حين نخوض في عوالم الفـــن ، نجد أنفسنا وكأننا لم نتعرف بعد على كثير مــن أسراره ، وخفاياه .
وكلما إرتفعنا في حقل الدراسات العليا المتخصصة نجد أن طلبة الدكتـوراه والماجستير، يعيدون النظر في كل ما خبروه وتعلموه عن الفن ، فتغدو اللوحة الاغريقية ، خارج أفقها التأريخي ، ويبدو أوديب متوزعاً على مرايا تضاهي الأصل الاسطوري ، بابتكار المؤرخين ، وعلماء الجمال ، والفنانين ، لنصوص مرئيـة ، وسرديـــة ، ومنغمة ، كلها تعلن حقّها في حيازة ملكيتها للمعنــــى ( الأوحد ) لذلك الأثر الفني ، الذي تحَول من إطار تأريخيته ، الى ضرب دائم من المعاصرة ، والحداثة ، وكذلك بات مادة حَرة ، يعاد تشكيلها أو الاضافة اليها مراراً وتكراراً بلا وجل أو خشية من قانون إلهي أو وضعي .
نتساءل نحن في درسنــا الاكاديمي الموسوم بـ ( بنى مجاورة ) على مستوى الدكتوراه ، في كلية الفنون الجميلة – جامعة بغداد عن تلك الالغاز البنيوية القائمة في موروثات الفنون العراقية القديمة ، والفرعونية ، والاغريقية وسواها من حضارات عالمية ، لنقف عند نقطة حدودية بين الانواع ، والاجناس ، والاتجاهات الفرعية في الفن .
لنجد ، من بين الموضوعات المتشابكة ، قضية محورية ، تخص طرق تنظيم الاعمال الفنية ، وتأليفها ،على وفق تراكم بللوري حول ” نواة ” محددة ، وبرهة فكرية تولدَ الجمال بعد تفحص ، واجتهاد .
” فكرة ” جمالية تمكث في مدينة الاثر الفني وفضاءه المتفرد ، وتنفتح على ساحات التلقي ودروبه .
لم نستطع ، تجاوز ما يحفَ بهذه المدينة الجمالية من أسوار اسطورية ، ومثيولوجية وما درس منها في العالم ، لتخبرنا اطلالها عن تلك الحقيقة في أروقة التاريخ ، ودهاليزه المعتمة ، المفقودة
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.