يتزامن إخراج وطباعة الطبعة الثالثة لكتاب الإعلام الفلسطيني في ظل تطور وتغير دراماتيكي نوعي في المشهد العربي على شتى المستويات، خاصة على الجانب السياسي الذي صاحبه تغطية إعلامية عاشها العالم لمدة تزيد على عام ونصف العام، في ظل أحداث ما يسمى بالربيع العربي، وما صاحبه من أحداث جسام، ما زالت أحداثها تتواتر وتتوارد ،مما أطاح بالعديد من رؤساء الأنظمة العربية، فمنها من هرب ومنها من قُتل، ومنها من سجن، ومنها ما زال يمارس تنكيلاً وقتلاً وفتكاً في شعبه، في مشاهد تقشعر لها الأبدان
في ظل هذا الوضع كان الإعلام بشتى أنواعه راصداً بالصوت والصورة والكلمة للأحداث، فكانت كاميرات المصورين وتعبيرات المراسلين تنقل المشهد في الحال والتو، مما أضغى على نظرية ” ما كلو هان” ” القرية الكونية” دلالات أقوى وأشد تأثيراً
لهذا فإن المؤلف ابتدأ مقدمته الثالثة بالربيع العربي وما واكبه من أحداث، خاصة بعد ما شاهدنا قطف تمار هذا الربيع، الذي تمثل بانتصار الديمقراطية المصرية والتي تمثلت بانتخاب أول رئيس لمصر في جو ديمقراطي لم تألفه الأمة العربية قاطبة. آملين من العلي القدير أن تكون نتائج هذه الأحداث العربية تعود بالخير على الأمة جميعاً، خاصة على القضية الفلسطينية التي تاهت وسط زحام الهم العربي، آملين أن يجتمع الشمل الفلسطيني، وأن يتغلب الفرقاء الفلسطينيون على الصعاب، وأن يتحلى كل منهما بسعه الصدر، وصفاء القلوب، فما أحوجنا أن نتصالح مع شعوبنا، وتتوحد كلمتنا. لهذا فالمطلوب من إعلامنا الفلسطيني أن يتواكب مع هذه الأحداث، ولا يقحم نفسه في الانحياز لطرفي الخلاف الفلسطيني، وأن يمتنع في زج نفسه في هذا الصراع، ولنسمو فوق الجراح، بعيداً عن مصطلحات القدح والشتم، داعياً إلى الوحدة والتوحد وجمع الشمل، وأن يساهم إعلامنا الفلسطيني في وحدة الصف الفلسطيني، كي نواجه ما يحدث حولنا بالوحدة لا التفرق، فما أحوجنا في ظل المشهد العربي إلى هذه الساعة
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.