منذ عزمت على تأليف كتاب عن الأخلاق وأخلاقيات العمل وما أن باشرت الكتابة فيه حتى إتضح لي بأن هناك الكثير من المتغيرات التنظيمية داخل المنظمات أو خارجها له صلة مباشرة أو غير مباشرة بموضوع الأخلاقيات ، وأخلاقيات العمل باتت تمتد إلى مختلف السلوكيات والسياسات التي يتبنها القادة والمدراء وعموم الموظفين والعاملين وفي مختلف المنظمات الصناعية والخدمية
ولا ريب في ذلك لأن الأخلاقيات أخذت تفرض نفسها كمطلب أساسي وضروري لكل نشاط إنساني هادف ولما كان هذا المجال من السعة بمكان ، فقد قررت أن أفرد لموضوع السلوكيات والسياسات التنظيمية التي يجب أن ترسي قواعدها ومبادئها على أسس أخلاقية كتاباً يضم العديد من المواضيع من أبرزها
العدالة التنظيمية _ الثقة التنظيمية _ النزاهة _ الإلتزام التنظيمي _ السلطة والقوة _ الثقافة التنظيمية _ إدارة الإنطباع _ السياسات الإدارية _ السلوك التنظيمي
حيث وجدت أن هذه المواضيع أخذت تحتل مكان الصدارة في دنيا المنظمات في وقتنا هذا. وذلك بعد أن تبين أن المنظمات التي تعتمد في تسيير أعمالها بالإعتماد على الوظائف والمهمات التقليدية المتعارف عليها ــ رغم إهميتها وعدم الإستغناء عنها ــ كالتخطيط والتنظيم والتنسيق والرقابة والتقويم وكذلك الأعمال المستندة على اللوائح القانونية والتعليمات الرسمية لم تعد كافية لضمان نجاح المؤسسة في عالم الأعمال القائم على المنافسة وغدت المنظمات هشة غير قادرة على الصمود إلى المدى الطويل