المعرفة بخاصيتها أغلبها ضمني يتواجد في أذهان وعقول الأفراد، وتعتمد على خبرتهم ومهاراتهم وقدراتهم الفكرية، كما أنها تتوافر بصيغة معلومات ذات معنى عن السوق والعميل والاتصالات والتقنية، وتعد المعرفة موجودا غير ملموس، ولكنه محسوس ومقاس، ويؤدي دورا حاسما في تحقيق الميزة التنافسية

لقد أثبت تحليل القوى المختلفة المؤثرة على كفاءة المنظمة حقيقة هامة وهي أن أهم تلك القوى وأعظمها أثرا في تشكيل حركة المنظمة هو العنصر البشري المتمثل في الأفراد والجماعات المتعاملين مع المنظمة والذين يخذون القرارات ما قد يهيئ لها فرصا للانطلاق والنجاح

في ظل كل هذه التغيرات نلاحظ بروز نشاط التدريب إلى الواجهة حيث أصبح من أهم مستلزمات التمكين شريطة أن يهدف إلى زيادة كفاءة العاملين وتحسين أدائهم وخصوصا عندما يرتبط البرنامج التدريبي بحوافز تدفع بالعاملين إلى التوجه نحو التدريب

لقد أتاحت إدارة المعرفة فرصة بالغة الأهمية لأصحاب المدخل الاقتصادي للتطرق إلى مرحلة جديدة لما يدعى بالاقتصاد العالمي الحديث”اقتصاد المعرفة”، وقد قامت بإسهامات قيمة في تعزيز الانجاز والأداء العالي اللذين يعدان ضرورتين جدا لبقاء المنظمة في المنافسة لكون الأداء العالي يعني تصعيدا في قدرة المنظمة على التحسين وقد أدركت المنظمات أن المعرفة أصبحت المصدر الأكبر للثروة حاليا

 وهذه المعرفة تتطلب نوعا من التحالفات والعلاقات التعاونية بين المنظمات في ظل الاقتصاد المعرف، والذي تكون الأولوية فيه موجهة للموجودات الفكرية غير الملموسة أكثر من الموجودات التقليدية, فأصبح بذلك رأس المال الفكري هو مصدر القيمة المضافة الحقيقي، بل أن اقتصاد المعرفة أصبح هو المسوق الحقيقي لكل أعمال المنظمة

كما ويمكن تحديد رأس المال الفكري الذي تمتلكه المنظمة بمجموعة من المؤشرات المرتبطة بالمورد البشري ومن أهمها: أولا التنافسية أي درجة تفوق المهارات والخبرات البشرية على تلك التي يمتلكها المنافسون، ثانيا القدرات المستثمرة وتحويلها إلى واقع يؤشر مستوى الإبداع والابتكار، ثالثا مواصلة التعلم الذي يضمن التغيير بما يتوافق مع التغير البيئي، وعليه فهذه المؤشرات تحدد قيمة رأس المال الفكري وتساهم في تحديد قيمة المنظمة كما أنها تعد من أهم الأهداف الإستراتيجية للمنظمات المعاصرة وهي ذات أهمية في تحقيق أهداف المنظمات الساعية نحو زيادة قدراتها التنافسية، وإيجاد الترابط والتكامل بين أجزاء ووحدات المنظمة، تمكين المنظمة من الاستجابة لرغبات وحاجات الزبائن، وتعمل على زيادة قدرة المنظمة على التعلم