عايشتُ أحداثَها، صارتْ واقعي، على الرُّغم من خيالها. جعلْتُ من أمل رفيقتي، وسيطرَ الحُزنُ على تفكيري بندى، أشفقتُ على مُراد، وكان مالك أحدَ أبطالِ أحلامي
وضعتُ كلَّ ما أثقلَ كاهلي، بين حروفِها، وفي كلماتِها، نثرْتُ سعادتي على غلافها، وفي حواشيها. كرَّسْتُ مشاعري بين سُطورِها، فاضتْ بها عاطفتي. أجهشتُ بالبكاء عندَ تعثُّر قلمي؛ فراضتني وخطَّتْ أحداثها بنفسها. أحببتُها وكأنَّها أنا، أحببْتُها جمادًا ينبضُ قلبُها. أحببتُها وهي تُشعلُ نارَها بين حروفي، وعشقْتُها عندما تنطفئ. عنّفتُها عندما أبتْ الخنوعَ تحتَ أفكاري، حرقْتُها بدموعي، حين مانعت حروفي سردَ نفسِها وفقًا لمخطَّطاتي. سمعتُ مناجاة ندى تطلبُ السّلام، ارتطمتُ بجدارٍ وضعَهُ مالك في طريقي، تمسّكًا بكبريائه، ركلتني صفحاتُها، وصنعتْ أبطالَها بنفسها. خضعْتُ لأبطالِها، وسرتُ في طريقهم لا بطريقي، سالَ الحبرُ من قلمي قسرًا. لكنَّها،على الرّغم من ذلك كلّه، كانتْ ملجئي، كانتْ عالمي عندما تُداهمني الوحدة. أغوصُ في بحرِها، هاربةً من أرضي، وأحلقُّ بينَ كلماتِها؛ لأعثرَ على نفسي.
كُتبتْ روايتي هذه بكلّ ما أوتيتُ من حبٍّ و شغفٍ، كَتبتْ نفسها، وصنعتْ حُروفَها بنفسها، صيغتْ كلماتُها كنوتاتٍ موسيقيَّةٍ ترنو أمامي، وتُقرعُ أجراسُها في أذني. كوّنتُ جملَها، وتراقصْتُ بين مبتدئها، حتى لهثْتُ عندما وصلتُ لخبرها. تمرَّدتْ حروفُها على قلمي، وانتفض كُرَّاسي تحت وقعِ أفكاري. لم أجد حبيبًا سوى قلمي، ولا يدًا تَربتُ عليّ سوى قرطاسي.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.