من نواحي عديدة إن عمل المؤلف صعب, يخاطر بالكثير إلا انه يتمتع بمركز التقييم والإضافة والاختصار في مواقع عدة من الكتاب, يقيم الباحثين, ينتقدهم تارة ويتفق معهم تارة أخرى, وعندما نقف في موقع التقييم لمن يقدمون لنا أنفسهم وعناوين دراساتهم لنستفيد منها في اختصاص إدارة الأعمال, فإننا نقف بالشكر والإعجاب والتمتع بتلك الإسهامات منطلقين منها في فضاء رحب يسمى إدارة الأعمال
نحيا بفضل الاستفادة من ثمرات أفكار أولائك العلماء, وهو أمر مسلي في قراءته وكتابته, لكن الحقيقة المرة التي يجب علينا نحن عندما نكتب مواجهتها هي انه في معترك الحياة العلمية إن المؤلف في الوطن العربي قد يكون أفضل من انتقادات المثبطين للعزيمة, فالمنتقدون كثر, فشكراً لمن أجبرتنا سطحية تفكيره لسبر غوار المصطلحات لنعرف محتوى معانيها, وشكراً لمن جهل معنى وتطبيق الإدارة فدفعنا لان نفسر له معانيها, وشكراً لمن ضحى بجسده ليثبت على ما اعتقد في تفكيره انطلاقاً من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم في وصفه للإيمان بقوله”الإيمان هو ما وقر في القلب وصدقه العقل”
لكن هناك أوقات يخاطر فيها المؤلف هي أوقات الاكتشاف والدفاع عن كل جديد فالتجديد هو مخاطرة بحد ذاته, فالعالم ليس عادلاً أمام المواهب والاختراعات والنظريات الجديدة لاسيما عندما يتمكن المؤلف من نقد ووصف نماذج لعلماء مخضرمين في مجال الإدارة, بأبعاد ومتغيرات جديدة. السنة الفائتة عشت تجربة جديدة في التأليف يمكن أن أطلق عليها تسمية إعادة النهوض, ففي هذا الكتاب فكرة جديرة بالقراءة في ظروف غير متوقعة من مدينة لا تموت, والسؤال ما هي المنفعة من الكتاب؟ والجواب هو تكوين محاولة نأمل أن نصيب فيها عبر جعل الموظف الذي يبنى البناء الصحيح عبر خمسة مراحل من أن يشارك في صنع القرار لتحقيق العملة النادرة وهي الديمقراطية الإدارية التي تتيح للأجدر وليس للأغلبية من ذلك القرار
لم اخفي تعجبي من قول Peter Druker قبل أكثر من خمسين سنة في كتابه تطبيقات الإدارة عندما قال “إن كثرة المعلومات تؤدي إلى فشل الإدارة” لكني تنبهت بعد الانتهاء من الكتاب فقط, ما الذي كان يقصده فعلاً, إذ لا يمكن للجميع أن يشاركوا في اتخاذ القرارات حتى في ظل النظام الديمقراطي, مع كثرة الآراء والمعلومات لكن يمكن المشارك أن يأتي من أي مكان مهما كان بائساً, إذ أن قدرته الإدارية تكمن في البناء الصحيح وعبر مراحل مؤهلة له لبلورة الأفكار بين الكم الهائل من المعلومات
أهداف الكتاب
- البناء على نحو منهجي لقدرات المورد البشري وفق مستويات متسلسلة
- يمكن المدراء من الحيلولة دون تمكين موظفين لا يستحقون التمكين
- التغلب على مشكلة عدم التوافق بين قدرات الموظف ومواصفات الوظيفة
أهمية وفوائد موضوعات الكتاب
- الأهمية الثقافية للمطلعين على المصطلحات الإدارية والسلوكية والفلسفية
- الأهمية البحثية لطلبة الدراسات العليا كون موضوع الكتاب يشمل ابعاداً كلية وجزئية توفر بيئة بحثية خصبة لاسيما مستويات التمكين الخمس
- يشكل دليلاً إرشاديا للمدراء في أية منظمات تتعامل مع أعداد من الموظفين وتحاول أن تعدهم ليتقلدوا مناصب معينة على اختلاف المستويات الإدارية وتمكينهم من وضع الرجل المناسب في المكان المناسب
- يمكن أن تدرس الهيئة القطاعية إدراج موضوع الكتاب ضمن الكتب المنهجية ضمن مادة خاصة تحمل عنوان بنفس عنوان الكتاب كون موضوع الكتاب يعد نقلة نوعية في إدارة المورد البشري , إذ أن إدارة الموارد البشرية في القرن الواحد والعشرين تحولت من مفهوم تقليدي يدرس ضمن موضوع إدارة الموارد البشرية إلى مفهوم استراتيجي يدرس ضمن موضوع إستراتيجية التمكين
يعد الكتاب من الكتب المنهجية إذا تم اعتماده من قبل اللجنة القطاعية
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.