كلنا نمر في حياتنا بفترات صعبه في حياتنا، فمنّا من يُبتلى في صحته ومنّا من يُبتلى في ماله.. ومنّا من يُبتلى بالوحدة ومنّا من يُبتلى بالفقد .. وإبتلاءات الدنيا كثير، ولاشك أننا نتعلم فيها الكثير مما لم نكن سنتعلمه في اوقات الرخاء.. وأن الإنسان يبلغ بصبره على البلاء ما لا يبلغه بعمله.
ومما يُصبّر الإنسان على البلاء هو التعرف على معاني اسماء الله الحسنى .. وهي شرط من شروط إستجابة الدعاء .. يقول الله سبحانه:
(وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا)
واسماء الله الحسنى ايضا طريقاً للجنة ..قال الرسول ﷺ : (أن لله تسعة وتسعون اسم مئة الا واحد من أحصاها دخل الجنة ).. ومعنى ذلك ان من حفظها وتدبر معناها وعمل بمقتضاها فقد دخل الجنة.
فمن الجميل أن يتعلم الإنسان معاني اسماء الله الحسنى .. ليزداد قرباً وتعرفاً على اسماء الله وصفاته .. وانه لو لم يكن في الإبتلاء إلا استشعار معاني أسماء الله الحسنى، لكفى به نعمة!
وهذا ما حصل لي.. فقد كنت اردد اسم الله اللطيف، كنتُ اردده كثيراً، ولم يكن يغيب عن بالي- ما قاله الله على لسان يوسف عليه السلام- (إن ربي لطيف لما يشاء).
وذات مرة تأملت في معاني اسم الله اللطيف فوجدت انه اسم ذا معاني عظيمه وقد تخفى على الكثير منّا .. فما الفرق بين اللُطف والرحمة؟وهل الرحمة لُطف؟
وانا ابحث واقرأ في معاني هذا الاسم- اللطيف- وجدت الكثير من المعاني التي تكاد تخفى على كثيرٍ منّا .. ويحتاج الإنسان في هذا الزمان لمعرفة وان لاتغيب هذه المعاني عن باله ابداً ..
يحتاج ان يعرف ان لُطف الله يحفه في جميع الأوقات .. وأن كل مصيبة تنزل على العبد ينزل معها لُطف مبطن، وأن توقعك لحدوث البلاء مسبقاً يجلب لك الحسرة والهم؛ لانك تنسى ان المصيبه ينزل معها لُطف الله .. فيكون وقعها اشد الماً عليك..
لذلك كان الحل ان تسلم امرك لله وحده وتعلم ان الله لطيف بعباده وان المصيبه لو دخلت جحر ضب لتبعها لطف الله.
يتحدث الكتاب عن لطف الله بعباده.. وعن لُطف الله بالوالدين، ولُطف الله بأنبياءه.. إن ربي لطيف .. قالها يوسف عليه السلام، فرميه في الجُب كان لُطف وبُعده عن ابيه كان لُطف، والكثير من الابتلاءات التي تتابعت عليه لتكون النهاية ان صار ملكاً لمصر.
تحدثت عن السورة التي التمس فيها لُطف الله بنبيه محمد ﷺ.. بعد ان حزن الرسول بسبب قول المشركين ان الله ترك نبيه وابغضه لمّا انقطع عنه الوحي ليلتان .. فنزلت هذه السورة تكذبياً لهم.
اترك ما بقي مما تحدثتُ عنه لكي تستكشفه انت .. وتذكر دائماً إن ربي لطيف، وأن الفرَج قريب، فإطمئن