تمثل هذه الدراسة محاولة لقياس أثر خصائص المعلومات البيئية في تصميم المنتجات: دراسة استطلاعية لآراء المدراء في عينة من الشركات الصناعية المساهمة / نينوى، إذ يكتسب هذا الموضوع أهمية كبيرة لما له من تأثيرات جوهرية في تحديد الاتجاه العام لأنشطة الشركات قيد الدراسة، إذ تتسم البيئة الخارجية بشكلٍ عام بتغييرات متسارعة ، وهذا ما يدفع بتلك الشركات إلى التكيف مع عوامل البيئة الخارجية ومنها (الزبائن، والمجهزون، والمنافسون، والقوانين والتشريعات الحكومية، والتقانة) ومتابعتها وجمع البيانات الضرورية عنها من أجل تحقيق أهدافها الأمر الذي يستلزم اعتماد المعلومات الناتجة عن تلك البيانات كأسس في إعداد تصاميم منتجات تلك الشركات ، بهدف تقديم المنتجات ذات التصاميم التي تلبي حاجات الزبائن ، لذا فإن متخذي قرارات تلك الشركات يحتاجون إلى المعلومات عن البيئة الخارجية التي يعملون فيها ، ويمكن لهم أن يستجيبوا بشكلٍ أفضل للعوامل البيئية المذكورة سابقاً ويسيطرون على كافة أنشطتهم الداخلية فيما إذا توافرت لهم المعلومات البيئية الدقيقة والشاملة وذات الصلة بتلك الأنشطة في التوقيت المناسب ، على شرط أن تتم المحافظة على سرية تلك المعلومات
وبالرغم من أهمية تصميم المنتجات في تحقيق أهداف الشركات، إلاّ أن بعض الشركات تشهد تطبيقاً محدوداً للمفاهيم العلمية الجديدة في تصميم المنتجات، بما يؤدي إلى عدم تحقيق التوازن المرغوب بين تطلعات تلك الشركات وتطلعات الزبائن من جهة، وعدم استطاعتها التفوق على مثيلاتها من الشركات الأخرى من جهةٍ أخرى، لذا نلاحظ بأن على مصممي المنتجات في الشركات قيد الدراسة بشكلٍ خاص وغيرها من الشركات الأخرى بشكلٍ عام أن يأخذوا بعين الاعتبار خصائص المعلومات البيئية عند تصميمهم لمنتجات شركاتهم بهدف تلبية حاجات الزبائن
ونظراً لندرة الدراسات المحلية التي تهتم بخصائص المعلومات البيئية وعلاقتها بتصميم المنتجات، فقد تناول الباحثان في دراستهما إطاراً شمولياً يعتمد على طروحات الكتّاب في مجالات إدارة العمليات وإدارة التسويق والإدارة الاستراتيجية ونظم المعلومات
واتساقاً مع ما تقدم فقد تمّ بناء مخطط افتراضي يحدد طبيعة تلك العلاقة بين المتغيرات المستقلة (الدقة، والتوقيت، والشمولية، وذات الصلة، والسرية) والمتغير المعتمد (تصميم المنتجات)، وانبثقت عنه مجموعة من الفرضيات الرئيسة والفرعية والتي تم اختبارها من خلال استخدام البرامج الجاهزة (SPSS، 11.0) و (Minitab for Windows 11.13) للبيانات المجمعة من الشركات قيد الدراسة، وأكدت نتائجها دعماً لفرضيات الدراسة وأهدافها وسريان مخططها، ومن أجل إعطاء تصور كامل عن هذه الدراسة، فقد تم تقسيمها إلى ست فصول
