلال قراءة فكر من سبقونا أو عاصرونا ولهم باع في ميدان الفكر التربوي العربي خلصت إلى أن مسيرة التربية والتعليم الحديثة والمعاصرة في الوطن العربي تعرضت إلى انحرافات فكرية وثقافية وإجرائية خطيرة مزقت شخصية الإنسان العربي وهدّمت كيان الأمة العربية وضحالة في فهم متطلبات العملية التربوية وإلى غياب فلسفة عربية للتربية من الأنظمة التربوية العربية لهثت وراء الفكر العربي الذي أرسى قواعد التبعية والطائفية والشعوبية والعنصرية والقطرية حتى تقديم 10 بات الشعب العربي من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي ممزقاً مستسلماً للفقر غير مبالين « بإسرائيل » والمرض والجهل والتجزأة والقبول بواقع ما يسمى للاحتلال الصهيوني بل متعاونين مع من أسس هذا الكيان ومستسلمين لأرادة القوى الخارجية المتمثل بالاستعمار المباشر وغير المباشر منذ الاستقلال الوطني وإلى يومنا هذا. والأمة تعاني من التجزأة أرضاً وشعباً ومن الأمية والفقر المدقع والأمراض القاتلة حتى أصبحت أمة مغتربة عن هويتها وتاريخها وحضاراتها راقدة في نومها العميق كما وصفها الرصافي: يا قوم لا تتكلموا ناموا ولا تستيقظوا إن الكلام محرّم ما فاز إلا النوَّمُ وعند عودة عجلة التاريخ إلى الوراء إلى مراحل الدارسة العامة والجامعية
وجدت أن هناك توجهاً مقصوداً ومبرمجاً لتشويه التاريخ العربي الإسلامي وإلى
طمس معالم الشخصية الوطنية القومية ومسخ ثقافتنا وهويتنا وحضاراتنا التييشهد لها الأعداء قبل الأصدقاء.
لقد تعرض أبناء الأمة العربية والشعوب الإسلامية إلى خبرات تجزيئية فيالعلوم كافة وإلى مسخ للتربية الإسلامية وإلى تشويه للتاريخ العربي الإسلامي،
من مفكري الأمة « رحمهم الله » والذي ساهم مع قوى الشر عدد من الرعيل الأولوقادتها الذين قادوا مؤسسات التربية والتعليم في ضوء ما فرضه الفكر الغربيتقديم
11
وفلسفاتهم التربوية التي لا تمت بصلة -لا من بعيد ولا من قريب- إلى واقعنا علىبخطورة نقل أي » الرغم من وجود مقولة تربوية عن علماء التربية المقارنة القائلةفكر أو مناهج دراسية من مجتمع لآخر إلا في حدود التعرف والحوار والاستفادة
.« من تنظيم المؤسسات التربويةإن الحملة الاضطهادية الإرهابية على الأمة العربية بشكل خاص وعلى المسلمين
بشكل عام بل على شعوب العالم الثالث واضحة وضوح الشمس وكما جاء علىلسان الفلاسفة والمفكرين الغربيين المناهضين للإمبريالية والعولمة وكما جاء على
لسان قوى الشر نفسها. وشعاراتها نهاية التاريخ وصراع الحضارات … وغيرها.الحملة الإرهابية التي تمثلت بطروحات فرانسس فوكوياما عام 1992 الموسومة
والذي يُعد المؤسس لمشروع صدام الحضارات التي تبناه « بنهاية التاريخ »
منظّر صراع الحضارات وهدفه المركزي؛ الصراع مع الحضارة « هنتغنون »الإسلامية الآفلة والطامِعَة -كما يقول- للاستنهاض والتجدد الذي تبلور في
. كتابه المشئوم الموسوم صراع الحضارات الذي صور عام 1996
وهكذا تزامنت الطروحات الإرهابية ضد الأمة العربية والأمة الإسلامية ومنهاأو ما يسمى الهلال الأخضر، خطر «؟ أي خطر أخضر هذا » « ليون هادار » طروحات
الذي أصدر كتابه 1995 م « بنيامين باربر » الحضارة الإسلامية. والذي اتفق تماماً مع
لقد كان المعبر الدقيق عن النظرة التشاؤمية « الجهاد ضد السوق الكونية » والمعنونالمغرضة لطبيعة العلاقة التاوية بين الحضارات والديانات والثقافات.
تقديم
12
إن طروحات قوى الشر في العالم ضد الأمتين العربية والإسلامية ليس جديداً
علينا فهو يمتلك الجذور والبذور لهذا الإنبات القاتل فهو يمتد بجذوره إلىمؤسسات الاستشراق الأولى التي مهدت قديماً للقوى الاستعمارية للاستيلاء على
العالمين العربي والإسلامي فهي التي تفانت بكل الوسائل والأساليب إلى تقديمالمبررات الفكرية والعقدية لقوى الاحتلال والاستعباد للسيطرة على العالم ….
وامتداداً مع هذه التوجهات وتواصلاً مع مشاريع الاحتلال والسيطرة راحتهدية على طبق من « بلفور » فلسطين العربية ضحية الوعد المشئوم الذي قدمه
ذهب إلى الصهيونية العالمية وها هي تواصل حرق الشعوب العربية والإسلاميةواجتثاث الحجر والبشر بل اجتثاث مؤسسات العلم والعلماء وتدمير كل معلم
حضاري فدمرت مراكز البحوث والمكتبات العامة ومنها الوطنية مالكة الوثائقالأساسية للعراق المغتصب وتدمير المجمع العلمي وبيت الحكمة وحرق
المختبرات العلمية.
إن احتلال العراق عام 2003 شاهد حي على سيطرة الخبرات الأجنبيةالصهيونية والشعوبية على مؤسسات العلم والتعليم بعد أن قتلوا مئات من
العلماء والأكاديميين والخبرات المهنية في الطب والهندسة وهجّروا مئات الألوفمن علماء وخبراء وأداء ومفكري وفناني العراق حتى أصحبت الساحة العلميةكم » والفكرية والثقافية تستوعب برامج الاحتلال وأعوانه العملاء من تحديد
التعليم وفرض المناهج الدراسية التي ينبغي أن تطبّق في مؤسسات التعليم « ونوعتقديم
13
والتي تؤكد القبول بالواقع الجديد مركزة على العنصرية والطائفية والتجزيئية وقدأشاعوا التعليم الخاص بعد أن كان التعليم إلزامياً ومجاناً لجميع مستويات التعليم
ولكل العرب والمسلمين.تكاد تفسد عقول الشباب وتمزق «USA» وباسم الحرية الجامعية المستوردة من
وجدانهم وتعطل ضمائرهم لتوقعهم في شباك الاغتراب والاستسلام للواقع
الجديد مستهدفين الهوية الوطنية القومية وأبعادهم عن عقيدتهم السمحاء وسنةرسول الله لهدم منظومة القيم الإسلامية الثابتة وأشاعت قيماً جديدة مستوردة من
مجتمعات قوى الاحتلال ومجتمعات الشعوبية والعنصرية.
ومنذ مسرحية أحداث 11 سبتمبر 2001 وقوى الشر في الولايات المتحدةوأعوانها من العملاء أعداء النهوض العربي أعداء الصحوة الإسلامية تعد العدّةلغزو مراكز التقدم العلمي والحضاري في عراق العروبة والإسلام واجتثاثمؤسسات العلم والمعرفة ومراكز الثقافة وسرقة كنوز حضاراتنا من الآثار
واستهدافهم الإنسان العربي المسلم وذلك من خلال تدمير المؤسسات العلميةوالتربوية وبخاصة المناهج الدراسية التي نجحت في بناء الإنسان العالمِ والمفكروالأديب والفنان التي نجحت في سد منابع الأمية وفتح الأبواب لكل منيواصل التعليم ممن فاتهم قطار التعليم، وفتح مؤسسات الموهوبين والمبدعين
وكذلك مؤسسات المعاقين.لقد كان النهوض العلمي والتربوي من أهم العوامل التي أثارت حفيظة قوى
تقديم
14
الشر بعد تمسكنا بالقضية الفلسطينية. وعودة سريعة لقراءة ما أنجزه النظام2003 م من ثورة علمية وتربوية منذ الأول من عام – التربوي في العراق 19681970 م والذي استضاف العلماء والمفكرين والتربويين من الخبراء العربوالأجانب وعقد ثلاث حلقات خرجت بموجهات لإعادة النظر بفلسفة النظام
التربوي ورسم معالم السياسة التربوية وتحديد مسارات الستراتيجية وصياغةفي بناء الإنسان. متجاوزة الخط الأحمر! « النوع والكم » الأهداف التربوية لتحقيق
فأصدرت الدولة القوانين الكفيلة بتحقيق كم ونوع التعليم … قوانين محولالأمية والتعليم المجاني والتعليم الإلزامي وفتح كل الأبواب لاستيعاب الكموتنشيط حركة التعليم باتجاه عمودي أفقي وتنشيط حركة المجمع العلمي وبيتالحكمة وفتح الأبواب للدراسات العليا داخل العراق وخارجه .
اعتبار » لقد تواصلت عقد المؤتمرات والندوات العلمية والتربوية منطلقة منفأوصت بضرورة تنمية الطاقة البشرية ومواصلة « هدفه » و « أداة التطوير » الإنسان
العناية بالاستثمار الإنساني والتطوير النوعي للإنسان، وأكدت ارتباط ذلكوجعلها جزءاً أساسياً من خطط « تطوير العلوم والتكنولوجيا » بضرورة تخطيط
.« التنمية القوميةورقة عمل قطاع » وتواصلت معها ثورة أخرى في عام 1981 وذلك بتقديم
لتطوير واقع النظام التربوي في العراق وتحديد اتجاهات « التربية والتعليم العالي1985 م. – ومعالم مسيرة التربية والتعليم العالي في القطر للسنوات الخمس 1981
تقديم
15
ضرورة تطوير » وقد حظيت المناهج باهتمام خاص في هذه الورقة فأكدتالمناهج والكتب الدراسية لمراحل التعليم وتنقيحها والعمل على تقويمها، وإعادة
النظر فيها كل خمس سنوات بصورة جذرية والاستمرار في تطوير الامتحانات
.«… والتقويموفي ضوء موجهات هذه الورقة فقد صيغ الهدف العام الشامل للنظام التربوي
في قطر العراق وهو:
تنشئة جيل واع مؤمن بالله وكتبه ورسله وملائكته واليوم الآخر وبخاتم »الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم. محب لوطنه، مؤمن بأمته العربية وبرسالتها وأهدافها في الوحدة
والحرية والاشتراكية، أخذ بالتفكير العلمي، متسلح بالعلم والخلق، معتمدالعمل، والتعلّم الذاتي، مالك لإرادة النضال قادر على مواجهة التحديات المتمثلة
بالإمبريالية والصهيونية والشعوبية، مستوعب لمعطيات التطور الحضاري متفتح .« على الفكر الإنساني في إطار الأصالة والمعاصرة
ومن الهدف العام انبثقت الأهداف التربوية العامة توزعت في اثني عشر مجالا هي:
– الهدف الإنساني – الهدف العلمي
– الهدف الديني (الإيماني) – هدف العمل
– الهدف الوطني – هدف القوّة والبناء
– الهدف القومي – هدف الأصالة والتجديد
– الهدف الديمقراطي – هدف الإنسانية
– الهدف الاشتراكي – التربية المستمرة
تقديم
16
في ضوء الأهداف التربوية العامة صيغت أهداف المراحل الدراسية لمراحلالتعليم. وقد صنفت الأهداف التربوية، وأهداف المراحل الدراسية إلى أهداف
خاصة بالمواد الدراسية المختلفة وجسدت بصورة أنماط سلوكية.ولأهمية المناهج الدراسية بوصفها عنصًرا أساساً في العملية التربوية ووسيلة
التربية ومحتواها لتحقيق أهدافها في النمو الشامل المتكامل للمتعلم وبناء سلوكهوتعديله وفقا لفلسفة المجتمع وأهدافه، كان لابد لأي نظام تربوي من أن يتبنى
منهجاً دراسياً يستطيع أن يعكس الفلسفة التي يؤمن بها المجتمع ويسعى إلى تحقيقها.ولكي تتم عملية بناء المناهج وتطويريها بشكل علمي سليم لابد أن ترتكز على
أسس علمية رصينة ومن خلال أدوات تتصف بالصدق والموضوعية، ويعدالتقويم الأداة المناسبة لتحقيق ذلك. إذ يهدف عادة إلى توفير المعلومات والبيانات
اللازمة، لاتخاذ القرارات المناسبة في عملية تطوير المناهج وتحسين جوانبها النوعية.ومن الجدير بالذكر أن عملية تقويم المناهج الدراسية في الأقطار العربية
وحسبَما وصلت إليه كثير من الدراسات التي استهدفت تقويم المناهج في تلكالأقطار. أن الصفة الرئيسية هي تقويم الكتاب المدرسي دون الجوانب والمجالات
الأخرى للمنهج، كما أنها تتم بأساليب محددة تعتمد عادة على إعداد استبيانات أو كتابة تقارير مما يؤكد الحاجة الملحة إلى تطوير هذه العملية –التقويم- وتحسينها
من جوانبها كافة سواء؛ تتعلق بمفهومها أو في طرائق إجرائها وتحسينها أو في « نماذج التقويم » الأساليب المعتمدة في تنفيذها. ويمكن أن يتم ذلك بالاعتماد على
تقديم
17 متكاملة الجوانب قادرة على تقويم المناهج بمفهومها الواسع ليعطي صورة واضحة متكاملة عن سير العملية التربوية بأبعادها المختلفة.
وفي عام 1995 وجهت القيادة بإعادة النظر في فلسفة النظام التربوي في العراق( 1) وقامت اللجنة المكلّفة بتوزيع أعمالها لدراسة المسيرة التربوية وتوصلت
إلى كتابة ورقة تضمنت مكونات فلسفة النظام التربوي للتعليم العالي والبحث
العلمي ولمكونات فلسفة النظام التربوي لوزارة التربية وصياغة الهدف التربوي
العام الذي انبثقت منه الأهداف التربوية العامة لكل مستويات المراحل الدراسية
للتعليم العام والتعليم الجامعي ثم أهداف المواد الدراسية ومفرداتها ورسم
2003 م له – 1) وللاطلاع أود أن أوضح مسألة في غاية الأهمية هي أن النظام التربوي في العراق 1968 )
وقفات جذرية في إعادة النظر في فلسفة النظام التربوي وسياسته واستراتيجية وأهدافه آخرها عام
1995 م والتي أقرت الورقة من قبل مؤتمر موسع ضمّ الأكاديميين المختصين والمعلمين والمدرسين
وأولياء الأمور وعدد من الخبراء وأعضاء اللجنة العليا لتطوير المناهج المتكونة من علماء ومفكرين وأدباء
وفنانين وأكاديميين مختصين.تشكلت اللجنة العليا المكلفة بإعادة النظر بفلسفة النظام التربوي في العراق
ممثلة ب. أ.د. عبد العزيز البسام، مستشار وزارة التربية سابقاً وعضو المجمع العلمي.
رئيس الدائرة التربوية في ديوان الرئاسة.
وزارة التربية: د. سليم الداهري وكيل وزير التربية (الأمين العام).
د. فهد سالم الشكره مدير عام العلاقات
د. عبد الزهرة باقر (خبير المناهج وزارة التربية)
وزارة التعليم العالي: د. شلال الجبوري/ مدير عام التخطيط المتابعة.
« جامعة بغداد » أ. د. موفق الحمداني
« جامعة بغداد » أ.د. علي الزبيدي
« جامعة بغداد » د. حسين الياسري
الوزن | 0,72 كيلوجرام |
---|---|
الأبعاد | 17 × 24 سنتيميتر |
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.