يأتي كتابي هذا من بين العديد من الكتب التي صدرت لي في مجال التربية الخاصة وعلم النفس من أجل تزويد المكتبة العربية بمصادر متعددة في مجال التربية الخاصة والعلوم الإنسانية بشكلٍ عام، ولتلبية احتياجات أبناءنا الطلبة الدارسين للتربية الخاصة بمراجع تساعدهم على التزود بالمعرفة.

    فمن خلال عملي في الجامعات وتدريسي للمواد المتعلقة بالإعاقة السمعية كمادة سيكولوجية الإعاقة السمعية ومادة النماذج المفسرة للإعاقة السمعية ، وجدت نقص المراجع المهمة في هذا المجال للطلبة.

      ومن هنا فإنني أثرت أن يكون هنالك مرجعاً للإعاقة السمعية يغطي الحاجة للمراجع في هذا المجال.

   وبناءً عليه يأتي كتابي الحالي المشكلات السمعية (مقدمة في الإعاقة السمعية والنماذج المفسرة) محاولاً تغطية هاتان المادتان قدر الإمكان مع إضافة المعلومات والمعرفة الجديدة والتي توصل إليها العلم في ذلك.

   أرجو الله أن أكون قد وقفت في تقديم ما يحتاجه أبناءنا الطلبة في مجال التربية الخاصة (الإعاقة السمعية) ولا ندعي الكمال شاكرين لملاحظاتكم على ما ورد في الكتاب.

وفقنا الله جميعاً              

تعريف عام بحاسة السمع

• أهمية حاسة السمع:

      تعتبر حاسة السمع من أهم الحواس عند الكائنات الحية  ، وربما تسبق حواس الإبصار والذوق والإحساس، كما وتعتبر الوسيلة الرئيسة لحماية الكائن الحي من الإخطار ووسيلة أساسية على بقائه امنا من الإخطار المحيطة به ، ومن الأمثلة على هذه الحيوانات الأرانب التي تعتمد على آذانها للحماية من الأخطار.

     أما عند الإنسان فربما يعتبر الجهاز السمعي من أهم الوسائل الرئيسية التي يعتمد عليها في حياته، وقد ورد ذكر حاسة السمع في القرآن الكريم مقدمة على الحواس الأخرى في أكثر من آية:

كقوله تعالى: ” وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون ” (1)

وقوله تعالى: ” وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَة ” (2)

وقوله تعالى: “إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا”” (3)

    وآيات أخرى كثيرة وقد تم تقديم حاسة السمع على البصر. .

          وكل ذلك يؤكد أهمية حاسة السمع عند جميع الكائنات الحية، فإننا نستطيع أن نغمض أعيينا ولا نرى شيئاً ولكن من الصعب منع أنفسنا من السمع حتى وإن أغلقنا الأذن الخارجية الصيوان ………. لماذا؟ حتى النائم لا يستطيع أن لا يسمع، كما أن هنالك صمم شديد جدا ولا يوجد صمم تام….. لماذا؟

        ويمكن تلخيص اهمية السمع فيما يلي : –

• الحفاظ على حياة الكائن الحي من خلال معرفة الإخطار والابتعاد عنها بدرجة تفوق الإبصار.
• الشعور بالأمن من خلال سماع الأصوات المألوفة التي تشعر بالارتياح.
• الشعور بالهدوء والطمأنينة من خلال سماع الكلام المريح للنفس أو الأصوات الهادئة.
• مدى السمع أعلى من مدى الحواس الأخرى.
• لا تتأثر حاسة السمع بالحواجز كثيراً فربما تسمع من وراء الجدار أو الحواجز الأخرى وهذا غير ممكن في حاسة البصر.