يمثل الأطفال ذوو الاحتياجات الخاصة بعامة وذوو الصعوبات التعلمية بخاصة، شريحة من المجتمع تؤثر فيه وتتأثر به، ويؤدي عدم الاهتمام بتقديم خدمات خاصة نوعية لهذه الفئة إلى كثير من العقبات التي تؤثر على تفاعلهم مع مجتمعهم؛ لذلك فمن الضروري الاهتمام بهم والعمل على رعايتهم والأخذ بأيديهم، لكي يعيشوا حياة كريمة؛ مثلهم في ذلك مثل الأسوياء
فمستقبل أي أمة يتحدد وبشكل كبير بالظروف التربوية والاجتماعية التي يتعرض لها أفراد الجيل الجديد من أبنائها، ويقاس مدى تقدم الأمم بمستوى الخدمات التي تقدمها للجيل الناشئ، لذلك تحرص أي أمة على أن ينشأ أي طفل وهو سليم جسمياً وعقلياً وانفعالياً واجتماعياً، ومع كل العناية والرعاية التي قد يوفرها المجتمع لأطفاله إلا أنه يوجد في كل مجتمع مجموعة من الأشخاص المختلفين في خصائصهم العقلية والحركية والنفسية وهم من يطلق عليهم ذوو الاحتياجات الخاصة
وينظر إلى الأشخاص (ذوي الاحتياجات الخاصة) على أنهم الذين ينحرفون انحرافا ملحوظاً عن الأشخاص العاديين (الأسوياء) سواء كان هذا الانحراف في الخصائص الجسمية أو العقلية أو الانفعالية أو الاجتماعية، مما يستدعي تقديم خدمات خاصة وبرامج ذات طابع خاص، تختلف عما يقدم للأشخاص الذين لا يعانون من هذه الانحرافات وذلك ليتاح لهؤلاء أن ينمو نمواً سليماً وفقاً لإمكاناتهم وقدراتهم
ويعد مصطلح صعوبات التعلم من المصطلحات الحديثة في التربية الخاصة إذ ظهر لأول مرة على لسان كيرك (Kirk) في مؤتمر تربوي أمريكي عقد في عام 1963 للبحث في مشكلة الأطفال الذين يعجزون عن التعلم بمستوى أقرانهم بالرغم من أنهم ذوو قدرات حسية وبصرية وسمعية ولمسية جيدة، وذوو نسب ذكائية عادية, وبما أن الإنسان هو جوهر الثروات الوطنية في المجتمعات وبناؤه الصحيح هو البناء الصحيح لكل كيان اجتماعي، لذلك يجب بناء الخامات، وهم التلاميذ، بناء صحيحاً وسليماً ليكون التقدم الحضاري للمجتمع مضموناً وبشكل تقني سليم
ونجد في كل مجتمع نسبة عالية تقارب (95%) هي الحالات المتوسطة في كل شيء وهناك فئة قليلة عالية الذكاء ونسبة قليلة ضعيفة الذكاء وكلاهما بحاجة إلى رعاية خاصة وموضوعنا هو النسبة الضعيفة. وهم الذين نسميهم ذوي الاحتياجات الخاصة والذين هم بحاجة لتطوير قدراتهم وذلك من خلال التشخيص الدقيق لكل حالة ذات احتياج خاص بها
والأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة هم الأطفال الذين ينحرفون عن مستوى الخصائص الجسمية أو العقلية أو الانفعالية أو الاجتماعية عن أقرانهم في مثل سنهم لذلك يحتاجون إلى خدمات تربوية خاصة لنصل بهم إلى أفضل درجة تصل إليها قدراتهم
ووجد التربويون أن دمج هؤلاء الأطفال ضمن مجتمعهم هو السياسة الأفضل لتطوير قدراتهم, خاصة في عصر الثورة التقنية الحديثة والتي تهيئ للطفل التأهيل الصحيح من خلال خطط علمية اقتصادية صحيحة
ومن أبسط حقوق هؤلاء الأطفال أن يتلقوا الرعاية اللازمة ليعيشوا ضمن مبدأ المساواة مع جميع أفراد مجتمعهم وأن تكون العناية بهم جزء من خطة التنمية الشاملة في أي مجتمع. وفي عام 1975 صادقت منظمة الأمم المتحدة على إعلان حق الطفل المحروم جسدياً أو ذهنياً أو اجتماعياً في العلاج والتربية والعناية الخاصة التي تتطلبها حالته
والمدرسة هي أهم المؤسسات الاجتماعية بعد الأسرة التي يقع على عاتقها إعداد جيل المستقبل لكل مجتمع ورعايته وتأهيله ليصبح فرداً نافعاً لنفسه ومجتمعه من خلال تحقيق احتياجاته وتنمية قدراته
وتتمثل بتقديم المعارف والنشاطات والمهارات التي يحتاجها وفقاً لقدرته ويجب تهيئة الظروف التعليمية في المدارس وداخل قاعات الدراسية لجعل عملية التعليم مرغوبة ومناسبة لجميع الأفراد مع وجود فروق فردية بينهم
وأخيرا ومن منطلق أن التعليم حق إنساني للجميع وأن هذا الحق كفلته جميع الديانات والأعراف والتقاليد والقوانين المحلية والدولية فإنه يجب على الجميع أفرادا وجماعات,مؤسسات ودول أن نساهم في التغلب على العوائق الموجودة أمام ممارسة هذه الفئة المحددة من الأطفال حقها في التعليم والمعرفة
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.