التعليم عن بعد
(نشأته – مفهومه – أهدافه)
مقدمة
أولا: مفهوم التعليم عن بعد
ثانيا: نشأة التعليم عن بعد
ثالثا: أهمية التعليم عن بعد
رابعا: مبادئ التعليم عن بعد
خامسا:أهداف التعليم عن بعد
سادسا: مؤسسات التعليم عن بعد
سابعا: مميزات التعليم عن بعد
الفصل الأول
التعليم عن بعد (نشأته – مفهومه – أهدافه)
مقدمة:
في ظل التحديات والاختناقات التي تواجهها معظم أنظمة التعليم في العالم لجأت العديد من الدول إلى البحث عن بدائل غير تقليدية تمكنها من مواجهة التزايد الكبير في الطلب على التعليم من قبل فئات المجتمع وبالرغم من الزيادات الكبيرة في أعداد الطلاب الراغبين في التعليم والناتج عن التزايد الكبير في أعداد السكان وخاصة في الدول النامية، فإن الموارد المادية المتاحة لأنظمة التعليم في هذه الدول لم تلاحظ زيادات تذكر في المخصصات المالية بالدرجة التي تمكن من التوسع في نظم التعليم التقليدية لاستيعاب ما يمكن أن يطلق عليه جدليا الانفجار في أعداد الطلاب، وبناء على هذا الوضع فإن البحث عن بدائل غير تقليدية تكون ميزاتها الأساسية ليس فقط توسيع فرص التعليم وتحسين كفاءته، بل من ناحية ثانية مساهمتها في تخفيض كلفتة والوصول إلى ترشيد أكثر في استخدام الموارد المتاحة له، ومن أهم البدائل لحل هذه المشكلة هو نظام التعليم عن بعد، فالتعليم عن بعد هو ظاهرة تعليمية بدأت منذ الأربعينات ومرت منذ ذلك التاريخ بتطورات كبيرة.
حيث أن التعليم عن بعد قد أصبح ظاهرة مجتمعية تميز هذا العصر، وهو يعكس تطور أنماط الحياة النابع بدوره من التغيرات التكنولوجية العديدة التي تشهدها اليوم، وهذه التغيرات المتلاحقة تتولد عنها تحولات كبيرة نحس بواقعها القوي في محيطنا اليومي، وإذا كان من الصعب على الأشخاص الكبار الذين يسهمون في الحياة النشيطة داخل المجتمع أن يتخلوا عن أعمالهم لتلقي التعليم الذين يمكنهم من تحسن معلوماتهم ومواكبة نسق التطور، فإن طريقة التعلم عن بعد من شأنها أن تستجيب بنجاحه، لحاجات الأفراد والمجموعات المتزايدة إلى التدريب والتعلم بفضل ما تتحلي به من مرونة وقابلية للتلاؤم مع مختلف الأوضاع.
التعليم عن بعد هو في شكله النظري طريقة للتعليم يكون فيها المتعلم بعيداًَ عن المعلم في المكان والزمان أو كليهما معاً ولا يوجد اتصال شخصي بينهما، ولكن بدلا من ذلك تستخدم وسائط متعددة لنقل التعليم وتوصيله إلى المتعلمين تعتمد على المواد المطبوعة والمسموعة والمرئية وغيرها من وسائط إلكترونية وتكنولوجية.
إن نموذج التعليم عن بعد The Telelearning model يمثل الجيل الثالث في التطورات الخاصة بهذا الميدان (التطورات التقنية والوسائط التعليمية) ويشتمل على المؤتمرات المرئية، والاتصالات البيانية المسموعة، وبرامج الأقمار الصناعية.
والتعليم عن بعد يمثل إستراتيجية أخري يمكن للبلاد الصغيرة من خلالها توفير إمكانية التعليم العالي، وهو يعتبر آلية رئيسية تخدم من خلالها جامعات كثير في الدول الغربية والأوربية مثل جامعة دول الهند الغربية، وجامعة دول جنوب المحيط الهادي لدول الأعضاء فيها، فعن طريق استخدام الأقمار الصناعية والوسائل التكنولوجية الأخرى، أمكن للمعاهد العليا الارتباط مع الطلبة في بلاد مختلفة والتفاعل معهم في دروس ومقررات تعليمية هذا بالإضافة إلى أن برامج التعليم عن بعد تستخدم أيضا المواد المطبوعة والمراسلة.
وبذلك يحتل التعليم عن بعد مكانا مرموقا في بداية الألفية الثالثة لما له من إمكانيات في تعليم أعداد كبيرة من الأفراد باستخدام أدوات وتقنيات وتكنولوجيات وفرتها ثورة المعلومات والاتصالات، ويرتبط هذا النوع من التعليم بفلسفة التعليم المستمر، ليس من أجل التعليم وحده، ولكن من أجل التعليم والتنمية، ومواجهة المتطلبات والحاجات والمهارات التي تستحدث يوما بعد يوما، ولذا ينظر إليه باعتباره تطوراً في الجامعة التقليدية ذاتها حتى لا تتخلف عن ركب الحضارة في تطوير نفسها، وللدور الذي تلعبه في حياة المجتمع وللوسائل التي تتخذها لتحقيق هذا الدور حتى تحافظ على نفسها قوية في مجتمع اليوم الدائم التغير.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.