يأتي هذا البحث في معظم فصوله ومادته من متطلبات درجة حصولنا على الدكتوراه في عام 2003، ثم أصفنا إليه بعد عام ونصف العام العديد من البحوث والدراسات التي ارتأيناه لازمة لسد بعض الثغرات، إضافة إلى المزيد من المعلومات والأنماط والأمثلة الإعلامية الحديثة كي تثرى العمل الإعلامي، ونعطيه حقه من التوضيح والاستفادة لكل المشتغلين في الوسائل الإعلامية المختلفة.
ورغم أن الكتابة كلمة بسيطة في الظاهر، إلا أن مضامينها ودلالاتها واسعة وممتدة، فلولاها لما انتشر علم، ولا امتدت ثقافة، ولبقيت المعرفة بجميع فروعها حبيسة الجدران ومتقوقعة في الشرانق؛ وبدونها ما كانت هناك صحافة، ولا كتب ولا مجلدات ولا مطبوعات، ولما عرفتا عيون الأخبار ولا دواوين الأشعار. لهذا نستطيع القول أن اللغة ليست وعاء الفكر أو أداة التواصل فحسب؛ بل هي التي تشكل رؤيتنا وسلوكنا، وعليه يتوقف أداؤنا الاجتماعي الشامل. وبناء على ذلك فإن لغة الكتابة الإعلامية والصحفية في العصر الحديث، عكست الواقع الاجتماعي والحضاري واللغوي للمجتمع بكل صوره؛ بل أنها مرآة بينت تطور أساليب الكتابة العربية، وعكست صورة صادقة لحركة التطور الاجتماعي: الأدبي واللغوي.
فقد شهدت السنوات الأخيرة من القرن الماضي وبداية هذا القرن، ظهور أنماط جديدة من أساليب الكتابة وتحرير والأخبار. في ظل ذلك ظهر بين كتاب الصحافة والإعلام بشتى صوره جيل جديد من الكتاب والمحررين والمراسلين تأثروا بتلك الاتجاهات الحديثة في الصحافة وأسلوب كتابة الأخبار والفنون الإعلامية الأخرى، وما طرحته الإذاعات الفضائية وتكنولوجيا الاتصال من أساليب قلبت موازين الكتابة و التحرير رأساً على عقب
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.