يسعدني أن أقدم للقارئ العربي والأقسام المتخصصة بشأن الذكاء وتفرعاته هذا المؤلف الذي في الحقيقة لم يكن الأول في موضوعه، ولن يكون الأخير بإذن الله – فهذا الميدان له من السعة التي تستدعي التبحر فيه وإرساء أسسه ومنطلقاته على ركائز متينة، ولأنه من أكثر الجوانب أهمية وتأثيرًا في حياة الأفراد والمجتمعات، وهو يعد أيضًا من أكثر الموضوعات تعقيدًا وعمقًا
لقد حرصت في هذا النتاج العلمي مراجعة شاملة لكثير من المصادر والأبحاث والكتابات التي تناولت وجوه متعددة ومتنوعة، واعتقد أن هذا النتاج قد ضم بين صفحاته أغلب – أن لم يقل جميعها – الجوانب التي يقوم عليها هذا الذكاء
لقد وجدت ان الذكاء العاطفي، والذي يطلق عليه بعض الباحثين الذكاء الانفعالي أو الذكاء الوجداني قد طغت في السنوات الأخيرة على اهتمام الكثير من المختصين في العلوم النفسية والاجتماعية، وكذلك العيادات النفسية، كما جذب انتباه المؤسسات العسكرية, عند اختيار الافراد للاشغال بعض المواد العسكرية
يسرني كما لفت انتباه الاداريين ورجال الاعمال بعد أن لمسوا بأنفسهم نجاح خططهم ومشاريعهم
وهذا من شأن إكساب مؤسساتها السمعة الحسنة بين أوساط المتعاملين معها، وهذا مما يسهل بالنهاية بدرجة كبيرة في نجاحها وتفوقها وزيادة ارباحها