شهد التسويق نظاماً وفلسفةً وممارسة تغيّرات عاصفة منذ بداية الثمانينيات من القرن الماضي ، حتى ليخيّل للمرء أن ما كُتب عن التسويق آنذاك لم يعد وثيق الصلة بما يحصل اليوم . والواقع أن التسويق ، كما يؤكد فيليب كوتلر ، بحر تحركه أمواج عاتية ، ودون هذه الأمواج يتحول إلى بركة راكدة . وفعلاً حصل تحوّل جذري في جوهر التسويق ، من حالة التركيز على المُنْتَج إلى التركيز على السوق والعميل ، وظهرت إلى حيز التطبيق مفاهيم عملية حديثة أحدثت ثورة حقيقية في عالم التسويق
والأسس العلمية للتسويق الحديث كتاباً جديد تماماً في طروحاته ومداخله وتحليلاته ، حيث حرص المؤلفون على تضمين الكتاب المفاهيم والأسس الفلسفية والتطبيقية التي تشكّل البناء التسويقي الحديث الذي يشجّع على التحوّل من التفكير ” من الداخل إلى الخارج ” إلى التفكير ” من الخارج إلى الداخل ” – وهو مدخل في التسويق صارت تعتمده اليوم أرقى الجامعات والمعاهد في العالم . ولتجسيد هذه الرؤية ، فقد احتوى الكتاب على فصول تتناول موضوعات حيوية مثل الخدمات ، والتسويق الاكتروني ، والتسويق المباشر ، بالإضافة إلى أعمدة التسويق الأساسية المبنية على أساس المُنْتَج خدمةً ، وفكرةً ، وسلعةً ، وأصولاً غير ملموسة . فقد وجدنا أن الخدمات مثلاً تشكل حوالي 72.3 % كمعدل في الإقتصاد العالمي ، وبالتالي فهي تمثل ثقلاً كبيراً في التسويق لا يمكن تجاهله في أي كتاب منهجي رصين
وبالنظر لحالة التجدد والانفتاح التي تشهدها الأسواق بفضل تأثيرات ثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ، فقد ارتأينا أن لا يخرج الكتاب إلى النور إلا وقد تَضمّن أبرز الطروحات التسويقية في بيئة الأعمال الالكترونية . ولأن الكتاب موجّه إلى طلبة الدراسات الأولية في الجامعات والمعاهد العربية ، فقد حرصنا على أن تكون مفردات الكتاب مُبسطة ومتعمقة في آن واحد ، تدعمها أمثلة حية وأشكال وجداول ونماذج توضيحية . وقد تَوخينا البدء بالعام ثم الخاص وذلك سعياً في تكوين صورة واضحة المعالم وشاملة للتسويق الحديث
وقد كان أملنا أن يُثري هذا الكتاب الفكر التسويقي لطلبتنا الأعزاء ، وللممارسين أيضاً ممن تحدوهم الرغبة في إيجاد حلول ناجعة للمشاكل التسويقية التي تواجههم يومياً
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.