ربما لا توجد خدمة تقدمها الحكومات لشعوبها أفضل من خدمة التعليم. هذه الخدمة التي تتمثل ببناء المدارس والمعاهد والجامعات وإعداد المدرسين والأساتذة الجامعيين، وتزويد مؤسسات التعليم باحتياجاتها من الأجهزة ووسائل التعلم، هي التي تشكل القوة الأساسية لبناء المجتمعات بصورة صحيحة وتشكّل تكيفها لمتطلبات العصر. فالمتعلم “بصورة جيدة” يمكن أن يكون عسكرياً ناجحاً يدافع عن الوطن، ويمكن أن يكون طبيباً يسعى للحفاظ على صحة المواطن. ليس هذا فحسب، بل إن المتعلم “الجيد” لديه دوماً الشجاعة بأن لا يخشى أن يبدي رأياً مختلفاً أو أن يَظهر بصورة مختلفة سواءً أكان ذلك في الملبس أو في العادات والتقاليد، لكنه يحترم الآخرينهذا الكتاب، يخوض المؤلف في موضوع واسع،يكثر المتحدثون فيه وتتشعب الآراء إلى فيدرجة التضارب ويتفهم الثقافات الأخرى المختلفة.التام. 1 بعض الخائضين في هذا الحقل لم يمارسوا يوماً التعليم الجامعي، بل إن بعضهم لا يحمل درجة جامعية،
إما لأن أبناءهم يدرسون في Stakeholders لكن الأمر يعنيهم جميعاً إذ أنهم شركاء في التعليم العاليالجامعات أو لأنهم كأرباب عمل يعتمدون على خريجي الجامعات في مساعدتهم في ورشهم وأماكن أعمالهم.الشركاء في التعليم العالي لا يقتصرون على هاتين الفئتين، فالطلبة أنفسهم لديهم رؤيتهم الخاصة في قاعاتالتدريس وساحات الجامعة ومرافقها ولديهم تحفظاتهم على بعض المدرسين وعلى القرارات التي تتخذها إدارةالجامعة عند تطبيقها أنظمة الجامعة بحق الطلبة المتأخرين دراسياً أو الذين يبدون سلوكاً غير مقبول. كما أنالمشرعين والبرلمانيين يغازلون الناخبين على حساب الجامعات في كل أمر، فهم يرون أن الرسوم مرتفعة،وأن طرق القبول غير عادلة، وأن مواقف السيارات غير كافية أحياناً. والأمر نفسه يمارسه السياسيون من غيرالبرلمانيين، فهم يمارسون ضغوطاً كثيرةً على رئيس الجامعة لتعيين العمداء والإدارات المختلفة ولترقيةالأساتذة والإداريين وللتجاوز عن أخطاء الطلبة والعاملين. أما الإعلاميون، فهم لا يرغبون في نقل أخبارالجامعة الإيجابية أن لم تلبى رغباتهم، بل ويتصيدون أخطاء إدارة الجامعة ويضخمونها، حتى وإن لم تكنكذلك، إذ أنهم يتحدثون عن راتب رئيس الجامعة الضخم ورواتب معاونيه، وعن سفر الرئيس المتكرر، كماويتحدثون عن الكوادر الإدارية الكبيرة التي تستنزف موارد الجامعة دون مبرر. هذا الأمر ليس مقصوراً علىالأردن أو على بلدٍ بعينه، بل إنه سمة العصر في كل بلد، ففي الولايات المتحدة تنادى عدد من رؤساء الجامعات
عام 2000 نتيجة لتدخل الشركاء في قراراتهم المتعلقة بالجامعات ووجدوا أن الجامعات تواجه محنةً، وعليهاإما أن تكيف قراراتها لمتطلبات المرحلة أو أنها سيعفو عليها الزمن وتستبدل بشكل آخر من أشكال التعليم
العالي.وقد دفعتني كتابة هذا الكتاب إلى الخوض في جوانب متعددة في التعليم العالي بعضها لدي قصور كبير فيالإلمام بجوانبه المختلفة، بل لم يكن لدي خبرة مباشرة فيه، الأمر الذي حفزني للقيام بكثير من البحث في تلك
الحقول للوقوف على الصورة الشمولية لها. لقد قمت بقراءة الكثير من الأعمال العظيمة التي كتبها قادة التعليمالعالي في الولايات المتحدة وفي بلدان أخرى، وإلى تتبع طرق صنع القرارات الهامة الخاصة بالتعليم العاليفي الصين أوفي اليابان أو في الولايات المتحدة، مثل مداولات لجنة سبيلنغز، وزيرة التعليم في الولاياتالمتحدة، وكيف أن معالجة أمر ما قد تؤدي أحياناً إلى انحراف الأمور إلى اتجاه خاطئ آخر مما يجعل القائمينعلى الأمر يلجأون إلى حلول متوازنة. فحتى قبل أن يضرب الركود الاقتصادي عام 2008 ظهرت دعواتتدعو الجامعات للاعتماد على الذات ولتسويق نفسها باستخدام التعليم عن بعد أو باستخدام المساقات الضخمةلاجتذاب أكبر عدد ممكن من الطلاب Massive, open, on line courses (MOOC’s ( المفتوحة على الخطو” لتمويل الجامعات “. لكنه بالمقابل ظهرت دعوات قوية للتركيز على التعليم وعدم النظر إلى الجامعة علىأنها مؤسسة أعمال تسعى إلى جلب الربح والأموال. فهاهو أحد عمداء جامعة هارفارد هاري لويس يكتب كتاباً
4Excellence Without a Soul: How a Great عنوانه “ التميز دون روح: كيف تنسى جامعة عظيمة التعليمويقول في مقدمته: 2 تسمع } في الجامعة{ عن البرومايد أكثر مما تسمع “ University Forget Educationعن قوة الشخصية }للطالب{ والنزاهة واللطف والتعاون والرحمة وكيف يمكن أن تغادر العالم وقد أصبح مكاناًأفضل مما وجدته عليه. ويضيف مقترحاً الحل: يتطلب تغيير الاتجاه قيادة ترى الجامعة شيئاً أكثر من مجرد
مؤسسة أعمال، وشيئاً أكثر من مجرد خادم لمنطق التنافس الاقتصادي.وأشد ما لفت انتباهي أثناء قراءتي لهذه الكتب وغيها من المقالات والنشرات العلمية توافر الكم الهائل من
التفاصيل المتعلقة بكافة نواحي التعليم العالي في مختلف بلدان العالم المتقدم. فهذا كتاب عنوانه عامل عضولمؤلفيه مارتن فنكلستاين وفاليري كونلي وجاك شوستر، 3 وهم أساتذة ، The Faculty Factor الهيئة .التدريسية
في جامعات أمريكية مرموقة، يتناول شؤون أعضاء هيئة التدريس في الجامعات الأمريكية وما طرأ عليها منتطور، واتجاهات هذا التطور، ويدرج 100 جدول و 72 شكلاً في كتاب مؤلف من 556 صفحة. بالمقابل فإن
ما يتعلق بالتعليم العالي في البلدان العربية، ومنها الأردن، هو قليل بل ونادر. وإن وجد، فإنه شكلي وخالٍ منالروح ولا يتعدى جداول موجودة على موقع وزارة أو جامعة وتتضارب أحياناً بصورة كبيرة، وتكاد بسهولة
أن تكتشف أين ارتكبت الأخطاء فيها، كما أن المُدد الزمنية التي تغطيها هي قصيرة ومتقطعة وفي كل عامتتجدد الجداول بنمطٍ مختلف لا يسمح بإمكانية المقارنة واستنباط استنتاجات أو الوصول إلى توصيات، ربما
لأن الموظفين القائمين على هذه الإحصائيات هم ليسوا باحثين أكاديميين وإنما موظفون عامون كلفوا بهذهالمهمة ويريدون أن ينجزوها بأقل جهدٍ ممكن. لقد كان أصعب جزء في الكتاب الذي بين أيديكم الحصول علىالمعلومات المتعلقة بشؤون التعليم العالي في الأردن والبلدان العربية، وحتى عندما كنت ألجأ إلى الاتصال
الشخصي بالقائمين على بعض شؤون التعليم العالي كان يُنظر إلى الاتصال على أنه شكل من أشكال “ التجسس “على الجامعة أو المؤسسة وتجد إجابة مقتضبة تذهب بك بعيداً عن الهدف الذي تسعى إليه. فهل من المعقول
مثلاً أن عدد المحاضرين غير المتفرغين في الجامعات الأردنية الرسمية والخاصة هو 55 محاضراً فقط؟! إنهذا ما تقوله الإحصاءات الرسمية لموقع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، أما الجامعات فإنها لا تذكر هذا
الأمر على مواقعها الرسمية لأنهم ببساطة لا يعتبرون “ أعضاء هيئة تدريس “ . ولهذا فإن هذه دعوة إلىزملائنا في كليات العلوم التربوية وفي غيرها من الكليات من المهتمين بشؤون التعليم العالي أن يبادروا إلى
إجراء دراسات علمية رصينة حول كافة مناحي التعليم العالي وتوثيقها ونشرها على الملأ بلغات متعددة لكييتم استخدامها من قبل الباحثين الذين يقومون بدراسات شمولية حول واقع التعليم العالي في العالم.
أخيراً، فإنني أعرف أن هذا الكتاب هو محاولة متواضعة لوضع قضايا التعليم المعاصرة بصورة مبسطة وبلغةميسرة أمام أساتذة جامعاتنا وإدارييها وأمام القائمين على شؤون التعليم العالي دون إطناب أو مبالغة. كما أنني
أعرف أن كثيراً من القضايا التي عولجت لا تزال بعيدة عن الكمال وربما تكون معلوماتها ليست الأكثر حداثة.لهذا فإنني أضعه أمام الباحثين والنقاد ليقترحوا عليَّ ما يرونه مناسبا من حذف أو تعديل أو إضافة، فلن نتقدممالم نستمع إلى النقد ونتقبله.
البحوث التربوية
د.ا21,28 د.ا10,64
في هذا الكتاب، يخوض المؤلف في موضوع واسع، يكثر المتحدثون فيه وتتشعب الآراء إلى درجة التضارب التام. بعض الخائضين في هذا الحقل لم يمارسوا يوماً التعليم الجامعي، بل إن بعضهم لا يحمل درجة جامعية، إما لأن أبناءهم يدرسون في Stakeholders لكن الأمر يعنيهم جميعاً إذ أنهم شركاء في التعليم العالي الجامعات أو لأنهم كأرباب عمل يعتمدون على خريجي الجامعات في مساعدتهم في ورشهم وأماكن أعمالهم. الشركاء في التعليم العالي لا يقتصرون على هاتين الفئتين، فالطلبة أنفسهم لديهم رؤيتهم الخاصة في قاعات التدريس وساحات الجامعة ومرافقها ولديهم تحفظاتهم على بعض المدرسين وعلى القرارات التي تتخذها إدارة الجامعة عند تطبيقها أنظمة الجامعة بحق الطلبة المتأخرين دراسياً أو الذين يبدون سلوكاً غير مقبول
الوزن | 0,65 كيلوجرام |
---|---|
الأبعاد | 17 × 24 سنتيميتر |