صورة الجزائر في عيون الرحالة وكتابات الغربيين
18 د.ا 4 د.ا
برزت صورة الجزائر في كتابات الغربيين ؛ على اعتبار أنها في نظرهم ” موضوعية ” أو ” شاهد عيان ” أكثر ، ثم لأنها ترتبط إلى حد ما بالمعاينة ، التي لا تسمح بالتجدير الإيديولوجي أو بتخليد الصور النمطية المتوارثة . وفي ضوء الأعمال والكتابات ، وتصور الحركات الدينية والثقافية والسياسية ، والثورات والانتفاضات . وبين التاريخ والرحالة والمؤرخ يشعر بالأمان وبالطمأنينة ، إذ هم هؤلاء البحث عن دثائر الماضي المحددة للشخصية ، أو للقوام ” المعرفي ” للجماعة في الماضي والحاضر
لقد كتب الكثير عن موضوع العلاقة بين ” الأنا والآخر ” ، بين الغرب / ومجتمع شمال إفريقيا ، خلال القرن العشرين ومطلع هذا القرن . كتب الغرب عن علاقتهم بالآخر ، وعن رؤيتهم وموقفهم من حياتهم الاجتماعية ، وأنماط المعيشة . وعن الشعب والطبيعة ، وعن البداوة والتحضر ، والديانة والثقافة . وعن المقاومة والرفض ، وعن مظاهر وأسباب التخلف . وسطروا وجهات نظرهم النقدية الإيجابية والسلبية ؛ عن المجتمع الجزائري وعن الجزائر .
كتب الغرب عن الجزائر العشرات من الكتب والدراسات والرحلات والمذكرات والمقالات والتقريرات ، ورسم الكثير من اللوحات . وقد مكنت حصيلة ما كتب عن شرائح اجتماعية معينة ، من بلورة رؤية ورسم صورة للآخر المغاير / الجزائري . قد تختلف من مجتمع لآخر ، ومن مؤسسة بحثية وسياسية أخرى . وكلها بطبيعة الحال تعالج الموضوع العلاقة بين الأنا والآخر ( الأوروبي الغربي ) ، والجزائري العربي المسلم الإفريقي . وصورت أوجه الصراع ومظاهر الاختلاف الإيديولوجي ، وأسباب الكراهية والنفور ، والبحث عن السبل العملية والطرق المؤدية لحوار جدي ، وتعايش سلمي بين الطرفين .
الوزن | 0.7 كيلوجرام |
---|---|
الأبعاد | 17 × 24 سنتيميتر |
الطباعة الداخلية | |
المؤلف | |
تاريخ النشر | |
ردمك|ISBN |
978-9957-12-746-6 |
عدد الصفحات |
360 |
نوع الغلاف |
منتجات ذات صلة
أثر النزعة الإليوتية في النقد والرواية العربية T.S.Eliot
استقبال النظريات النقدية في الخطاب العربي المعاصر
لقد شكلت نظرية الاستقبال محاولة لدراسة النص الأدبي من خلال منظومة متكاملة ، تعنى بالعملية الإبداعية في أطرافها الثلاة : المبدع ، النص ، القارئ . وقد وصلت هذه النظرية إلى النقد العربي الحديث والمعاصر ؛ شأنها في ذلك شأن النظريات النقدية والمفاهيم المعرفية الأخرى . وقد ذهب بعض النقاد العرب إلى أن النقل الحرفي لنظرية التلقي قد لا يكون عام الفائدة ، لأنه يلغي بعض الظواهر الثقافية الهامة في مجتمع من المجتمعات .
كانت جملة من المحاولات العامة ، التي استقبل فيها النقاد العرب جمالية " القيمة الجمالية " في النقد الجديد ، انصبت على النواحي البلاغية وعلى الشكل وتحليله ، وعلى بعض الجوانب الإنسانية ، ولم يتخلص المنهج بعد من النظرة السياقية . ونتج عن تلك المحاولات ، أنه ترتبت عليها معالم منهجية واضحة . وهكذا تجلت القيمة الجمالية والنقد الجديد في الرؤية والمنهج ، وتمثلها النقاد العرب . كما أخذت تبرز بشكل أوضح في المعالم النقدية الموالية عبر تطور النقد العربي المعاصر .


الفكرة الجمالية في الفن
حين نخوض في عوالم الفـــن ، نجد أنفسنا وكأننا لم نتعرف بعد على كثير مــن أسراره ، وخفاياه .
وكلما إرتفعنا في حقل الدراسات العليا المتخصصة نجد أن طلبة الدكتـوراه والماجستير، يعيدون النظر في كل ما خبروه وتعلموه عن الفن ، فتغدو اللوحة الاغريقية ، خارج أفقها التأريخي ، ويبدو أوديب متوزعاً على مرايا تضاهي الأصل الاسطوري ، بابتكار المؤرخين ، وعلماء الجمال ، والفنانين ، لنصوص مرئيـة ، وسرديـــة ، ومنغمة ، كلها تعلن حقّها في حيازة ملكيتها للمعنــــى ( الأوحد ) لذلك الأثر الفني ، الذي تحَول من إطار تأريخيته ، الى ضرب دائم من المعاصرة ، والحداثة


المحاكاة والتخيل ( الحدود والتماهي )
تحولات الخطاب الروائي الجزائري


صور القدس الشريف في الرحلات المغاربية والغربية
القدس مدينة ذات تاريخ تليد ، يجللها طبقة فوق طبقة ، ويتجلى في مستويات آثارية ، ويمتد أكثر من عشر حقب تاريخية رئيسية . والقدس ذات تاريخ موغل في القدم ، ظلت مسرحا للمشاعر الجياشة والنزاعات المريرة . في القدس يشتغل الرحالة الغربي باستمرار لأغراض عديدة ، ونظرا لأهميتها بالنسبة لإرث الأديان الإبراهيمية السماوية الثلاثة ، فقد دثرت القدس الأساطير المحركة للنفوس والمعتقدات الدينية الراسخة ، والاشتياقات العارمة . وقد كان لهذا الإرث أبعاد تاريخية ، ومظاهر طوباوية في آن معا .
وثمة رؤيتان اعتمدها الرحالة ؛ سواء الغربيين أو المغاربة في عرض صورهم عن القدس : عرض أفقي للصورة ، يحاول أن يشمل بنظرة واحدة ، كافة الظواهر والأنشطة ، فيمسها مسا خفيفا بنوع من الوصف الخارجي السريع ، الذي يعطي الملامح العامة البارزة على السطح ، ولا يكاد يتوغل إلى الأعماق للبحث عن التفاصيل والجذور . بينما تقوم الرؤية الثانية على التوغل إلى الأعماق أو العمودي . في هذه الظاهرة أو تلك ، وعبر الصورة ، ومن خلال هذا النشاط أو ذاك . تم تقديم من قبل الرحالة المغاربي أو الغربي مادة غزيرة ورؤية أكثر نفاذا وتمثلا وتصويرا .
والرؤيتان في تشكيل الصورة عن القدس ، في عمومهما ، تكمل إحداهما الأخرى ، وكلتاهما عون للدارس المقارني المعاصر ، الذي يسعى إلى استخراج صورة القدس الشريف ، من بطون هذه الرحلات والمصادر ، تتميز بالامتداد والعمق في الوقت نفسه . ومع ذلك فإن هناك الكثير من الثغرات ، تركت عبر هذه الرحلات المصادر دون سعي جاد لسدها . وهناك مساحات واسعة في هذا الجانب في تشكيل الصورة البانورما عن القدس ، تبقى تنتظر عمن يلقي عليها ضوءا .
ومن ذلك كانت محاولتنا ، تقوم على تجاوز الوصف السطحي السهل للمدينة المقدسة ، إلى الغور في الأعماق ، ومعالجة أمر المدينة الثقافي أو الممارسة الدينية ، أو النشاط العلمي . ومن ثم رأينا متابعة الرحلات ، وهي تصف قطاعات الحياة في المدينة المقدسة ( القدس الشريف ) ، على امتداد العمران والآثار والناس ، من أجل منحها حياة أكثر تدفقا وغنى ، ومن أجل تكوين صورة عن المدينة ( القدس ) أكثر أصالة وامتدادا روحيا ، وأقدر إفصاحا شخصية المدينة ( القدس ) ، أم الحواضر في الماضي والحاضر ، والتركيز على ما هو أكثر ديمومة وخلودا وحضورا في الذاكرة .
إن الرحالة المغاربي ، وهو يدخل القدس يجد محرابا دينيا كبيرا توالت على أرضيته نبوات السماء الكبرى ، ووقف في ساحته الكبرى المباركة أنبياء الله جمعا عليهم السلام يصلون يوم الإسراء ، وراءهم خاتمهم محمد عليه الصلاة والسلام . عن الرحالة المغاربي القادم من أقصى المعمورة إلى المسجد الأقصى ، يرى المواقع والرؤى والمشاهد ، ويتلمس الذكريات العزيزة التي طال شوقه إليها .
أما الرحالة الغربي الأوروبي الأمريكي ، القادم من صقيع وبرودة المادة وحمى الاستهلاك ، ها هو يرحل ويدخل في قلب التجربة وحرارة الإيمان . وجل اهتمامه سينصب على بؤرة واحدة : تراث الأديان العريق . ومن ثم فإنه في رحلته مستعد أن يمنحنا ، ليس فقط الملامح الكلية والقسمات العامة لمعطيات هذا التراث ، بل أن يتجاوزها صوب الدقائق والتفاصيل ، فيحدثنا عن انحناءات الأحرف وتعاريج الكتابة ، وتناظر الزوايا ، وألوان الصخور . في الرحلات المغاربية والغربية ، تبرز القدس في قلب الزائر ، مدينة في القلب من العالم ، تتربع على مكان عال ، فكأنها بذلك تنادي الرحالة والزائرين ، وتفتح صدرها .

المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.