التشكيلات النقابية للسادة الاشراف الهاشميين
15 د.ا 3 د.ا
يصعب إحصاء اســر وعشائر (السادة الأشراف)، وأصل هؤلاء أفراد تكاثروا في المدن وفي البادية، ونالوا الحرمة، إلا أن مجموعاتهم قليلة لا ترقى إلى الأعداد الكبيرة، ويــــتـوزع الـسادة الأشـــراف في العديد من مدن العالم، والذين استقروا في تلك الاماكن والمناطق لأسباب عديدة، وينضوي السادة الأشراف الهاشميين تحت لواء (نقابة الأشـــراف ) بفروعها العديدة
هـــــــــكذا تكون فكرة إنجاز هــذا الكتاب مساهمة متواضعة في التوثيق أو إعادة التوثيـق للأحداث أو الظواهر العديدة، والتي سبق وان عرج عليها الكثير من المؤلفين والكتاب والباحثين الذين تناولوا هذا الموضوع, وسيتم الإشارة في مضامين الكتاب إلى العديد ممن برع في صميم الموضوع او اشار اليه، من الكـــــــــــرام الأستاذة والباحثين والمهتمين، قديما وحديثا .
أحتوى الكتاب على اربعة فصول,تناول الفصل الأول؛ الســـادة الأشــراف الهاشميين،وخصائص السكان في مدينة سرمن رأى وسامراء،وتناول الفصل الثاني؛ تأسيس ومكانة وتطـور نــقـابــة السادة الأشراف الهاشميين، ونسب وحياة وتفرعات السيد الـشريف عـبد العظَّــيم الحسيـني،في حين تناول الفصل الرابع؛ فــــــــروع الـــــساده آل السيد عبد العــظَّـــيم، ومكانة الشريف صـالح آل الشريف عبد العــظَّـــيم الحسيني.
تضمن الكتاب العديد من الخرائط والمخططات والأشكال والجداول والصور والملاحق، التي تم تثبيتها انطلاقا من قاعدة الحدث أو الظاهرة تسهيلاً للقارئ الكريم.
الوزن | 0.7 كيلوجرام |
---|---|
الأبعاد | 17 × 24 سنتيميتر |
الطباعة الداخلية | |
المؤلف | |
تاريخ النشر | |
ردمك|ISBN |
978-9923-43-057-6 |
نوع الغلاف |
منتجات ذات صلة
الاساس الفكري للجاهلية
الكائن الجاهلي كان خاضعاً لسلطة القبيلة بشكل صارم ، لاعتقاده بأنها الوحيدة القادرة على منحه امتداداً لوجوده، ومعنىً لأنشطته الحياتية. وكان مشركو الجزيرة العربية خاضعين للسلطة الوثنية، في حين أن الكتابيين يخضعون لسلطتهم الدينية المشوَّشة نتيجة التحريف . وهذه السلطات تُعبِّر عن اتجاهات الفرد ومشاعره وقيمه السلوكية . وهذا يقودنا إلى أهمية السلطة في تقييم الوقائع الاجتماعية الملامسة لحياة الفرد في بعض الأحيان ، وصنعها في أحيان كثيرة .
والسؤال الذي يطرح نفسه هو : هل يصح إطلاق عبارة " المجتمع الجاهلي " ؟. الجواب ليس بالسهولة التي قد نتصورها . فالمجتمع هو تركيبة متجانسة ذات مسار واحد تنطوي تحته المسارات المعبرة عن كينونة الفرد ومشربه. إلا أنني أعارض استخدام عبارة " المجتمع الجاهلي" لافتقاد الإنسان الجاهلي إلى البنية التحتية والفوقية في الجسد الثقافي الاجتماعي الواعي. وأفضل استخدام عبارة " الجماعات الجاهلية " ، أو " التجمع البشري " .
إن هذه الجماعات البدوية التي عاشت في الجزيرة العربية قبل مجيء رسالة سيدنا محمد _ ولا أقول قبل مجيء الإسلام إذ أن الإسلام جاء إلى كوكبنا مع أبينا آدم _ لم تكن منفصلة عن المسار التاريخي العام . بل هي امتدادٌ ذهني فكري للجاهليات الراسخة في الصين والهند واليونان ، وما الجاهلية اليهودية التوراتية التي بدلت دينَ موسى ، والجاهلية النصرانية الأناجيلية التي بدلت دينَ المسيح إلا زخم أسطوري وثني شكل مخزوناً مرئياً للجاهلية العربية في أرض الجزيرة .
إن التحليل الواعي للأحداث المحتاجة إلى تعليل ودراسة يشكل تحدياً خاصاً وصعوبةً حقيقية في فهم طبيعة التفكير لدى الجاهلي . لكننا نراهن على وضوح طريق الدراسة واحتوائه على مقومات البناء الرمزي والواقعي المستخدمة في فك شيفرات هذا المحيط الفكري الفلسفي .
وبالطبع لن نذهب إلى المركبات الفكرية المستعجلة في التعامل مع المادة البدائية ( الخام ) . إذ أن بحثنا يستند إلى تروٍّ يتم تأصيله لبنةً لبنة ، وفلسفةٍ تتكامل فيها النواحي الثقافية والسياسية والاجتماعية ، مما يؤدي إلى التنقيب في الأساس الفكري . والأسباب التي جعلتنا نسلط الضوء على المعطيات النفسية لدى أولئك القوم هي ذاتها التي تحدد معالم بحثنا . فظهور المدلولات الإيجابية والسلبية في منهجية تعامل الفرد القبلي المنتمي إلى تجمعه الوجودي، ستبرز لنا رغماً عنها، لأنها صارت حياةً مُعاشة ووضعاً ملموساً مكشوفاً لأعين الباحثين .
والأيديولوجية الجاهلية بوصفها نمطاً استحواذياً تجسد كل أحلام التخلف والتبعية وتغييب النماذج الثورية . إننا أمام حالة هلامية عَقدية تعتمد على الوثن في تشكيل صور العلاقات الاجتماعية . ومن هنا تنبع خطورة توليد الأنماط الضالة . فعلى الدارسين المتخصصين أن يعوا الأبعاد الحقيقية للحالة الجاهلية بكل ملابساتها وحيثياتها المؤدلَجة وغير المؤدلَجة. وأهمية الوعي بخطورة الحالة المعروضة أمام التمحيص يستدعي الإحاطة بكل الجوانب الإنسانية . والجدير بالذكر أن كثيراً من الباحثين لم يركزوا على إشكالية أنسنة العلاقات البشرية داخل المحيط القمعي ، واكتفوا بتوزيع نظراتهم على القشور دون الغوص في بحور التشكيلات الإنسانية ، لذا جاءت دراساتهم مشوشة وسطحية. وإننا ندعو كل الباحثين المتمكنين إلى سبر أغوار التجمع الجاهلي ، وعدم الوقوف عند الباب دون الدخول إلى هذا العالَم المعتم المتجسد في البيئة الوثنية .
إن هذا الكتاب يقدم دراسةً دينية واجتماعية وفلسفية تحاول تحليل ظاهرة الجاهلية بكل جوانبها من منظور إسلامي يأخذ بعين الاعتبار النظريات المعاصرة التي تفسر الظواهر الاجتماعية والسياسية والاقتصادية بما لا يتعارض مع دين الله تعالى، وكشف التكوينات الفكرية في الأنساق المختلفة . فإن وجدت في كلامي خيراً فمن الله تعالى وحده، وإن وجدت غير ذلك فمن نفسي والشيطان . والحمد لله رب العالمين .
اللسانيات الاجتماعية عند العرب
صور القدس الشريف في الرحلات المغاربية والغربية
القدس مدينة ذات تاريخ تليد ، يجللها طبقة فوق طبقة ، ويتجلى في مستويات آثارية ، ويمتد أكثر من عشر حقب تاريخية رئيسية . والقدس ذات تاريخ موغل في القدم ، ظلت مسرحا للمشاعر الجياشة والنزاعات المريرة . في القدس يشتغل الرحالة الغربي باستمرار لأغراض عديدة ، ونظرا لأهميتها بالنسبة لإرث الأديان الإبراهيمية السماوية الثلاثة ، فقد دثرت القدس الأساطير المحركة للنفوس والمعتقدات الدينية الراسخة ، والاشتياقات العارمة . وقد كان لهذا الإرث أبعاد تاريخية ، ومظاهر طوباوية في آن معا .
وثمة رؤيتان اعتمدها الرحالة ؛ سواء الغربيين أو المغاربة في عرض صورهم عن القدس : عرض أفقي للصورة ، يحاول أن يشمل بنظرة واحدة ، كافة الظواهر والأنشطة ، فيمسها مسا خفيفا بنوع من الوصف الخارجي السريع ، الذي يعطي الملامح العامة البارزة على السطح ، ولا يكاد يتوغل إلى الأعماق للبحث عن التفاصيل والجذور . بينما تقوم الرؤية الثانية على التوغل إلى الأعماق أو العمودي . في هذه الظاهرة أو تلك ، وعبر الصورة ، ومن خلال هذا النشاط أو ذاك . تم تقديم من قبل الرحالة المغاربي أو الغربي مادة غزيرة ورؤية أكثر نفاذا وتمثلا وتصويرا .
والرؤيتان في تشكيل الصورة عن القدس ، في عمومهما ، تكمل إحداهما الأخرى ، وكلتاهما عون للدارس المقارني المعاصر ، الذي يسعى إلى استخراج صورة القدس الشريف ، من بطون هذه الرحلات والمصادر ، تتميز بالامتداد والعمق في الوقت نفسه . ومع ذلك فإن هناك الكثير من الثغرات ، تركت عبر هذه الرحلات المصادر دون سعي جاد لسدها . وهناك مساحات واسعة في هذا الجانب في تشكيل الصورة البانورما عن القدس ، تبقى تنتظر عمن يلقي عليها ضوءا .
ومن ذلك كانت محاولتنا ، تقوم على تجاوز الوصف السطحي السهل للمدينة المقدسة ، إلى الغور في الأعماق ، ومعالجة أمر المدينة الثقافي أو الممارسة الدينية ، أو النشاط العلمي . ومن ثم رأينا متابعة الرحلات ، وهي تصف قطاعات الحياة في المدينة المقدسة ( القدس الشريف ) ، على امتداد العمران والآثار والناس ، من أجل منحها حياة أكثر تدفقا وغنى ، ومن أجل تكوين صورة عن المدينة ( القدس ) أكثر أصالة وامتدادا روحيا ، وأقدر إفصاحا شخصية المدينة ( القدس ) ، أم الحواضر في الماضي والحاضر ، والتركيز على ما هو أكثر ديمومة وخلودا وحضورا في الذاكرة .
إن الرحالة المغاربي ، وهو يدخل القدس يجد محرابا دينيا كبيرا توالت على أرضيته نبوات السماء الكبرى ، ووقف في ساحته الكبرى المباركة أنبياء الله جمعا عليهم السلام يصلون يوم الإسراء ، وراءهم خاتمهم محمد عليه الصلاة والسلام . عن الرحالة المغاربي القادم من أقصى المعمورة إلى المسجد الأقصى ، يرى المواقع والرؤى والمشاهد ، ويتلمس الذكريات العزيزة التي طال شوقه إليها .
أما الرحالة الغربي الأوروبي الأمريكي ، القادم من صقيع وبرودة المادة وحمى الاستهلاك ، ها هو يرحل ويدخل في قلب التجربة وحرارة الإيمان . وجل اهتمامه سينصب على بؤرة واحدة : تراث الأديان العريق . ومن ثم فإنه في رحلته مستعد أن يمنحنا ، ليس فقط الملامح الكلية والقسمات العامة لمعطيات هذا التراث ، بل أن يتجاوزها صوب الدقائق والتفاصيل ، فيحدثنا عن انحناءات الأحرف وتعاريج الكتابة ، وتناظر الزوايا ، وألوان الصخور . في الرحلات المغاربية والغربية ، تبرز القدس في قلب الزائر ، مدينة في القلب من العالم ، تتربع على مكان عال ، فكأنها بذلك تنادي الرحالة والزائرين ، وتفتح صدرها .

المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.