يعد هذا الكتاب محاولة جدية نحو أجراء دراسة تحليلية وعميقة حول واقع العلاقات الإنسانية الديمقراطية في الحياة الجامعية ، وخاصة إن الأدبيات في هذا الموضوع تكاد تكون قليلة جدا . مما دفعنا نحو القيام بتأليف هذا الكتاب ، وخاصة أن الدراسات والأبحاث العربية التي عثرنا عليها وأجريناها في ديمقراطية التعليم أظهرت غياب واضح للممارسات الديمقراطية وشيوع التسلطية في المناخ الجامعي العربي ، فرغم الجهود والتطورات التي مضت بها الجامعات العربية إلا أن التفاعلات والعلاقات الإنسانية كانت غائبة ، ومن ثم إن لهذا الغياب أثر كبير وواضح في كفاءة المنتج الجامعي وقلة خبرته وتدني إمكانياته. ولذلك يشكي السوق العربي من قلة الخبرة في أيديه العاملة ، والكفاءات الأكاديمية ، ويلجأ إلى الخبرات الأجنبية التي تقدمت بشكل كبير وواسع .
يتضمن هذا الكتاب سبعة فصول ، تناول الفصل الأول التعريف بالتعليم الجامعي وبدايات جذوره الأكاديمية في الوطن العربي ، وأهداف التعليم في بعض الدول العربية فضلا عن دوره في المجتمع وشروطه والصعوبات التي تواجهه . أما في الفصل الثاني فقد أنقسم على ثمانية مباحث مهمة حول ديمقراطية التعليم ، وتناولنا فيه السلوك الديمقراطي في العملية التعليمة ، والتعريف بالمعلم الديمقراطي ، وطرائق التدريس الديمقراطية ، والمناهج الديمقراطية ، فضلا عن الإدارة الجامعية الديمقراطية وضرورة المجالس والنقابات الطلابية . وكذلك تطرقنا في الفصل الثاني إلى النظريات التي عالجت وفسرت ديمقراطية التعليم الجامعي ، وهذه تكاد تكون نادرة في الكتب العربية ، كما قام المؤلف بعرض الدراسات السابقة حول موضوع الكتاب ، والقيام باستنتاجات مسبقة وخطيرة حول واقع التعليم في الجامعات العربية . وقد عالجنا في الفصل الثالث من الكتاب موضوع التسلط الأكاديمي في الجامعات العربية من حيث تعريفها ومظاهرها وأثارها على الطالب والمنتج الجامعي . في حين تناول الفصل الرابع موضوع ذو صلة كبيرة بشيوع التسلط الأكاديمي وهو الأزمات الجامعية ، وقد استعرضنا في هذا الفصل مفهوم الأزمة ومراحلها ، وأنواعها ، والنظريات التي فسرتها . في حين تعمد المؤلف في الفصل الخامس أن يطرح موضوع يعالج من خلاله مشكلات التسلط وتدني المنتج التعليمي في الجامعات العربية إلا وهو جودة التعليم الجامعي ، فمن خلال الجودة والالتزام بمعاييرها يمكن أن نطور من تعليمنا وكفاءتنا الإدارية والتعليمية وبالتالي تطوير طالبنا الجامعي كي يضاهي المنتج الغربي في السوق العالمية . أما في الفصل السادس والسابع من الكتاب فقد تضمنا دراستين مهمتين حول واقع التعليم الجامعي ومدى شيوع ثقافة الديمقراطية التربوية والتعليمية في المؤسسات العراقية . وأخيرا يقدم المؤلف شكره الجزيل للدكتور فارس كمال عمر نظمي لنصائحه المفيدة في تأليف هذا الكتاب ، راجي من الله سبحانه وتعالى له حسن التوفيق ودوام الصحة .
المؤلف
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.