الادارة نشاط متميز له علاقة مباشرة بمعظم جوانب حياة الإنسان وفي نفس الوقت هي وسيلة فعالة لتحقيق الأهداف المنشودة لأي مجال من مجالات حياة الإنسان فإن غابت الادارة عن حياة الإنسان حل محلها العشوائية والارتجال مما يهدد أي مجال بالفشل ، والاداره هي فن قيادة الأفراد بهدف إنجاز الأعمال وتحقيق الأهداف والفن هنا عبارة عن المهارات المكتسبة في تحقيق العلم بحيث يؤدي هذا التطبيق إلى أفضل النتائج وبالأسلوب الذي يرضي اهتمامات من هم موضوع التطبيق فالإنسان كائن مركب متعدد الجوانب والتعامل معه يحتاج إلى قدرات خاصة .و في هذا الصدد يقال أن كثير من علماء الاداره يرون أن الإداري الناجح هو مجموعة متكاملة من المهارات والقدرات والاستعدادات الشخصية التي لها القدرة على تشخيص وتصنيف وتوصيف المشكلات وفي نفس الوقت يمتلك القدرة على إيجاد الحلول المناسبة لكل مشكلة تصادفه وهؤلاء الأفراد موهوبون بطبيعتهم وقادرون على ممارسة الأعمال الاداريه مما يحقق مبادئ فنية الاداره
والادارة ليست فن فحسب بل علم حيث أنها تعتمد على الأسلوب العلمي والأبحاث العلمية في تحقيق الإنتاج بكفاءة كبيرة وتعتمد أيضاً في حل مشكلاتها وفي نفس الوقت على مبادئ علوم كثيرة وبصورة مباشرة وقد يذهب البعض إلى اعتبار الادارة مهنة في حد ذاتها . والادارة قادرة على الإنجاز وهي الطريقة الصحيحة للوصول إلي هدف والادارة الرشيدة وسيلة فعالة للنجاح والادارة ضد العشوائية وتحارب الارتجال وتندد به . ولنا أن نتصور أي جانب من جوانب الحياة إذا لم يحيطه ” التخطيط ، التنظيم ، التوجيه المتابعة والرقابه والتنسيق ” من خلال قدرات رشيدة واعية فلن يكتب له النجاح لأنه سوف يقتل في مهده وسوف يكون سلبيا ولا يمكن أن يحقق أهدافه . وتعرف الادارة بأنها عملية مستمرة ومتفاعلة تهدف إلى توجيه الجهود الفردية والجماعية نحو تحقيق أهداف مشتركة باستخدام الموارد المتاحة بأعلى درجة من الفاعلية و الكفاءة. ومن هذا التعريف نجد أن مصطلح الفعالية والكفاءة مرتبطان بالادارة, فكلما زادت الفاعلية والكفاءة كلما كانت هناك ادارة اعمال ناجحة .وتعرف الفاعلية بكل بساطة بالتالي : أداء الأعمال الصحيحة ((To DoRight Things لذلك لا بد لنا من معرفة الأعمال الصحيحة وتحديدها وتعريفها لنتمكن من أدائها . وتعرف الكفاءة بأنها : أداء الأعمال بطريقة صحيحة ( (To Do Things Right لذلك فان الفعالية والكفاءة هي : أداء الأعمال الصحيحة بطريقة صحيحة وترتبط الفعالية بالقيادة , وترتبط الكفاءة بالادارة. لذلك فان الفعالية تتحقق عندما يكون هناك رؤيا واضحة وأهداف محددة واستراتيجيات ومبادئ وقيم وتنمية وتطوير وغير ذلك من سمات القيادة . وتتحقق الكفاءة عندما يكون هناك تخطيط وتنظيم وادارة اعمال للوقت ورقابة ومتابعة . وعندما يكون هناك فعالية ولا يوجد كفاءة فان الرؤى والأهداف لا تجد من يحققها بصورة صحيحة , وفي حالة وجود كفاءة مع عدم وجود فعالية فان الأعمال تنجز ولكن بدون وضوح الأهداف . والكفاءة تعني القدرة على تحقيق الأهداف المحددة في زمن محدد مع مراعاة جودة المخرجات، وهو من مقاييس نجاح المؤسسات بكل انواعها واشكالها
إن السرعة التي يحصل بها التغيير جعلت ادارة اعمال في منظمات الاعمال تجد نفسها مجبرة على حسن التعامل مع المستقبل وإلا كان الفشل نهايتها ، فإذا كان الأمر اليوم فكيف سيكون غدا ؟ إن ما تتصف به الطبيعة المتغيرة للمستقبل مع عدم اليقين واللاتاكد والشك جعلت ادارة اعمال الشركات هي واحدة من ثلاثة أصناف : الادارة التي تصنع المستقبل ، والادارة التي تجد نفسها مجبرة على التأقلم مع ما يحصل حولها من متغيرات ، والادارة التي لا تعلم ولا تدري بالذي يحصل حولها . إن حال الشركات اليوم لم يحصل بصورة تلقائية وإنما جاء بفعل قوى إرادية تصنع التغيير وتوجه اليوم للمستقبل وهذا الفعل الواعي يجب أن يكون في الموضع الصحيح وإلا أصبح عبء على كاهل الشركات . وإن ذلك يؤكد على مفهومي الكفأة والفعالية فالأولى تعني المقدرة على الأداء بشكل صحيح والثانية تعني المقدرة على أداء ماهو صحيح . وان هذا يشير إلى أن التخطيط في الشركات ينصرف إلى تحديد الأهداف الصحيحة واختيار الوسائل المناسبة الصحيحة لتحقيقها . وعلينا أن نتأكد أن ما نؤديه هو ذلك الذي يجب أن نؤديه . فإذا كان المدير ضعيف فانه يعكف على حل مشاكل الأمس ، وأما المدير القوي فهو الذي يحل مشاكل اليوم ، ولكن المدير الأقوى هو من يركز على العمل لحل مشاكل الغد .ونحن لا نظن بوجود من يدعي الدراية بما سيحصل غدا ولكن بوسعنا التنبؤ للأمد القصير والقصير جدا بناء على معطيات وتخمينات لاتجاهات التغيير
ان هذا الكتاب المنهجي الحديث يستهدف الطلبة في المرحلة الجامعية ، والدارسين لمبادئ ادارة الاعمال في المعاهد والكليات والمراكز التدريبية ، وكذلك الممارسين للادارة والراغبين في معرفة أصول ادارة الاعمال وأساسياتها وعليه فقد جاء هذا الكتاب ليكون دليلاً عمليًا للمبتدئين، وذخيرة وخبرة للراغبين في تطوير معارفهم وخبراتهم الإدارية. ويتميز هذا الكتاب بسلاسة العرض وسهولة العبارة وإتباع الأساليب العلمية في تدرج الموضوعات وترابطها . كما ضمن الكتاب أحدث النظريات في الادارة، وعرضها بطريقة سهلة بعيدة عن التطويل والإسهاب والتوسع والإطناب . وقد قام بمراجعة الكتاب نخبة من المتخصصين والتربويين والاقتصاديين أصحاب المعرفة والخبرة والتجربة والدراية زاد عددهم عن عشرة أشخاص ، وتم تدريسه تجريبياً في المرحلة الجامعية للطلبة لمعرفة مناسبته لمستوياتهم الاستيعابية والإدراكية . فهو بلا شك مساهمة بارزة ومرجع أصيل في مجال العلوم الإدارية
لقد جاء هذا الكتاب بفصوله كخارطة طريق لادارة الاعمال ( الاسس والاصول العلمية ) ، هادفاً إلى توضيح الدور الهام والحيوي وتسليط الضوء على المفاهيم الأساسية والأطر الفكرية والوظائف الرئيسية لها في محاولة جادة لبناء هيكل متناسق متكامل يمكن الباحثين وأصحاب الاختصاص من الإلمام بمحتوى هذا الموضوع العلمي والفكري المعاصر لكونه المرتكز الأساسي لكفاءة وفعالية الأداء في شركات الأعمال كافة صغيرة أو كبيرة، وطنية أو عالمية، هادفة للربح أو غير هادفة له، وذلك تحقيقاً للنجاح والازدهار وضماناً للبقاء والاستمرار وبناءً للميزة التنافسية والسمعة والشهرة ووصولاً للقيادة والريادة في السوق. وتجسيداً لهذه الأهداف ولان هذا الكتاب لا يشكل وسيلة فحسب بل ابعد من ذلك بكثير جداً فهو منهج تطبيقي متكامل لمبادئ ادارةاعمال فقد جاءت هيكلية الكتاب مكونة من ثلاثة ابواب وخمسةعشرة فصل
- حيث تناول الفصل الأول مقدمة في ادارة الاعمال .
- بينما حمل الفصل الثاني موضوع المهارات الادارية في منظمات الاعمال .
- وناقش الفصل الثالث مراحل تطور الفكر الاداري.
وقد تم عرض وتوضيح وظائف المنظمة في الفصول التالية
- فقد طرح الفصل الرابع وظيفة التسويق والمبيعات .
- والفصل الخامس جاء بعنوان وظيفة الانتاج والعمليات.
- والفصل السادس ناقش وظيفة المالية والتمويل.
- وناقش الفصل السابع وظيفة الموارد البشرية .
- والفصل الثامن تناول وظيفة ( المواد ) الشراء والمخازن .
- والفصل التاسع تناول وظيفة العلاقات العامة والبحث والتطوير .
ثم تم توضيح وعرض وظائف العملية الادارية والتسويقية في منظمات الاعمال بالفصول التالية
- والفصل العاشر حمل عنوان عملية التخطيط .
- بينما طرح الفصل الحادي عشر وظيفة التنظيم .
- والفصل الثاني عشر ناقش وظيفة التنسيق .
- والفصل الثالث عشر وظيفة التوجيه.
- وناقش الفصل الرابع عشر عملية اتخاذ القرارت الادارية.
- والفصل الخامس عشر وظيفة الرقابة الادارية بمحوريها المتابعة والتقييم .
وأخيراً فأننا نقدم هذا الجهد العلمي المتواضع، آملين أن يسهم في رفد المكتبة العربية بأحد الكتب العلمية وفي تزويد الباحثين والدارسين وأصحاب المال وأرباب الأعمال بالمفاهيم والطرق والأساليب التي تدخل في إطار علم ادارة الاعمال وأن هذه الاسس والمبادئ والاصول العلمية يجب طرحها طرحا علمياً دقيقاً في ظل الأسواق المتغيرة والمنتجات المعروضة والمتطورة كما ونوعا والحاجات والرغبات التي لا حدود لها، والمنافسين واستراتيجياتهم التي تنادي بأن البقاء للأفضل من الشركات ولمن يقدم منتجات أفضل وذات جودة عالية وميزة تنافسية
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.