دينامية الجماعة وأشكال التفاعل لدى الأحداث الحانحبن داخل مؤسسات حماية الطفولة، من المواضيع التي شغلت العديد من الباحثين وذلك لما له من أهمية بالغة من خلال رصد واقع هذا الحدث الجانح داخل وسط قد يعتبر غريبا بالنسبة له، والذي له تأثير بالغ على نفسيته.

  إن تحديد الهدف من البحث هو أول خطوة أساسية يضعها الباحث السيكولوجي من أجل الكشف عن بعض المظاهر النفسية في بحثه. فالموضوع الذي أثارني بشدة، هو دينامية الجماعة بشكلها العام، وفي عمق هذه الدراسة تتواجد مجموعة من الإشكاليات التي يمكن أن تكون موضوع البحث العلمي مستقبلا. لذلك كان الهدف هو الوصول إلى حقائق تقريبية ربما تساعد في إعطاء بعض الحلول لمواجهة الصعوبات التي تواجهها مختلف المؤسسات التربوية العاملة على إدماج الأحداث الجانحين وخصوصا الأحداث الذين يشتغلون داخل ورشات العمل أو بالأحرى يشكلون جماعة العمل داخل المركز. بالإضافة إلى محاولة الكشف عن مختلف التفاعلات  النفسية الاجتماعية الني تحدث داخل هذا الورش في محاولة للكشف عن أشكال الاختيار والرفض التي تحدث بين أعضاء الجماعة، وللكشف أيضا عن أشكال هذه العلاقات سيتم استعمال المقياس السوسيومتري الذي ادخله جاكوب مورينو إلى مجال علم النفس الاجتماعي، فالباحث سيحاول استخدام هذا المقياس داخل حقل سيكوسوسيولوجية الجنوح للكشف عن الدينامية التي تحدث بين أعضاء جماعة العمل بصفة خاصة، وبين أعضاء المؤسسة ككل بصفة عامة من خلال رصد أشكال التفاعل وطبيعة العلاقات التي تجمع بين الأحداث والمربين والمرشدين المهنيين الذين يتواجدون داخل المركز، مع كشف للوضعية التي تمر منها فئة الأحداث  آخذين بعين الاعتبار المدة التي ستقضيها هذه الأخيرة داخل هذه المؤسسات.

كما يهدف البحث أيضا إلى وضع تصور جديد قصد تطوير المناهج المطبقة من أجل خلق تكيف نفسي اجتماعي لتلك الفئة بموازاة مع جماعة أقرانهم، فالمسرح مثلا كنشاط تربوي تثقيفي يعتبر احد المكونات الأساسية في كشف نوع الاضطرابات النفسية التي يشعر بها هؤلاء الأحداث، ففي بعض الأحيان يتقمص الفرد أصعب الشخصيات على خشبة مسرح الحياة، ويؤدي الدور بكامل المهارة والإتقان، بحيث  يقف وقفة الممثل الماهر، وذلك بتحدثه بنبرة صوت عالية وواضحة. لهذا السبب فعلى المربي المتمكن من تقنية السيكودراما أو السوسيودراما أن ينظر من خلال المسرح على أنه نوع من تفريغ نوع من المعاناة أو ربما نوع من التطلعات التي يطمح من خلالها هؤلاء الأفراد.

لكن لا ننسى أن نذكر بأن الهدف الأساسي من البحث هو تلك التجربة الأولى التي يدخل غمارها الطالب الباحث المتطلع لأفق البحث العلمي مستقبلا.