

الصورة الصوتية بين اللهجات العامية الدارجة واللثغة
20 د.ا 4 د.ا
أحمد الله ـــ تبارك وتعالى ـــ كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه ، وأصلي وأسلم على من اصطفاه لخلقه أجمعين ، أما بعد
فهذا كتاب في علم الأصوات سمَّيْته “الصورة الصوتية بين اللهجات العامية الدارجة واللثغة “. وأصل هذا الكتاب بحث نُشر في مجلة الدراسات اللغوية بالمملكة العربية السعودية
أحمد الله ـــ تبارك وتعالى ـــ كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه ، وأصلي وأسلم على من اصطفاه لخلقه أجمعين ، أما بعد
فهذا كتاب في علم الأصوات سمَّيْته “الصورة الصوتية بين اللهجات العامية الدارجة واللثغة “. وأصل هذا الكتاب بحث نُشر في مجلة الدراسات اللغوية بالمملكة العربية السعودية
الدراسات السابقة
سبق هذا البحث عدة دراسات مشابهة ، منها
ـــــ عيوب الكلام دراسة لما يُعاب في الكلام عند اللغويين العرب، د. وسمية المنصور، حوليات كلية الآداب، الكويت ، العدد(38) ، 1986 م
ـــــ الأصوات اللغوية رؤیة عضويةونطقية وفیزیائیة،سمیر إستیتیة،دار وائل،ط1،عمان، 2003م
ـــــ اضطرابات الكلام واللغة التشخيص والعلاج، د. إبراهيم الزریقات، دار الفكر، ط 1، عمان،2005م
ـــــ الأصوات وتصحيح عیوب النطق والكلام، د. مصطفى قطب،الصحوة للنشروالتوزیع، ط1،القاهرة ،2009م
ـــــالاضطرابات النطقية في أصوات الصفیر في العربية دراسة وصفیة تحلیلیة ، إبتسام حسین جمیل، المجلة العربية للعلوم الإنسانية، الكویت،العدد )115) ، 2011م
وهذا الكتاب على الرغم من صغر حجمه بالنسبة لكتب أخرى ، إلا أنه استنفد مني الطاقة جهداً، واستنفد مني الزمن مدداً ، حيث إنني لم أضن عليه بجهد أو وقت.
ويقع الكتاب في بابين
الأول :الصور الصوتية في العربية الفصحى، مع أمثلة تطبيقية من القرآن الكريم وغيره ، تظهر فيها التنوعات النطقية لبعض الأصوات، وتوضح أنَّ علماء العربية القدامى ، كسيبويه وابن جني كانوا يعرفون الصور الصوتية قبل علماء الغرب في العصر الحديث الثاني : الصور الصوتية في اللهجات الحديثة ، وهو مقسّم على ثلاثة مباحث
الأول: صور صوتية بتغيير الحروف. وكان لهذا النوع النصيب الأكبر والأهم من الكتاب ، حيث أتناول حروف العربية حرفاً حرفاً ، وأذكر التبدلات التي تحدث لكل حرف في الفصحى . وعمدتُ إلى التبدلات التي تهم الكتاب ، وهي تلك التبدلات التي ينشأ عنها كلمات تعبر عن اللهجات العامية في مصر والشام ، وبعض الأماكن في الوطن العربي. وهي في نفس الوقت تمثل صوراً صوتية للحروف المبدلة منها ، أو لثغات لها، أو بمعنى آخر أوضّح داخل الكتاب في كل حرف مبدل الإبدالات المحتوية على الألفاظ التي تمثل اللهجات والإبدالات التي بها ألفاظ تمثل لثغات ، وقد يُبدل الحرف إلى أحرف تنشأ عنها طائفتان من الألفاظ : أولاهما ألفاظ تمثل لهجات، وثانيتهما ألفاظ تمثل لثغة. وأقوم بشرح هذه التبدلات وفقاً للقوانين الصوتية. والكتاب يبيّن الفرق بين اللهجة واللثغة، مع ذكر ما قاله القدماء عن اللثغة، كالكندي الذي أدرج في رسالته عن اللثغات عشر لثغات ، وهي التي تصيب الجيم والحاء والراء والزاي والسين والشين والضاد والغين والقاف والكاف. وكذلك الجاحظ الذي تكلم عن لثغة الراء والسين والقاف واللام
وقد تلمَّستُ اللثغات فيما قرأتُ، وفيما سمعتُ، وقسمتها إلى نوعين
الأول : سميته ( انحرافاً نطقياً) ، وهو ما يجري على ألسنة الأطفال ، ولكنه ما يلبث أن يزول عند اكتمال نمو جهازهم النطقي
الثاني : لثغة ، وهي التي تلازم صاحبها ؛ لعيب عضوي في أعضاء النطق ، أو علة نفسية
المبحث الثاني
أعرض فيه الصور الصوتية في اللهجات الحديثة ، وهذا النوع به صور صوتية بتغيير حروف وحركات قصيرة
المبحث الثالث
هو صور صوتية بتغيير الحركة الطويلة إلى قصيرة ،وصور صوتية بالإمالة
هذا ، وقد اعتمدتُ في كتابي على المنهج الوصفي التحليلي
وبعد
فتلك هي بضاعتي ، وذاك هو جهدي ، وغايتي أن أكون قد وُفقتُ فيما أقدمتُ عليه ، وإن لم أكن ، فحسبي أن أظفر بأجر المجتهد
الوزن | 0.65 كيلوجرام |
---|---|
الأبعاد | 17 × 24 سنتيميتر |
ردمك|ISBN |
978-9923-43-035-4 |
منتجات ذات صلة
أثر الرواية الأنجلو أمريكية في الرواية الجزائرية باللغة الفرنسية
تمحورت الكتابة السردية النسوية الجزائرية ، في علاقتها وتلامسها مع الرواية الأنجلو أمريكية ، على نواة وإنية وهوية ؛ معنى الحرية والاختيار ، ومقاومة العجز ، الذي لا يرى في المرأة إلا انعكاسات لعجزها وضعفها ورقتها ودقة عودها . كما
ركزت هذه البدايات والمتتاليات للرواية النسوية ؛ التركيز أكثر على الجانب السيري السردي الأنثوي . تتمظهر هذه القضايا والإشكالات في كتابات النسوية الجزائرية باللغة الفرنسية ، وفي رواياتهن الرائدة واللاحقة ، من مثل : فاطمة عميروش ، الطاوس عميروش ، جميلة دباش ، آسيا جبار ، يمينة مشاكرة ، ليلى صبار ، مليكة مقدم ، نينا بوراوي ، سليمة غزالي ، باية قاسمي ، وليلى مشنتل ، ورشيدة خوازم ، مايسة باي ، نسيمة طرفاية .
أدت آسيا جبار ؛ صاحبة روايات ( العطش ، والجازعون ، وأطفال العالم الجديد ، والحب والفانتازيا ) دورا بارزا ؛ بوصفها مثقفة جزائرية ، ومبدعة ناطقة باللغة الفرنسية . في لفت الأنظار إلى حقيقة ما كان يجري في الجزائر من قهر وتعسف ، وما يعيشه الجزائريون في ظل الاستعمار ؛ من غياب معاني العدالة والكرامة والحرية . وكل ذلك على أيام المستعمر الفرنسي ، الذي صنع يومبات الموت والدمار ، باسم نشر الحضارة والمدنية . وعلى الرغم من منفى اللغة استطاعت آسيا جبار ، أن تجند معرفتها وإجادتها للغة الفرنسية ، من أجل تعرية خطابات الاستعمار وما بعد الاستعمار ، وكشف جرائمه البشعة .
وهكذا تعلن الكاتبة باللغة الفرنسية من الأجيال اللاحقة انخراطها في لعبة ولعنة الكتابة ، انطلاقا مما ظل يؤرقها دوما ، وهو انتماؤها وهويتها ، وتعبر عن أزمة كتابة المنفى والمهجر . وانبراؤها للكتابة عنها إنسانا وتاريخا ، منطلقة في الغالب من رصد إحداثيات ومعاناة ومأساة المرأة ، على طريقة الوجوديين الجدد . وبهذا المعنى أن الكاتبة من الجيل الجديد تتبنى الخطاب النسوي بفضل احتكاكها بالآخر / الغرب ، تصوغه تخييليا روائيا ، ترافع فيه عن انتهاك حقوق المرأة ، واغتصابها من الجماعات المتطرفة بالمنع والحظر والقتل . بل أكثر من ذلك تسعى لأن تشيد بفعل الكتابة عالما يسكنه وعي المرأة ، وإحساسها بعذابات الإنسان ومحنة الوطن . وكذا الكشف عن الانحدار والانكسار في راهن وحاضر الوطن بالتناظر والتعارض مع زمن البطولة والشموح . عادت إلى الذاكرة الجماعية وزمن الانتصار .
تأثرت الكاتبة الرواية الجزائرية ، التي تكتب باللغة الفرنسية بالرواية الأنجلوأمريكية . ليلى صبار ، تنطلق من خلال هذه شخصياتها المثيرة في خلق أنموذج أنثوي جديد . ونلمس في نصوصها حسا انبهاريا وغرائبية ، تعبر عن رغبة الكتابة في استعارة أجواء الشرق للتعبير عن الواقع الجغرافي والنفسي للإنسان المغاربي المهاجر .
أما الكاتبة الجزائرية باللغة الفرنسية ( نينا بوراوي ) ، لقد ازدادت الكاتبة شعورا بالألم في عقلها إلى درجة القتل ، أو تلك المدية الحادة في جمجمتها ، في مساءلة " الأنا / الهوية الذاتية " . كل تلك الأسئلة والتساؤلات تتخذ لدى نينا بوراوي ، كما هو الأمر لدى الوجوديين معاني ودلالات مضاعفة ، الحدود الفاصلة بين الواقع والحلم .
وكتبت يمينة مشاكرة رواية ( المغارة المتفجرة ) ، وهي تعيش حياة قاسية وقلقة . وروايتها أشبه برواية وقصيدة طويلة ملحمية ، نثرية تقرأ كمتخيل روائي إبداعي . أنتجت مليكة مقدم نصا روائيا ، يجسد قلق الهوية وصراع الأنا مع الآخر . نتيجة اغتراب والهجرة والهروب من الوطن ، ونتيجة لتلك القطيعة والغياب والمنفى . عرضت أحداث رواية " المتمردة " لمليكة مقدم برؤية أنثوية للعالم ، قدمتها امرأة استكملت شروط استقلالها الفكري والجسدي والمهني . وشرعت تستعيد سيرتها الذاتية ، فصورة المرأة / الوطن /الرمز ، الفتاة المتمردة . موضوعات السرد السيري متشظية ومفككة ،
وتبرز الكاتبة والروائية ( رشيدة خوازم ) في روايتها ( قدم الحكمة ) ، تعبر فيها عن أسئلة الكتابة وسؤال الهوية الأنثوية في الكتابة في ضوء الرواية الأنجلو أمريكية . تعبر السردية عبر قناة الاسترجاع ، وتقفز عبر فوهة الاستذكار إلى الذاكرة والحلم وتفاصيل الطفولة . رواية ( قدم الحكم ) فيها من التجريب والتغريب ، وفيها من التجديد الكثير والكثير . تشكل فرادة في الكتابة ، وفي وجوه الماس والنرجس والماء ؛ في مسار وتحولات السردية النسوية الجزائرية .
تروم الكتابة الروائية وتجربة مايسة باي السردية ؛ من خلال روايتها ( أتسمعون .. صوت الأحرار ) ، إلى تأسيس وتأنيث الكتابة الإبداعية ،واستعاب تجربة الرواية الأنجلو أمريكية . وكذا إبراز القيم الإنسانية ، الحرية ، العدالة ، الكرامة . والدفاع عن هذه القيم أدبيا وفنيا وجماليا ، والتي تتجسد في مرآة المرأة وفي عالم الرجل دون تمييز . وتطغى الأنا الأنثوية في كتابات مايسة ، حتى يبدو أنها تكتب لتقول ( أنا الأنثى )


استقبال النظريات النقدية في الخطاب العربي المعاصر
لقد شكلت نظرية الاستقبال محاولة لدراسة النص الأدبي من خلال منظومة متكاملة ، تعنى بالعملية الإبداعية في أطرافها الثلاة : المبدع ، النص ، القارئ . وقد وصلت هذه النظرية إلى النقد العربي الحديث والمعاصر ؛ شأنها في ذلك شأن النظريات النقدية والمفاهيم المعرفية الأخرى . وقد ذهب بعض النقاد العرب إلى أن النقل الحرفي لنظرية التلقي قد لا يكون عام الفائدة ، لأنه يلغي بعض الظواهر الثقافية الهامة في مجتمع من المجتمعات .
كانت جملة من المحاولات العامة ، التي استقبل فيها النقاد العرب جمالية " القيمة الجمالية " في النقد الجديد ، انصبت على النواحي البلاغية وعلى الشكل وتحليله ، وعلى بعض الجوانب الإنسانية ، ولم يتخلص المنهج بعد من النظرة السياقية . ونتج عن تلك المحاولات ، أنه ترتبت عليها معالم منهجية واضحة . وهكذا تجلت القيمة الجمالية والنقد الجديد في الرؤية والمنهج ، وتمثلها النقاد العرب . كما أخذت تبرز بشكل أوضح في المعالم النقدية الموالية عبر تطور النقد العربي المعاصر .


البنى الشعرية دراسات تطبيقية في الشعر العربي
إن منهاج البحث هنا يعتمد الصيغة الاستقصائية لرسم الأشكال المتعددة التي اتخذتها المدينة في الشعر العربي الحديث، مروراً بتجربة الشابي، وإبراهيم ناجي، والجواهري، ومعرّجاً على تجارب الرواد في مجال القصيدة الحديثة. مع الحرص على متابعة أهم تجربتين شعريتين عربيتين حديثتين هما تجربة كل من محمود درويش وأدونيس. وإذا كان البحث قد غطى كماً ضخماً من مجمل النتاج الشعري العربي الحديث، فإنه لا يدّعي إحاطته بمجمل التجربة الشعرية العربية الحديثة، لاستحالة هذا المشروع في مثل هذا النوع من الدراسة، التي اكتفى فيها الباحث بأخذ نماذج متوزعة جغرافياً بين أكثر من قطر، وممتدة زمنياً بين أكثر من جيل، وقد أمكن الوصول إلى عدد من الحالات التي توزعت بينها صورة المدينة في الشعر العربي الحديث، هذه الحالات هي:
- الموقف الاجتماعي من المدينة.
- الموقف السياسي.
- العاصمة العربية في الشعر العربي الحديث.
- المدينة الرمز.
- علاقة المدينة بابنها المناضل.
- المدينة صورة وصفية.
- المدينة الغربية في الشعر العربي الحديث.
وإذا كان لنا أن نشير إلى هذا التقسيم، فإننا نؤكد عدم اعتماده خطاً صارماً، وإنما جيء به لغايات ضبط مسار البحث، واستيعاب أشكال ورود المدينة لدى شعرائنا، مع ملاحظة تداخل السياسي / الاجتماعي / الأيدولوجي داخل بنية القصائد / بالتالي داخل صورة المدينة ذاتها في القصيدة، أما الفصل بين هذه الحالات فقد جاء لغايات الدراسة فقط مع التأكيد على سيطرة السياسي على ما عداه، ولأن هذه هي طبيعة البحث، فإن المسألة الجمالية في المقاطع / القصائد التي سيتم تناولها كأمثلة، لن تأخذ حقها، إذ أن التركيز سيكون على ما تقوله القصائد لا على جمالياتها، على أن هذا لا يعني خلو البحث من إشارات موجزة تحمل حكماً نقدياً أو تحليلاً جمالياً خاصة إذا تردّى النص إلى حدود الخطاب التقريري.
كما أنني أود الإشارة إلى استقصاء صورة المدينة عند شاعرين نثريين باعتبار القصيدة النثرية العربية قد أخذت حضورها، ولا يمكن تناسي دورها ومكانتها في العطاء الشعري الراهن، مع علمي بأن هذا قد يثير موقفاً سلبياً ضد البحث عند بعض من لا يعترفون بهذا الشكل من العطاء الشعري، ولكن:
q قناعتي بأهمية تجربة القصيدة الحديثة في عالمنا العربي.
ولخصوصية امتلاك قصيدة النثر للموقف / الأيدولوجيا بشكل يكاد يكون محدداً بين ثناياها.
الدر المنظم في مولد الرسول المعظم
إنّ الحديث عن ظاهرة المولد النبويّ الشريف، أو عن هذه "البدعة" الاحتفالية بالمولد النبويّ الشريف يجرنا حتما إلى التحدّث، ولو بشكل موجز، عن قيمة الدين الإسلامي الحنيف وخصوصياته ؛ هذا الدّين الذي وإن كان متمِّما لرسالة السماء التي أفصحت عنها الديانات السابقة إلاّ أنّه يبقى مميزا عنها ببعض الخصوصيات الثابتة وكذلك بمنهجه الأمثل في الدّعوة والمعاملات.
الطيب صالح والابداع الكتابي
ويخلص الكاتب لوطنه في غربته بلندن ، ويخلق لنفسه في ذلك البلد البعيد الغريب من خياله جوا يعيش فيه بوجدانه ، يستعيد فيه ذكريات الصبا ومختزن حياته في " مروى " . ومن دلائل إخلاصه نقل صور القرية من الواقع المعيش إلى الواقع المتخيل ، إلى جو النقاء والصفا . قد يبالغ الكاتب فيحيلها صورا مثالية وردية ، ويرى فيها كل شيء جميلا ، حتى أنه يذهب مع عشيرته فيما يذهبون إليه من عقائد متخلفة ، وعادات بالية . وتحس وكأنه يؤمن بها ويعتقد فيها ، بل ويبدو وكأنه يريد أن يقنع القارئ بصحتها وسلامته . أخص ما يظهر لنا من قصص رواياته وأعماله إيمانه ببعض العقائد الدينية ، وما ركز في قلوب عشيرته ووجدانهم من ولاء للطائفة ( الميرغينية ) وإيمان بشيوخها ، وشيوخ الدين من رجال الصوفية ، من مات منهم ومن ينتظر وظل على قيد الحياة .
وهو حين يبرز هذا الجانب من الحياة في قريته ، إنما يصدر عن رد فعل الغربة في نفسه ، وأثر الحياة المادية المسرفة في ماديتها بلندن على كيانه المعنوي ، وكأنه يمل هذه الحياة الجديدة ، ويحن بروحه إلى حياة قريته الروحية . يفتح لنفسه باب فيه الرحمة للخلاص من قيود المادية . وفي شخصية " الحنين " الصوفي / السائح المتجول ، و" الزين " بطل روايته " عرس الزين " ، وهو الدرويش طيب القلب ، ينكشف هذا الجانب الروحي الذي أشرنا إليه فيما يعتقده الناس ، وما يسيطر على أذهانهم من المنعتقدات والأساطير الدينية .
انعكست جياة " الطيب " في بيئته الريفية / شمال السودان ، وفي أم درمان والخرطوم ، وفي لندن نبعا ثرا لرواياته وقصصه . واستأثرت ذكريات طفولته وصباه في قريته بالجانب الأكبر من أعماله ؛ فكان ما اختزنه من بلده ووطنه وموطنه موردا ومنهلا ، يملي منه قلمه في غربته بلندن ، حيث كتب معظم إنتاجه ، وبعث به إلى الصحف والمجلات العربية .
ودعم هذا المورد العذب الأساسي قراءات متنوعة في الأدب الإنجليزي لكبار الكتاب والشعراء . لم يكن يجاري الاتجاه الواقعي في سماته وموضوعاته ، بل ربما عارضه وناقضه ، واتجه إلى الرمز . وهو يؤمن بالصنعة في الفن : صانع أساليب فنية ، وصانع أفكار ، وصانع أساطير ، ومعاني من الرؤى والصور والتصوف . ولا يحب الالتزام بمذهب بعينه في الحياة أو الفن ، ويرى الالتزام الوحيد الذي يتمسك به ويخلص له ؛ هو المثل العليا في الحياة ، والحق ، والعدل ، والجمال .

النقد الصوتي في التراث العربي
إنّ هذه الدراسةَ هي محاولةٌ لتثويرِ ما في التراثِ العربي، والتنقيبِ فيه لمعرفةِ الأُسسِ التي سار عليها العرب القدماءُ وللاطلاعِ على جزئيةٍ من ذلك الكمّ الهائل الذي خلّفهُ لنا السلفُ الصالح من علومٍ شتّى عسى أن يسدَّ ثغرةً في الدرس الصوتي الحديث، وأن تكون لبنة في الدراسات الصوتية المستقبلية؛ لاستكشاف ما في غور التراث، وجعله يناغم اللّغات الاُخرى التي نالت نصيبها من التكنولوجيا الحديثة، لتتواءم والعصرنة التي تعيشُها سائرُ تلك اللّغات فيما وصلت إليه. ومع أنّه ليس من السهل استقصاء التراث العربي، أو الإحاطة بكلّ ما احتوى من نقود وتعليلات ومناقشات، أو استدراكات في الأصوات.. فذاك مطلبٌ تشرئب له الأعناق وترنو إليه النفوس والألباب، فهو وإن كان بعيد المنال لمن تقيّده الآجال، وتحكمه غِيَرُ الدهور والأزمان، إلّا أنّه في الوقت نفسه سهل القِطاف لمن لم يتعلق بالحجج والآمال.


جبرا إبراهيم جبرا في ضوء المؤثرات الأنجلو أمريكية
في ظل المؤثرات الأنجلو أمريكية ، ظهر في شعر جبرا سمت جديد ، يتميز باصطناعه الصورة الكلية وبخفوت الإيقاع ، الذي يقترب من النثرية . وبشيء من التشابه العام بالشعراء الذين يصطنعون شعر التفعيلة عامة في الغرب الأنجلو أمريكي . وفي ضوء تأثير مدرسة الحداثة الأنجلو أمريكية ، ظهرت في شعريات جبرا رموزا أخرى ؛ مثل رموز الثقافة المسيحية والتجربة الصوفية ، وأهمها الصلب ، والتجربة الوجودية . ويمكننا أن نجمل هذه الرؤى من خلال ؛ رؤيا الموت والولادة على غرار إليوت .
وفي ضوء المؤثرات الأنجلو أمريكية ، نلمس ملامح جديدة في قصيدة جبرا ، كالسخرية ذات المفارقة العالية، فهو أقرب في شعره إلى إليوت ، وإلى حداثة الشعراء الرواد الآخرين ، من مدرسة الشعر الجديد في العالم الجديد . اتجه هذا التصور الساخر الأسود نحو الموضوعية ، يستخدم القناع ليخفف من أثر الغنائية المباشرة ، فاكتسي ملامح درامية .
تأثر جبرا في تجربته الشعرية بالشاعرة الأمريكية " هنريت مونرو" ، وبمجلة شعر الأمريكية . بدأ انتعاش الشعر في أمريكا بصدور العدد الأول من مجلة " شعر " مجلة تعني بالشعر . ومن شيكاغو بالذات ، وقد بقيت المجلة حية قرابة نصف قرن ، وصارت أبعد المجلات الأدبية أثرا . ظهر ولع جبرا بالشعر منذ حداثته ، وتأثر بالشاعر الناقد ( ت ، س ، إليوت ) . وطبقا لذلك تابع قراءاته للشعراء الميتافيزقيين ، الذين ظهروا في القرن السابع عشر في إنجلترا ، وشعراء الكلاسية الجديدة مثل: " الفرد تنسون " ، و "ت.ا.هيوم ". ارتبط جبرا في تجربته الحداثية بالحركة التصويرية والرسم ، متأثرا بـ " إزرا باوند . وتأثر جبرا بالشاعر " الفرد تنسون " ، ، وهو شاعر فكتوري .
وتأثر جبرا بجماعة من شعراء جيل الحداثة الثاني ، من شعراء هذه الفئة كان " ارشيبالد ماكليش" ،"هارت كرين ، و"ولاس ستيفتز" ، و"ماريان مور " ، ووليم كارلوس ويلميز ، و"ساندبيرغ" ، و "روبرت فروست" t الذين كانوا يمثلون نموذج الروح الأمريكية ، لأنهم ظلوا في بلادهم ، أو عادوا إليها مكرسين أنفسهم لأغراض عملية ، وهم يكتبون شعرا ذا جمال خالص من حيث الإيقاع والصور .
وتأثر جبرا تأثرا كبيرا بـ "مجموعة شعراء الثلاثينات "، وهم شعراء نقاد ، من مثل : و.هـ.أودن ، وستيفن سبندر . ووقع جبرا تحت تأثير الشاعر الإنجليزي " ديلان توماس" ، الذي يمزج في شعره بين قوة الميلاد والخراب . وهو الموضوع الدائم الذي أثار فيه كوامن الرعب والاشمئزاز ، لما في الحربين الاثنين من عذاب وتقتيل .
ويبلغ تطور جبرا القمة في بعض قصائده . من خلال طابعها الجديد المتميز وحدة لهجتها ونفوذ اتجاهها ، وتماسك بنائها الأسطوري ، المكتظ بمعاني الفداء والخصب . كما تتجلى فيها ثقافة جبرا ، وتبرز مدى إطلاعه على ثقافة وحضارة الغرب الأنجلو أمريكي . وتكاد تكون جامعة لجل خصائص شعر ه الفنية بصورة واضحة ؛ من حيث الغموض ، وقوة الصورة وإيحائها . ومن حيث ميله إلى إبعاد عناصر الذاتية عن الشعر، وإحلال الموضوعية مكانها . ويكثر من استخدام النغمه الساخرة من الحضارة الغربية المعاصرة من جهة ، ومن الحضارة العربية المتهالكة والمتداعية . ليزيل الوهم عن الجيل الجديد ، ويبصره بحياته الخاوية التي تنقصها القيم الروحية والإنسانية


شرح اللمحة البدرية في علم اللغة العربية (لابن هشام الأنصاري)ج1
هذا الكتاب جزء من متطلبات رسالة الدكتوراه التي قدمتها لجامعة القاهرة عام 1974 وكان المفروض أن يخرج بأربعة أجزاء ضخمة تستوفي نسخته الأصليه التي قدّمتها للإمتحان. غير أنّ ظروف الطباعة الصعبة وتجني أسعارها على المؤلف حالت دون إخراجي الكتاب بصورته الأصلية، التي لم أترك فيها شاردة ولا واردة إلاّ وعلّقت عليها وفصّلت القول في ذكر مظامنها ومصادرها، ولهذا اضطررت إلى حذف أكثر الهوامش وإلى تأجيل طباعة أربعة فصول مسهبة من الدراسة، لا خرج بهذين الجزئين. أقول هذا إعتذاراً من القارئ الكريم وإعترافاً بأن عملي كان ثمرة من ثمار التوجيه الأقصد والتعاون المعطاء بين الأستاذ وتلميذه.
فقد كان أستاذي المرحوم السيد يعقوب بكر حفياً بي متى ما افأت إليه مستنصحاً ومتزوداً بأزواد علمه وتوجيهاته القيمة. وقد منحني ثقته وتقديره فجعلني مديناً له بالجديّة الصارمة في البحث، والإنكباب على الدرس الذي لا يعرف الكلل، والتبتل في العمل الذي لم أجد لذة في غيره.
ومما يشرفني ويشرف عملي أن يسهم في مناقشته وتقويم ما جانب الصواب فيه علمان من أعلام الثقافة العربية، هما الأستاذان الجليلان:
الأستاذ العالم عباس حسن عضو المجتمع العلمي العربي والأستاذ الدكتور حسن توفيق ظاظا رئيس قسم اللغة العربية بآداب جامعة الأسكندرية.
