د.ا14,19 د.ا7,10

& Advanced Shipping

        موضوع الغزو الفرنجي (الحروب الصليبية) من عناية الباحثين ما لم ينله موضوع آخر، وشارك فيه باحثون من الشرق والغرب عبر كل العصور التي عقبت الغزو، واستمرت تفاعلاته حتى أيامنا هذه. وقد تزايدت العناية بدراسة هذه الظاهرة التاريخية أكثر بعد الغزو الصهيوني لفلسطين العربية، واغتصاب أرضها، وطرد سكانها، وقيام دولة إسرائيل ككيان يهدد بشكل دائم الأمة العربية والإسلامية، مستغلة الظروف التاريخية  التي تمر بها الأمة العربية، ممثلة بتشرذمها وانقسامها، وهزالها لدرجة أن هذه الكيانات تدخل في صراعات بينية أكثر من اهتمامها بالعدو الرئيسي المتربص بها، والذي يغذّي الفرقة بينها، ويوجه اهتمامها بعيداً عن أهدافه ومخططاته، لينفذ مشاريعة بأمن وسلام.

        هذه هي الحال التي كانت عليها البلدان العربية والإسلامية قبيل الغزو الفرنجي (الصليبي) حيث كانت بلاد الشام والعراق فسيفساء سياسية يتقاسمها حكام من آل سلجوق، يتقاتلون على السلطة، لا بل يصل ببعضهم الأمر إلى التآمر مع العدو الغازي ضد بعضهم بعضاً، دونما اعتبار لوازع الدين والوطن. كما كان الحال في مصر في ظل حكم أواخر الفاطميين لا يقل عن المشرق سوءاً. هذا الدرس التاريخي الصارخ لم يستفد منه عرب اليوم، لا بل يكررون مشاهده دونما حياء.

        في كل الأدوار التاريخية التي مرت بها الأمة وهي تعاني من العدوان نجد فئة من العلماء تحمل مشعل المقاومة بمختلف أشكالها. لم يعط الباحثون هذه الفئة حقها من البحث، مع أنها الفئة التي حرصت على بقاء جذوة المقاومة متّقدَة قديماً وحديثاً.

Guaranteed Safe Checkout

        موضوع الغزو الفرنجي (الحروب الصليبية) من عناية الباحثين ما لم ينله موضوع آخر، وشارك فيه باحثون من الشرق والغرب عبر كل العصور التي عقبت الغزو، واستمرت تفاعلاته حتى أيامنا هذه. وقد تزايدت العناية بدراسة هذه الظاهرة التاريخية أكثر بعد الغزو الصهيوني لفلسطين العربية، واغتصاب أرضها، وطرد سكانها، وقيام دولة إسرائيل ككيان يهدد بشكل دائم الأمة العربية والإسلامية، مستغلة الظروف التاريخية  التي تمر بها الأمة العربية، ممثلة بتشرذمها وانقسامها، وهزالها لدرجة أن هذه الكيانات تدخل في صراعات بينية أكثر من اهتمامها بالعدو الرئيسي المتربص بها، والذي يغذّي الفرقة بينها، ويوجه اهتمامها بعيداً عن أهدافه ومخططاته، لينفذ مشاريعة بأمن وسلام.

        هذه هي الحال التي كانت عليها البلدان العربية والإسلامية قبيل الغزو الفرنجي (الصليبي) حيث كانت بلاد الشام والعراق فسيفساء سياسية يتقاسمها حكام من آل سلجوق، يتقاتلون على السلطة، لا بل يصل ببعضهم الأمر إلى التآمر مع العدو الغازي ضد بعضهم بعضاً، دونما اعتبار لوازع الدين والوطن. كما كان الحال في مصر في ظل حكم أواخر الفاطميين لا يقل عن المشرق سوءاً. هذا الدرس التاريخي الصارخ لم يستفد منه عرب اليوم، لا بل يكررون مشاهده دونما حياء.

        في كل الأدوار التاريخية التي مرت بها الأمة وهي تعاني من العدوان نجد فئة من العلماء تحمل مشعل المقاومة بمختلف أشكالها. لم يعط الباحثون هذه الفئة حقها من البحث، مع أنها الفئة التي حرصت على بقاء جذوة المقاومة متّقدَة قديماً وحديثاً.

        فقد حوّل هؤلاء العلماء المساجد ودور العلم إلى مراكز تحريض على الجهاد، مستخدمين في ذلك ما أوتوا من علم، مبينين فضل المجاهدين على القاعدين، ومذكرين بفضائل الجهاد عند الله، ومحذرين المتخاذلين من عقابه سبحانه وتعالى.

        فمن منا لا يتذكر دور آل قدامة (المقادسة)، وآل أسرة شيخ الشيوخ، والفقيه الدمشقي أبا الحسن السلمي، والقاضي ابن شداد، والعماد الأصفهاني، وأبا الفضل ابن الخشاب، وعبد الوهاب الشيرازي، وعشرات غيرهم، الذين نهضوا بدورهم في توعية الأمة، وقيادة مشروع النهوض العربي الإسلامي الذي انتهى بتحرير ديار الإسلام من الغزو الفرنجي (الصليبي)، وعلى رأسها بيت المقدس، ومن منا لا يتذكر قول البطل صلاح الدين الأيوبي عقب حطين: “إنما انتصرنا بقلم القاضي الفاضل”، ومن منا لا يتذكر دور علماء مصر، وفي طليعتهم العز بن عبد السلام في تحريض الأمة على مقاومة الغزاة، وطردهم خارج بلاد الإسلام.

        ويسرني أن أقدّم للقارئ الكريم هذا الكتاب الهام عن “دور العلماء المسلمين في مقاومة الغزو الفرنجي (الصليبي) للمشرق الإسلامي 490-648هـ/ 1097-1250م) للباحث الدكتور لؤي البواعنة، والذي كان لي شرف الإشراف على هذه الدراسة التي خولت صاحبها الحصول على درجة الدكتوراه في التاريخ الإسلامي، وقد أبهجني خبر موافقة وزارة الثقافة على نشر هذه الدراسة، فهي دراسة جادة نالت الثناء العطر من الأساتذة المحكمين لها، وفي مقدمتهم الأستاذ الدكتور عبدالعزيز الدوري. وتفتح بموضوعها باباً جديداً وهاماً للدارس في خضم الدراسات الهائلة للحروب الصليبية، أسبابها، ومجرياتها، وعوامل فشلها، ففيما ينكب علماء إسرائيل وأنصارهم على البحث عن عوامل فشل الغزو (الصليبي) لتفادي هذه العوامل، واستمرار احتلالهم لفلسطين، ينكب علماء العرب والمسلمين الجادين على البحث عن عوامل الضعف في الكيان الفرنجي (الصليبي)، للاستفادة منها في مقاومة هذا الكيان السرطاني (إسرائيل)، وإزالته من جسم الأمة العربية.

        لقد بدأ البواعنة هذا المشروع من إحدى جوانبه الهامة، ونأمل أن يستمر في ذلك، كما نأمل أن يحذو طلبتنا وباحثونا حذوه في التصدي لمثل هذه الموضوعات التي تشغل الإنسان العربي والمسلم، لا بل وكل الإنسانية؛ لما تمثله من تهديد للأمن والسلام في العالم، علاوة على تهديده للأمة العربية والإسلامية. إننا ندعو الله بالتوفيق لهذا الباحث الذي أبان عن إمكانيات بحثية تبشر بالخير.

الوزن 0,85 كيلوجرام
الأبعاد 17 × 24 سنتيميتر

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يقيم “دور العلماء المسلمين في مقاومة الغزو الفرنجي (الصليبي) للمشرق الاسلامي (490-648هـ-1097-1250م”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

سلة المشتريات
دور العلماء المسلمين في مقاومة الغزو الفرنجي (الصليبي) للمشرق الاسلامي (490-648هـ-1097-1250م
د.ا14,19 د.ا7,10
Scroll to Top