بدأت فكرة أعداد هذا الدليل، قبل عشرين عامًا، وبالتحديد عشية الخامس عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر 1998، عندما تابعت صوتا الشهيد القائد أبو عمار يتلو من الجزائر العاصمة بيان الاستقلال الذي صاغه الراحل الكبير محمود درويش

لقد أمدني إعلان الاستقلال، وما اعتراف دولي كبير به، القوة التي كانت عوني في رحلة الأعداد التي شهدت مدا وجزرًا تلازم مع المنعطفات التي مرت بها قضية شعبنا الفلسطيني. أن إيماني الكبير الانتصار، كان ملاذي كلما نازعتني النفس الضعيفة للعدول عن إعداد الدليل.

لقد قدر لي أن انصرف منذ خمسة وعشرون عامًا إلى العمل في حقل الدبلوماسية، متنقلاً في عدد من البلدان، كنت خلالها استعين بما أتيح لي من نشرات، ونصوص محاضرات، وكتب باللغة العربية الإنجليزية والفرنسية والفيتنامية، كي اهتدي إلى أفضل السبل في الدبلوماسية والمراسم وفن التعامل الاجتماعي.

وكان دأبي، منذ أول عهدي بالدبلوماسية، أن أدون الكثير من لملاحظات والمصطلحات والتعابير، والنصوص التي أقع عليها في النشرات والكتب ذات الاختصاص، كي لا اضطر إليها إذا ما احتجت لها في عملي. وهكذا تكدست ذخيرة من المعطيات وفرت علي كثير من الجهد والوقت.

ومرت الأعوام اثر الأعوام وأنا خالي الذهن من فكرة أعداد دليل في الدبلوماسية والمراسم، يكون بمثابة عون لكل الذين يهتمون بالدبلوماسية والعمل الدبلوماسي.لقد ترددت كثيرًا بين إقدام وأحجام حتى عقدت العزم آخر الأمر على النهوض بهذا العبء وليس لي من عدة أتسلح بها غير إيماني الكبير بالمساهمة المتواضعة في رفعة ونجاح الدبلوماسية الفلسطينية.

لقد اعتمدت في أعداد الدليل منهج واضح يلتزم من أول الطريق حتى نهايتها التزامًا دقيقًا، وفقًا لقواعد الدبلوماسية والمراسم. ويقوم هذا المنهج في شكله العام على البساطة والسلاسة والاختصار. وجاءت محتويات جزئيه الدبلوماسية والمراسم وكذلك نماذج المراسلات الدبلوماسية باللغة الإنجليزية تباعًا وفق تسارع عمل البعثة الدبلوماسية منذ الاتفاق على إقامتها مرورًا بمرحلة تأسيسها وانطلاقها في ممارسة مهامها. ولم أدخل في معالجة عدد من القضايا التي تحتمل تفسيرات قد تكون مختلفة.

بقي أن أشير بأنني قد وجدت من المفيد أن يلحق بالدليل اتفاقية فينا للعلاقات الدبلوماسية المبرمة في فينا عام 1961، نظرًا لدورها وأهميتها في مجال التنظيم الدولي، وكذلك القانون الدبلوماسي الفلسطيني لعام 2005، لأهميته في تنظيم العمل الدبلوماسي الفلسطيني. كما وألحقت به مجموعة من الأشكال المستخدمة في إعداد المآدب الدبلوماسية…

وبعد فهو ذا الدليل أضعة بين أيدي المتعطشين من دبلوماسيين ومهتمين وأنه لمن المأمول أن يكون هذا العمل ذا نفع، راجيًا أن يلقى لديهم بعض الرضا وحسن القبول، وأن يشكل مساهمة متواضعة في تقديم العون لمن يرى فيه عونا.