تحتل ادارة المورد البشري الصدارة من بين الادارات الوظيفية في منظمات الأعمال كون هذه الأدارة تتعامل بشكل مباشر مع الأنسان بكل ما يحمله من سلوك وقيم ومعتقدات الأمر الذي يجعل هذا النوع من التعامل يحمل درجة عالية من الحساسية كون هذا العنصر (الانسان) يؤثر ويتأثر بشكل مباشرة مع البيئة بكل ما تحمله من متغيرات ومتناقضات التي تنعكس على سلوكه إيجاباً أو سلباً مما يجعل توجيهه وقيادته تشكل حالة من الصعوبة. ولذلك فإن الموارد البشرية لم يَعِـُدْ ذلك المورد غير المؤثر بل واصبح من الموارد الاساسية الرئيسية في منظمات الأعمال لسبب بسيط هو أن جميع وظائف الادارة التي تمارسها المنظمة تخضع اعداداً وتنظيماً وتخطيطاً وتوجيهاً وتنفيذاً ومن ثم رقابة الى الأنسان.
لقد مَّر موضوع إدارة الموارد البشرية بعده تطورات خلال القرن الماضي, وكانت كل مرحلة تركز على جانب أو أكثر من هذا الموضوع حتى تبلورت خلال العقدين السابقين والعقد الأخير من القرن العشرين برؤية أوسع وصار إطارها ومكوناتها تضم مفردات ومفاهيم أوسع وأشمل واصبح تأثيرها اكبر في مسار منظمات الأعمال. ولم تُعـّدْ ادارة الموارد البشرية تلك الادارة التقليدية كادارة الأفراد التي عرفناها التي كانت تتضمن مهام روتينية أولية إعتادت عليها منظمات الأعمال كالتعيين وإجراءات مسار الوظيفة الأخرى إنتهاء بالتقاعد او العزل او الاستغناء
وقد حظت ادارة الموارد البشرية باهتمام كبير على مختلف الأصعدة كمنظمات الأعمال والمؤسسات الحكومية والقطاع الخاص والكتاب والباحثين والمديرين في الشركات, نظراً لما تحمله من تأثير كبير وفاعل على مختلف أنشطة المنظمات وتشكل عامل نجاح لزيادة الفاعلية والكفاءة والتطور لا على مستوى المنظمة فحسب وانما على مستوى الأفراد العاملين فيها