تعريف الأسرة
عندما نسمع كلمة الأسرة أو نقرؤها، لا نجد صعوبة في معرفة ما تعنيه هذه الكلمة. وهي تعني الكثير لكل فرد منا، فهي مؤسسة هامة يرتكز عليها بناء المجتمع السليم المتكامل؛ ولكن الصعوبة تظهر عندما نحاول إيجاد صياغة لما تعنيه هذه الكلمة في جملة معبرة تعبيراً دقيقاً محدداً؛ ولهذا فإن أي تعريف يبقى ناقصاً، غير شامل. ومع ذلك فإن العديد من الباحثين والعلماء عرّفوا الأسرة، وفيما يلي نستعرض بعض هذه التعريفات:
تعريف أرسطو: يرى أرسطو أن “الأسرة تنظيم طبيعي تدعو إليه الطبيعة”. ومن خلال تحليلنا لهذا التخريف نرى أنه يجعل من الأسرة اللبنة الأساسية في حياة المجتمع، ويقوم على تنظيم إشباع الدوافع الأولية من جهة، واستمرار بقاء الأفراد من جهة أخرى.
تعريف أوجست كونت: يعرّف أوجست كونت الأسرة، بأنها “الخلية الأولى في جسم المجتمع، وهي النقطة التي يبدأ منها التطور”. وإن دلّ هذا التعريف عى شيء، فإنما يدل على أن الأسرة هي أساس بناء المجتمع، فإن صلحت الأسرة صلح سائر المجتمع، وإذا كان جسم الإنسان مكوّناً من عدد من الخلايا العضوية، فإن الأسرة هي بمثابة الخلية للمجتمع.
تعريف جون لوك: “مجموعة من الأشخاص ارتبطوا بروابط الزواج والدم والاصطفاء”[1] أو التبني، مكونين حياة معيشية مستقلة ومتفاعلة، يتقاسمون عبء الحياة، وينعمون بعطائها”.
تعريف نيمكوف: الأسرة رابطة اجتماعية من زوج وزوجة وأطفالهما، أو دون أطفال؛ أو من زوج بمفرده مع أطفاله، أو زوجة بمفردها مع أطفالها”. وقد اقتصر هذا التعريف على الأسرة البسيطة فقط، والتي تتكون عادة من رب الأسرة (الزوج) والأم والأبناء، وأضاف بعداً جديداً هو أن وفاة أحد الزوجين أو انفصالهما، لا ينفي عن الأسرة صفة الأسرة، بل يبقي لها وجودها وكيانها.
تعريف مصطفى الخشاب: “الأسرة عبارة عن مؤسسة اجتماعية تنبعث من ظروف الحياة والطبيعة التلقائية للنظم والأوضاع الاجتماعية”.
قالأسرة عبارة عن مؤسسة اجتماعية قائمة بذاتها، ينشأ فيها الطفل، وتتبلور معالم شخصيته، بناء على ما يحدث في هذه المؤسسة من تفاعل وعلاقات تعاون بين أفرادها، ولكل أسرة طرقها وأساليبها الخاصة بها.
والأسرة مسؤولة تماماً عن بناء شخصية الطفل، وتعتبر الأسرة في المجتمع بمثابة القلب في الجسد، فإذا صلحت الأسرة صلح المجتمع كله، وإذا فسدت فسد المجتمع.
ونلخص التعاريف السابقة النقاط الهامة التالية:
الأسرة ضرورة حتمية بفرضها الواقع والطبيعة البشرية.
الأسرة عماد المجتمع وأحد مرتكزاته الأساسية.
لكل أسرة نظام محدد ودستور يسير بتعليماته.
تتصف الأسرة بالاستمرارية، فلا تنتهي بأي شكل من الأشكال، إلا بوفاة جميع أعضائها.
مراحل تكون الأسرة:
نلاحظ أنه مهما اختلفت البيئات، ومهما اختلفت المجتمعات، فإن هناك اتفاقاً غير مباشر بين جميع المجتمعات على خطوات أو مراحل تكوين الأسرة، وإن اختلفت هذه البيئات في مضمونها وعاداتها. ويجمل الباحثين هذه المراحل في خمسة مراحل هي:
مرحلة الخطبة: وتعتبر الخطبة – بكسر الخاء – المرحلة الأساسية والأولى في تكوين الأسرة. وهي تعني طلب الرجل المرأة للزواج، أو طلب المرأة الرجل للزواج. وتتم الخطبة إذا تم الإيجاب والقبول بين الطرفين، من خلال مراسم واحتفالات تختلف باختلاف البيئات والشعوب ، ضمن طقوس وعادات، يتم من خلالها إعلان الخطبة ويتم تعرف الزوحين على بعضهما البعض بطرق متعددة.
مرحلة التعاقد والزواج: وتتم هذه المرحلة من خلال إتمام مراسيم الزواج، وتختلف هذه المراسيم باختلاف البيئات والعادات والتقاليد، وتنتقل من خلالها الزوجة إلى بيت الزوج. وبذلك يكون قد تم الزواج وعادة يتم ضمن احتفالات تختلف باختلاف العادات والتقاليد . ويعرف الزواج بأنه اتحاد اجتماعي قانوني، بين رجل وامرأة أو أكثر، من أجل تكوين أسرة وإنجاب أطفال.
مرحلة الإنجاب: وفي هذه المرحلة يتهيأ الزوجان لاستقبال الطفل الأول، ثم أطفال آخرين وهكذا، وغالباً ما تتحكم ظروف الزوجين الاقتصادية والثقافية في عملية تنظيم النسل أو تحديده.
مرحلة السكون والاستقرار: وفي هذه المرحلة تزيد أعباء الحياة ويصبح هنالك أعباء جديدة على الوالدين، تتراوح بين توفير المسكن المناسب والحياة الكريمة لأطفالهما، ومن ثم تأمين التعليم لهؤلاء الأطفال، وتهيئهم لحياة أسرية فيما بعد ، علما ان هناللك بيئات او دول متقدمة تتكفل بتوغير الدخل المناسب ييبفراد والمسكن والتعليم لكن في الدول النامية تقع مسؤولية ذلك على الاب والفقراء يتم حرمانهم من كل مقومات الحياة .
مرحلة السكون: ويكون الأطفال في هذه المرحلة أكبر سناً، وربما ينفصل بعضهم عن الأسرة بالزواج وتكوسن اسرة جديدة ، وهنا يعود الوالدان إلى الإنفراد في المجتمعات المتحضرة والأسر النووية لانفصال الأبناء بزواجهم.
[1] الاصطفاء تعني الاختيار وتعني أيضاً الإنجاب.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.