تعتبر الإدارة من أقدم الأنشطة الإنسانية، حيث بدأ الإنسان الأول بإدارة وتدبير أمور حياته بطريقة غير مقصودة ليضمن لحياته البقاء والاستقرار. فقد كان ينتهج طرقه الإدارية لتأمين المأكل والمشرب. فالإدارة نشاط يسبق ويرافق ويختتم أي نشاط إنساني منذ بداية وجود الإنسان على هذه الأرض وحتى الآن ولكن بدرجات متفاوتة. وتزداد الحاجة إلى هذا النشاط عندما يكون العمل جماعيا وذلك لتحديد فريق العمل وواجبات كل فرد فيه بحيث يتم التنسيق والترابط ما بين أفراد المجموعة الواحدة لتحقيق الهدف الأساسي والمطلوب الذي تمّ تشكيل هذا الفريق لأجله.

ومع تطور المجتمعات الإنسانية لم يعد تحقيق مبدأ الاكتفاء هو المطلوب فحسب، بل تعدّى ذلك إلى رغبة الإنسان في إشباع أكبر قدر من حاجاته المادية والمعنوية وتحقيق أعلى درجة من الرفاهية والسعادة.

أما بشأن تطور هذا النشاط، فيعود الفضل الأكبر إلى أنظمة الحكم والمؤسسات المختلفة التي حكمت المجتمعات الإنسانية، خاصة تلك التي كوّنت حضارات مميزة. فقد عمدت تلك الأنظمة إلى اعتماد نشاط الإدارة وتطويره بما يناسب أهدافها وحجم وطبيعة مجتمعاتها مما مكنها من بناء تلك الحضارات والمحافظة عليها لفترة طويلة.