لعلّك في إحدى المرّات أحببتَ أحدًا، بطريقةٍ جعلتَ روحَك مصابةً بِه، وما إن قرر التّخلي عنك، لاقَت روحك حتفَها، ولربّما أيضًا، كنتَ تثقُ بشخصٍ ما حتّى سلمتّه كلّ ما فيك على طبقٍ من ذهب، وحينما خذلك، أصبحت روحك فارغة، كما لو أنّك صحراءُ خاوية قاحلة، حتى الرياح لا تزورها، وفي نهاية الأمر، جميعُنا نُقتل، نُباد، ونغتال وبالعديد من الطرق، لكن الموت ليس إحداها
دع خيباتك وحُزنك وخوفك خارج طيّات هذا الكتاب يا صديقي، ففيه من الأسى ما يكفي لأسرِ شغفِك، وإن كنت تريدُ حقًا التعمّق فيه، لا تقرأه حينما تكون وحيدًا، فتغتالك عتمتُه، اقرأه بين قهقهات أصدقائك، بين مشاجرات عائلتك، حتّى وإن كنتَ في حربٍ عظيمة، استمر بقراءته، لكن احذر من مسّه في الحين الذي تبحث فيه عن شيء يواسيك، فليس هذا الكتاب المنشود يا رفيقي، ستدرك ما أقوله حينما تنتهي منه