ندى ايلول
د.ا 10 د.ا 5
انطلقتْ صرخاتي مؤذنةً خروجي من حُجرتي، وقُطِع الحبلُ الَّذي يصلني بأمِّي، تهاويْتُ إلى حضنها، وكأنَّني أعلمُ أنْ لا مأوى لي سوى قلبِها. نظرتْ إليَّ أمِّي نظرةَ حبٍّ وحمدٍ، نظرةَ نسيانٍ لأيِّ مشقَّةٍ وتعبٍ، طيلةَ فترةِ الحملِ، وأثناءَ الولادةِ.
عايشتُ أحداثَها، صارتْ واقعي، على الرُّغم من خيالها. جعلْتُ من أمل رفيقتي، وسيطرَ الحُزنُ على تفكيري بندى، أشفقتُ على مُراد، وكان مالك أحدَ أبطالِ أحلامي
وضعتُ كلَّ ما أثقلَ كاهلي، بين حروفِها، وفي كلماتِها، نثرْتُ سعادتي على غلافها، وفي حواشيها. كرَّسْتُ مشاعري بين سُطورِها، فاضتْ بها عاطفتي. أجهشتُ بالبكاء عندَ تعثُّر قلمي؛ فراضتني وخطَّتْ أحداثها بنفسها. أحببتُها وكأنَّها أنا، أحببْتُها جمادًا ينبضُ قلبُها. أحببتُها وهي تُشعلُ نارَها بين حروفي، وعشقْتُها عندما تنطفئ. عنّفتُها عندما أبتْ الخنوعَ تحتَ أفكاري، حرقْتُها بدموعي، حين مانعت حروفي سردَ نفسِها وفقًا لمخطَّطاتي. سمعتُ مناجاة ندى تطلبُ السّلام، ارتطمتُ بجدارٍ وضعَهُ مالك في طريقي، تمسّكًا بكبريائه، ركلتني صفحاتُها، وصنعتْ أبطالَها بنفسها. خضعْتُ لأبطالِها، وسرتُ في طريقهم لا بطريقي، سالَ الحبرُ من قلمي قسرًا. لكنَّها،على الرّغم من ذلك كلّه، كانتْ ملجئي، كانتْ عالمي عندما تُداهمني الوحدة. أغوصُ في بحرِها، هاربةً من أرضي، وأحلقُّ بينَ كلماتِها؛ لأعثرَ على نفسي.
كُتبتْ روايتي هذه بكلّ ما أوتيتُ من حبٍّ و شغفٍ، كَتبتْ نفسها، وصنعتْ حُروفَها بنفسها، صيغتْ كلماتُها كنوتاتٍ موسيقيَّةٍ ترنو أمامي، وتُقرعُ أجراسُها في أذني. كوّنتُ جملَها، وتراقصْتُ بين مبتدئها، حتى لهثْتُ عندما وصلتُ لخبرها. تمرَّدتْ حروفُها على قلمي، وانتفض كُرَّاسي تحت وقعِ أفكاري. لم أجد حبيبًا سوى قلمي، ولا يدًا تَربتُ عليّ سوى قرطاسي.
الوزن | 0.5 كيلوجرام |
---|---|
الأبعاد | 14 × 20 سنتيميتر |
تأليف |
تيا رائد جودة |
نوع الغلاف | |
الطباعة الداخلية | |
تاريخ النشر | |
عدد الصفحات |
206 |
الناشر |
دار اليازوري العلمية |
ردمك|ISBN |
9789957676179 |
دار نشر أردنية تأسست في عام 1981، وتعد واحدة من الدور الرائدة في مجال النشر في المنطقة العربية. تقوم دار اليازوري بنشر العديد من الكتب في مجالات متنوعة مثل الأدب، الثقافة، التاريخ، العلوم، والدراسات الاجتماعية.
تركز الدار على نشر الكتب باللغة العربية وتستهدف الجمهور العربي في مختلف أنحاء العالم. تقدم أيضًا خدمات الترجمة والنشر الرقمي، وتشارك في العديد من المعارض الدولية للكتاب.
منتجات ذات صلة
بين يدي ربيع الخريف
تحت ظل القلم
كان ولم يعد
مكبث
حين نقرأ إحدى مسرحيات شكسبير، قد ننسى ـ أحياناً ـ أن العمل الذي بين أيدينا ليس كتاباً عاديا، بالمفهوم الشائع لمعنى كلمة كتاب، بل كلمات تم تدوينها في نسق معيّنٍ ليصار إلى تجسيدها في حركات وانفعالات على خشبة المسرح.
إن قراءة أية مسرحية من مسرحيات شكسبير لن تكون ناجحة إذا لم نضع ما سبق ذكره بعين الاعتبار. لذلك ينبغي على قارئ مسرحية "مكبث" أن يتحاشى القراءة الصامتة، وأن يغتنم الفرصة لقراءة الحوارات بصوت مرتفع.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.