ينقل فيصل دراج عن الباحث والأستاذي الجامعي الفرنسي (برونو كليمان) في كتابه (حكاية المنهج): (أنّ النقد الأدبي شكلٌ من أشكال البحث الفكري، بل إنه بحثٌ ذاتي يقرأُ فيه الباحثُ أفكارَهُ وهو يقرأ أفكار غيره). وقال: (أخذ كليمان بتعبير المنهج واعتبره تجربةً ذاتية. إذْ لكل باحث في النقد الأدبي منهجٌ يتضَّمن حكاية. وإذْ لكل حكايةٍ يُسائلها منهجٌ خاص بها، وليس المقصود بوحدة المنهج والحكاية تسخيف البحث، بل الدفاع عن أصالتهِ. أيْ الدفاع عن الفردية النقدية المُبدعة، التي تعرف مناهج الآخرين وتعترف بها. وتسعى إلى تخليق تجربتها، أيْ منهجها الذاتي مؤكدة حقيقية أساسية: الناقد المُبدع هو الذي يصل على طريقته الخاصة، إلى ما وصل إليه كبار النقاد، مُضيفاً بُعْداً جديداً لم يلتفتوا إليه). (مُؤكّداً أنّ في كلِّ منهج عِدّةُ مناهج، وأن المناهج المُتعددة لا تفضي إلى منهج نهائي، لأنّ لكل مُبدعٍ رؤية خاصة به). (وُمؤكّداً أيضاً، أنّ المنهج النقدي لا يتّضح إلا بتطبيقه كما لو كان في التطبيق منهجٌ آخر، يُصحِّحُ المنهجَ الأول ويمنحه إضاءةً ضرورية«([1]).
([1]) عن مقال: (الحكاية والمنهج في النقد الأدبي) – الملحق الثقافي بجريدة (الدستور) – الجمعة 7 تموز 2006/ (ص5).
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.