إن المدخل المتبع في هذا الكتاب هو المدخل المتكامل للترويج والإعلان الإلكتروني والتقليدي بمعنى أن عناصر المزيج الترويجي (الإعلان والبيع الشخصي وتنشيط المبيعات، والعلاقات العامة والدعاية) لا يمكن أن تكون فاعلة إلا من خلال النظر إلى الترويج في إطار علاقته المتنامية والمترابطة مع المزيج التسويقي والبيئة التسويقية الداخلية والخارجية

فالترويج نشاط تسويقي لا غنى عنه في عالم يتسم بالمنافسة الشديدة، حيث المنتجون والموزعون خصوصاً يرسمون الاستراتيجيات والسياسات والخطط التسويقية في محاولة لإيصال أفكارهم ومنتجاتهم إلى أسواق تتميز هي الأخرى بالتقلبات المستمرة والتغيرات التي لا تعرف السكون وفي عصر صارت فيه التقنيات مثل الإنترنت تلعب دوراً حاسماً في التأثير على رؤيتنا للأشياء من حولنا. ناهيك عن طبيعة المستهلكين الذين تستهدفهم النشاطات التسويقية المختلفة، حيث تعاظمت احتياجات ورغبات المستهلكين، وتعقدت عملية اتخاذ قرار الشراء بتعقد وتشابك السلوك الإنساني في ضوء هذا الكم الهائل من السلع والخدمات المطروحة في السوق، ويوجد اليوم مستهلكون إلكترونيون يعتمدون على الإنترنت كوسيلة ترويجية في كل شيء

ولكي يتمكن المنتجون والموزعون من تلبية احتياجات الأسواق، فإن عليهم أن يقدموا شيئاً متميزاً يتناسب وأذواق وتطلعات واحتياجات المستهلكين سواء كانوا تقليديين أو إلكترونيين أو كلاهما، من خلال إثارة انتباه واهتمام ورغبة المستهلك، وحثه على الإقدام على عملية الشراء. وهذا لا يتحقق إلّا من خلال نشاط الترويج المتعاضد والمتحد مع النشاطات التسويقية الأخرى والمدعّمة بالتقنيات التمكينية. بمعنى أن النشاط الترويجي يقدم خدمات متكافئة للمنتجين والمستهلكين على حد سواء باستخدام كل الوسائل المتاحة، التقليدية والإلكترونية معاً أو على انفراد

وتأسيساً على ذلك، جاءت فصول الكتاب مترابطة ومنظمة ومعززة بالأمثلة والشواهد التطبيقية لإعطاء القارئ نظرة متعمقة ليس فقط في أساسيات ونظريات النشاط الترويجي، وإنما آلية تطبيقاته

ولأن الإعلان يعد في نظر خبراء الترويج والإعلان واحداً من أهم عناصر المزيج الترويجي، فقد كرسنا فصولاً عديدة لتناوله بشكل متعمق وتفصيلي، بدءاً من نشأة الإعلان وانتهاء بآخر التطورات النوعية التي شهدتها صناعة الإعلان

وفي جميع فصول الكتاب، سيجد القارئ الكريم أننا بذلنا جهداً جلياً في ربط نظريات الإعلان والترويج بواقع صناعة الإعلان، وممارسات النشاط الترويجي، من خلال أمثلة واقعية، وذلك بهدف تمكين العاملين في هذا الحقل الاتصالي المهم من إعادة النظر بالدور الذي يلعبه الترويج والإعلان في عالم اليوم لاكتشاف المتغيرات الجديدة التي شهدتها هذه الصناعة المتنامية. كلما ركزنا على دور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في تعزيز فعالية الترويج واستخدمنا أساليب تقنية مبتكرة لتعزيز فعالية الترويج وعناصره المختلفة

ولطلبتنا الأعزاء، كما للعاملين في هذه الصناعة، وفرنا مادة علمية تطبيقية، بلغة بسيطة لكن متعمقة، تستهدف بدرجة أساسية وضع النقاط على الحروف، والتركيز قدر المستطاع على مفردات الترويج والإعلان المعتمدة في تدريس المساق على مستوى الجامعات والمعاهد والمراكز التعليمية العربية. ولأننا
نعيش في عصر الإنترنت والاقتصاد الرقمي، فقد عملنا جاهدين على أن يكون الطالب والممارس مطلعين على أحدث المستجدات في هذا العصر قدر تعلق الأمر بالترويج